فنانون مصريون ينعون صلاح السعدني: كان إيجابياً ونموذجاً للفنان الحقيقي

خيم الحزن على الوسط الفني في مصر، بعد رحيل الفنان صلاح السعدني الجمعة، عن عمر ناهز 81 عاماً، بعد رحلة طويلة مع المرض، تاركاً إرثاً كبيراً من الأعمال الفنية التي تخلد مسيرته الطويلة على مدار ما يزيد عن 5 عقود.

وتعاون الفنان الراحل، مع عدد كبير جداً من الفنانين والمؤلفين والمخرجين طوال رحلته الفنية، ومن مختلف الأجيال، والذين أبدوا حزنهم الشديد لوفاته. 

مدرسة فنية 

وتقدمت الفنانة سميحة أيوب بالعزاء لأسرة السعدني، الذي وصفته بـ"الفنان المثقف"، لافتة لـ"الشرق"، إلى أن ابتعاده عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة من حياته، تسبب في انقطاع أخباره تماماً، خاصة مع تزايد المرض عليه.

أما الفنانة إلهام شاهين، والتي قالت إنها أصيبت بحالة من الصدمة فور سماعها خبر رحيله، فقالت لـ"الشرق"، "كان من أعظم النجوم الذي تعاونت معهم في العديد من الأعمال الفنية، مدرسة فنية تعلمت منه الكثير".

واعتبرت شاهين تجربتها في مسلسل "ليالي الحلمية" واحدة من أهم تجاربها الفنية، إذ تعاونت معه في الجزأين الرابع والخامس، كما سبق وتعاونا سوياً في مسلسلي "وقال البحر" و"البركان"، وكذلك فيلم "مدرسة الحب" عام 1988.

وتابعت: "صلاح السعدني أثر في أجيال كثيرة بفنه، وسيظل مرجعاً للفنانين كلهم، أما على الجانب الشخصي، فكان شخصاً رائعاً ونقياً وطيباً".

ومن جانبها، استعرضت الفنانة ميمي جمال، الأعمال التي تعاونت فيها مع الراحل صلاح السعدني، وهي: "جسر الخطر"، و"الباطنية"، و"للثروة حسابات أخرى" و"الأخوة الأعداء"، وقالت لـ"الشرق":" تربطني بأسرته علاقة صداقة قوية، وهو كان شخصاً محباً لزملائه، ولا يحب الدخول في أزمات، ويركز في عمله وحياته الخاصة فقط".

فيما دخلت الفنانة لوسي، في حالة حزن شديدة، إذ اعتبرت أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للوسط الفني المصري والعربي بشكلٍ عام، مؤكدة لـ"الشرق"، أنها كانت على تواصل مع أسرته حتى فترة قريبة، للاطمئنان على حالته الصحية دوماً.

وذكرت لوسي أنها تجمعها بالسعدني العديد من الذكريات التي لا تُنسى، لافتة إلى أن المرض بات يُطارد جسده منذ مسلسل "الباطنية" عام 2009، فقد كان يُصر على مواصلة التصوير رغم آلامه، وذلك يعود إلى احترافيته العالية، واصفة إياه بقولها: "عمدة الدراما المصرية".

"مثقف ووطني" 

واعتبر المؤلف بشير الديك أن "أهم ما يُميز صلاح السعدني، أنه كان فناناً مثقفاً وواعياً، وأحب البلد وأخلص لها، وقدّم أعمالاً مؤثرة تعبر عن الواقع العربي".

وأوضح الديك لـ"الشرق"، أنه تعاون معه في مسلسل "الناس في كفر عسكر"، "كان شديد الحب لكل زملائه، ويتناقش معي بإيجابية في السيناريو، خاصة أن رسالة المسلسل كانت موجهة لإسرائيل".

وذكر المخرج محمد فاضل أن صلاح السعدني بمثابة أخ وصديق لن يعوض، قائلاً لـ"الشرق": "جمعتنا العديد من المواقف والذكريات، فهو رفيق العمر والدرب، وفنان لا مثيل له في الإتقان والتقمص الشديد للأدوار التي برع في تقديمها على مدار رحلة فنية ستخلد اسمه لكل الأجيال القادمة".

ومن جانبه، قال المخرج هاني لاشين، الذي سبق وتعاون مع الفنان الراحل في مسلسل "بيت الباشا" ومسلسل "العودة والعصفورة"، إن "صلاح السعدني كان دائم الرغبة في التطور، وكواليس العمل معه تتسم بالبهجة، كما أنه كان يتسم بالذكاء، وصنع نجومية بحروف من ذهب، وأعماله جذبت كل الجمهور العربي".