"التخلي عن أراض" لروسيا.. أبرز ملامح خطة ترمب لإنهاء حرب أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال حدث رياضي بميامي في ولاية فلوريدا الأميركية. 7 أبريل 2024 - Getty Images via AFP
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال حدث رياضي بميامي في ولاية فلوريدا الأميركية. 7 أبريل 2024 - Getty Images via AFP
دبي -الشرق

قال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، في محادثات خاصة، إن بإمكانه إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا من خلال الضغط على كييف للتخلي عن بعض الأراضي، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الخطة.

وذكرت الصحيفة الأميركية، أن بعض خبراء السياسة الخارجية يرون أن فكرة ترمب سيكون بمثابة "مكافأة" للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتتغاضى عن انتهاك الحدود المعترف بها دولياً بالقوة.

ويتضمّن "مقترح ترمب" الضغط على أوكرانيا للتنازل عن شبه جزيرة القرم، ومنطقة دونباس الحدودية مع روسيا، وفقاً للأشخاص الذين ناقشوا المقترح مع ترمب أو مستشاريه. وتحدث هؤلاء الأشخاص إلى الصحيفة بشرط عدم كشف هويتهم؛ بسبب سرية هذه المحادثات. 

وأضافت "واشنطن بوست" أن هذا النهج، الذي لم يسبق الحديث عنه، سيحدث تغييرات جذرية في سياسة الرئيس جو بايدن، والتي ركزت على كبح العدوان الروسي وتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا.

وكثيراً ما تباهى ترمب، المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية، بأنه قادر على التفاوض على اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة، إذا تم انتخابه، حتى قبل توليه منصبه. لكنه رفض مراراً أن يحدد علناً كيفية تسوية حرب تدور رحاها منذ أكثر من عامين، وأودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين. 

وقال ترمب في محادثاته الخاصة، إنه يعتقد أن روسيا وأوكرانيا "تريدان حفظ ماء الوجه، وتريدان مخرجاً". وأضاف أن سكان بعض المناطق لن يمانعوا أن يكونوا جزءاً من روسيا، حسبما نقلت الصحيفة عن شخص ناقش الأمر مباشرة مع ترمب. 

"تقوية بوتين"

وذكرت "واشنطن بوست" أن قبول سيطرة روسيا على أجزاء من أوكرانيا يعني اتساع نطاق حكم بوتين بعد أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. 

ويحاول بعض مؤيدي ترمب، ثنيه عن هذا المقترح. وقال السيناتور ليندسي جراهام (جمهوري من ساوث كارولاينا)، الذي كان منتقداً لترمب سابقاً وتحول إلى حليف له، للصحيفة: "لقد أمضيت كل وقتي في التحدث مع ترمب بشأن أوكرانيا".  وأضاف: "يجب أن يدفع الثمن. لا يُمكن أن يفوز في النهاية"، في إشارة إلى بوتين.

وقالت إيما أشفورد، وهي زميلة بارزة في مؤسسة "مركز ستيمسون" البحثية غير الحزبية، إن "تبادل الأراضي" مقابل وقف إطلاق النار سيضع أوكرانيا في موقف أسوأ، في ظل عدم وجود ضمانات بأن روسيا لن تعيد تسليح نفسها، وتستأنف الأعمال العدائية، كما فعلت في الماضي. وأضافت: "إنها صفقة فظيعة"، مُشيرة إلى مقترح ترمب.

وقالت "واشنطن بوست"، إن حملة ترمب الانتخابية، رفضت التعليق بشكل مباشر على الأمر. وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم حملة ترمب: "أي تكهن بشأن خطة الرئيس ترمب يأتي من مصادر مجهولة وغير مطلعة ليس لديها أدنى فكرة عما يجري أو عما سيحدث".

وأضافت: "الرئيس ترمب هو الوحيد الذي يتحدث عن وقف القتل". 

وذكرت "واشنطن بوست"، أن خطة ترمب تتماشى مع نهجه كرئيس في كثير من النواحي، مُوضحة أن "تفضيله المؤتمرات الاستعراضية على التفاصيل السياسية، وثقته في مهاراته التفاوضية، واستيائه من البروتوكولات الدبلوماسية التقليدية كانت جميعها سمات مميزة لكيفية تعامله مع الشؤون الخارجية في فترة ولايته الأولى".

وقال توم دونيلون، مستشار الأمن القومي للرئيس السابق باراك أوباما، للصحيفة إن "علاقة الإعجاب غير القابلة للتفسير بين الرئيس السابق ترمب وبوتين، إلى جانب عدائه غير المسبوق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لا يمكن أن يعطي أوروبا أو أوكرانيا أي ثقة في تعاملاته مع روسيا". 

وقال ليندسي جراهام، إنه حذر من منح روسيا الأراضي التي ترغب في ضمها، ويريد أن يتبنى ترمب طريقاً للمضي قدماً نحو انضمام أوكرانيا إلى الناتو.

وأضاف: "طريقة إنهاء هذه الحرب بالنسبة لي هي التأكد من انضمام أوكرانيا إلى الناتو والاتحاد الأوروبي. إنه (ترمب) لا يتحدث كثيراً عن ذلك. لا أعرف إن كان قد فكر كثيراً في الأمر". 

تصنيفات

قصص قد تهمك