الطرود الملغومة في إسبانيا.. السفارة الأميركية أحدث هدف واتهامات لروسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجل أمن إسباني يحرس مقر السفارة الأميركية في مدريد، في 1 ديسمبر 2022 - AFP
رجل أمن إسباني يحرس مقر السفارة الأميركية في مدريد، في 1 ديسمبر 2022 - AFP
مدريد-رويترز

أبطل خبراء المفرقعات مفعول طرد ملغوم في السفارة الأميركية في مدريد، الخميس، وهو سادس عبوة من نوعها يتم إرسالها إلى أهداف رفيعة المستوى في موجة دفعت إسبانيا إلى تشديد الأمن والتعهد بعدم التخلي عن دعم أوكرانيا.

بدأت الحملة بعبوة أُرسلت إلى رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث في 24 نوفمبر، الأمر الذي دفع مدريد لتشديد الأمن حول المباني العامة.

ومنذ الأربعاء، أُرسلت عبوات مماثلة أيضاً إلى وزارة الدفاع وقاعدة جوية وشركة لتصنيع الأسلحة والسفارة الأوكرانية، حيث أصيب ضابط أمن بجراح طفيفة.

وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبلس، التي كانت تزور مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية، الخميس، والتقت بنظيرها الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إن الطرود الملغومة لن تمنع إسبانيا من دعم "القضية العادلة" لأوكرانيا.

وأضافت: "ما يجب أن يكون في غاية الوضوح هو أن أياً من هذه الطرود أو أي عمل عنيف آخر لن يغير الالتزام الواضح والراسخ لإسبانيا ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي بدعم أوكرانيا".

واعترض مسؤولو الأمن الطرد الأخير في السفارة الأميركية وتم تفجيره لاحقاً تحت سيطرة الشرطة الإسبانية.

وفي وقت لاحق الأربعاء، تلقت شركة إنستالزا، وهي شركة لتصنيع الأسلحة في سرقسطة، شمال شرق إسبانيا، والتي أرسلت أكثر من ألف من قاذفات صواريخ سي90 إلى أوكرانيا، عبوة أخرى.

وتلقت قاعدة جوية تضم مركز أقمار صناعية تابع للاتحاد الأوروبي ووزارة الدفاع الإسبانية والسفارة الأميركية، الخميس، طروداً ملغومة.

تهديد بعثات أوكرانية

ونقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية للأنباء عن مسؤول كبير قوله، الخميس، إن 3 بعثات دبلوماسية أوكرانية تلقت رسائل تهديد مغموسة بسائل أحمر، وذلك بعد يوم من انفجار طرد ملغوم في سفارة بلاده في إسبانيا.

وذكرت الوكالة أن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا وصف هذه الحوادث بأنها محاولة لترهيب الدبلوماسيين الأوكرانيين.

ونسبت إليه قوله للتلفزيون الوطني: "إذا بدأوا بالفعل في مهاجمة السفارات، فهذا يعني أنهم يخافون منا ويحاولون إيقافنا".

وقال: "كان داخل هذه الرسائل تهديد رمزي لأوكرانيا.. كانت جميع الأظرف مغموسة بسائل أحمر وقت استلامها"، وأحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وانفجر طرد كان موجها إلى السفير الأوكراني لدى إسبانيا في السفارة في مدريد، الأربعاء، أثناء قيام مسؤول أمني بفحصه، مما تسبب في إصابته بجروح طفيفة.

أوكرانيا تلوم موسكو

وبعد تفجير الطرد الذي تم إرساله إلى السفارة الأوكرانية، أمر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا جميع سفارات كييف في الخارج بتعزيز الأمن "بشكل عاجل".

وبدا أن سفير أوكرانيا في إسبانيا سيرهي بوهورلتسيف يشير بأصابع الاتهام إلى روسيا.

وقال لمحطة (تي.في.إي) التلفزيونية الإسبانية، الأربعاء: "لدينا تعليمات من الوزارة في أوكرانيا بأنه نظراً إلى الوضع الراهن، يجب أن نكون مستعدين لأي نوع من الحوادث.. الأنشطة الروسية خارج البلاد".

وأرسلت إسبانيا أو تعهدت بإرسال معدات عسكرية وإنسانية لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، بما يشمل قاذفات صواريخ أرض-جو، وبطارية مزودة بستة مدافع هاوتزر خفيفة، وذخيرة ودروع واقية من الرصاص، وأسلحة خفيفة، إضافة إلى تدريب طياريها على الدفاع الجوي في إسبانيا.

ونشر حساب السفارة الروسية في إسبانيا على تويتر، الخميس، بياناً يدين "أي تهديد أو عمل إرهابي" فيما يتعلق بالرسائل الخمس الملغومة "الموجهة بشكل خاص إلى بعثة دبلوماسية".

ألسنة لهب مفاجئة

وتسبب تسليم طرود ملغومة في أنحاء العاصمة الإسبانية في إغلاق الطرق وحدوث فوضى مرورية حول المباني الدبلوماسية والعامة الرئيسية.

وفي تصريحات قبل العثور على الطرد الأخير في السفارة الأميركية، قال نائب وزير الداخلية الإسباني إن المؤشرات الأولية توحي بأن إرسال الطرود الخمس الأولى تم من داخل إسبانيا.

وأضاف وزير الدولة المسؤول عن الأمن رافائيل بيريث، في مؤتمر صحفي، أن العبوات المصنوعة يدوياً أُرسلت في طرود بنية اللون غير متفجرة بل تحتوي على مسحوق قابل للاشتعال وسلك تفجير يشعلان "ألسنة لهب مفاجئة".

وكانت الطرود موجهة لرؤساء الجهات المرسلة إليها.

وقال بيريث إن إحدى العبوات اشتعلت وأصابت فرد أمن بالسفارة الأوكرانية في مدريد بينما أشعل أفراد الأمن 3 طرود أخرى في بيئة محكومة وتُركت إحداها سليمة لفحصها.

ومضى يقول: "يبدو أنها جميعاً مرسلة من داخل البلاد لكننا نستند في هذا التخمين على الفحص الأولي بالعين المجردة دون أن يكون لدينا بعد تقرير فني مستفيض".

وأضاف أن الأمر لا يبدو أنه يستدعي انعقاد اللجنة الأمنية لتقييم الحاجة لرفع مستوى التهديد الإرهابي في إسبانيا، وهو حالياً عند ثاني أعلى مستوى نتيجة بعد هجمات لمتشددين في أنحاء أوروبا على مدار السنوات العشر الماضية.

وقال مصدر قريب من التحقيق إنه في حين أن تلك العبوات مصنوعة يدوياً فإنها "ليست شيئاً يمكن لأي شخص أن يصنعه"، مضيفا أن المحققين يحاولون حاليا تتبع مصدر محتويات تلك الطرود.

وقال مصدر آخر يشارك في التحقيق القضائي إن المظاريف الكبيرة جميعها تحمل نفس الخط ويبدو أنها جاءت من نفس المرسل. وأضاف أنها تحتوي على "آلية إشعال كهربائية" ومادة مشابهة للبارود.

وفتحت المحكمة العليا الإسبانية المتخصصة في قضايا الإرهاب تحقيقا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات