خطوة تعزز قدرات الصين.. حاملة الطائرات "فوجيان" تُبحر في أولى تجاربها

"فوجيان" تعد أكبر سفينة تابعة للبحرية الصينية على الإطلاق

time reading iconدقائق القراءة - 5
حاملة الطائرات "فوجيان"تنطلق  لإجراء تجاربها البحرية الأولى من حوض بناء السفن في شنغهاي. 1 مايو 2024 - AFP
حاملة الطائرات "فوجيان"تنطلق لإجراء تجاربها البحرية الأولى من حوض بناء السفن في شنغهاي. 1 مايو 2024 - AFP
بكين -أ ف ب

أبحرت حاملة الطائرات الصينية "فوجيان" إلى عرض البحر، الأربعاء، لإجراء تجاربها البحرية الأولى، ما يمثل خطوة رئيسية في تعزيز البحرية الصينية في إطار سعي بكين لترسيخ وجودها في المحيط الهادئ وأبعد منه.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، إن السفينة التي غادرت حوض جيانجنان لبناء السفن بشرق شنغهاي صباحاً، ستجري تجارب لكي "تختبر في المقام الأول مدى موثوقية حاملة الطائرات واستقرار أنظمة الدفع وأنظمتها الكهربائية. 

و"فوجيان" هي ثالث حاملة طائرات صينية بعد "لياونينج" و"شاندونج" وهي أكبر سفينة تابعة للبحرية الصينية على الإطلاق. 

وقال محللون في مركز أبحاث الكونجرس في يناير الماضي، إنه من المتوقع أن تتميز "فوجيان" بأنظمة إقلاع أكثر تقدماً تسمح للقوات الجوية الصينية بنشر طائرات ذات حمولات أكبر وتتسع لمزيد من الوقود. 

وأضافوا أن "السفينة معدة لتوفير أكبر مساحة قتالية في بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني والارتقاء بالقدرات البحرية الصينية على نحو كبير". 

وسعت الصين لتعزيز قواتها البحرية والتركيز على تصنيع حاملات الطائرات، وهو ما تجلى في الحشد البحري الصيني. لكن الجميع أصبح يعرف أن "لياونينج" هي أول حاملة طائرات لم تُنتج في الصين محلياً، ولكن تم شراؤها من روسيا.

نمو دفاعي بحلول 2030

ووصف تقرير أصدرته خدمة أبحاث الكونجرس، نقلاً عن وزارة الدفاع، قوات البحرية الصينية بأنها "الأكبر في العالم"، متوقعاً أن تنمو لتضم 435 سفينة بحلول عام 2030. 

وقال التقرير إن زيادة القطع البحرية يهدف إلى "التعامل مع الوضع مع تايوان عسكرياً، إذا لزم الأمر وتحقيق درجة أكبر من السيطرة أو الهيمنة على منطقة البحار القريبة من الصين، وخاصة بحر الصين الجنوبي". 

وأضاف التقرير أن الصين، تريد أن تكون قواتها البحرية قادرة على ردع "التدخل الأميركي، حال نشوب نزاع في منطقة البحار القريبة من الصين بشأن تايوان أو أي قضية أخرى، أو إذا فشلت في ذلك أن تتمكن من تأخير وصول القوات الأميركية أو التقليل من فعالية القوات الأميركية المتدخلة". 

وعززت الصين قواتها البحرية على نحو كبير في السنوات الأخيرة، مع سعيها إلى توسيع نطاق تواجدها في المحيط الهادئ وتحدي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة

وتصاعد التوتر بشكل ملحوظ في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، حيث تؤكد الصين أحقيتها بالسيادة عليه بالكامل تقريباً، وفي محيط جزيرة تايوان ذات الحكم الذاتي، حيث نشرت حاملة الطائرات "شاندونج". 

من التقليد إلى الابتكار

وبدأ برنامج حاملات الطائرات الصيني باستخدام الهندسة العكسية لتقليد التكنولوجيا، ولكنه تطور بالفعل إلى قدرة مبتكرة.

ولفتت The National Interest إلى أن تبني الصين المحاكاة والتقليد لتقليص الوقت المخصص للبحث والتطوير، لا يعني أن الصين ليست دولة مبدعة، ولكن يشير إلى احتفاظهم بابتكاراتهم عندما يلحقون بمنافسيهم.

وأضافت أنه لا يمكن للأميركيين الاطمئنان، فبالرغم من أن أسطول حاملات الطائرات الصينية ليس متطوراً بعد مثل أسطول البحرية الأميركية، لكن بكين تلحق بالركب.

وأوضحت أنه مع كل وحدة جديدة ينتجها الجيش الصيني، يتحقق بعض التقدم الجديد، فضلاً عن أن أي صراع مع الغرب سيدور قرب الشواطئ الصينية، يعني أن خطة بكين تتمتع بميزة "اللعب على أرضها".

وعمل الجيش الصيني على ربط المناطق الرئيسية بشبكة قوية من أنظمة A2/AD المصممة لإبطال قدرات عرض القوة التي توفرها حاملات البحرية الأميركية.

وبمجرد إصدار أوامر منع الوصول فوق منطقة متنازع عليها، مثل مضيق تايوان أو بحر الصين الجنوبي، فمن المفترض أن شركات الطيران الصينية ستعمل مع درجة من الإفلات من العقاب، ما يسمح لخطة الصين بتأكيد التفوق البحري على منافسيها المحليين، بينما يتراجع الأميركيون خوفاً من خسارة حاملات طائراتهم الباهظة الثمن لصالح شبكة A2/AD الصينية.

تصنيفات

قصص قد تهمك