الانسحاب من خان يونس وزيادة مساعدات غزة يؤرقان المسؤولين الإسرائيليين

وزراء بحكومة نتنياهو يشددون على رفض "صفقة مرحلية".. ومصادر: إسرائيل تخلت عن ورقة تفاوض قوية

time reading iconدقائق القراءة - 6
عائلات فلسطينية تعود إلى خان يونس وسط دمار هائل خلفته القوات الإسرائيلية قبل انسحابها. 8 أبريل 2024 - AFP
عائلات فلسطينية تعود إلى خان يونس وسط دمار هائل خلفته القوات الإسرائيلية قبل انسحابها. 8 أبريل 2024 - AFP
دبي -الشرق

اعتبر مسؤولون إسرائيليون أن فرص عقد صفقة لتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين في قطاع غزة، بين إسرائيل وحركة "حماس"، "تضاءلت" بعد انسحاب الجيش من خان يونس، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، إذ "لم يعد لتل أبيب ما تتفاوض به مع الحركة"، حسبما يرون. 

وقال المسؤولون، حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء، إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تخلت عن ورقة قوية"، فيما قالت مصادر أخرى إن وزراء كبار في حكومة نتنياهو سيرفضون أي صفقة مع "حماس"، لا تشمل الإفراج عن كافة المحتجزين الإسرائيليين "مرة واحدة" وليس على مراحل، وأنهم طالبوا بعقد صفقة كاملة "ولو بثمن باهظ".

ووفق المسؤولين الإسرائيليين، فإن "حماس"، "لن تساوم في المحادثات بعدما حصلت على الكثير بدون مقابل"، وفق قولهم، وألقوا باللوم في "فشل" التوصل إلى اتفاق في محادثات القاهرة، على الانسحاب من خان يونس، وتدفق المساعدات.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لقد تخلينا عن ورقة تفاوض قوية مقابل لا شيء، وموقف حماس أصبح عصياً على الكسر".

وأكدت المصادر، أن حركة "حماس"، "تسعى حثيثاً لإنهاء الحرب، وانسحاب القوات، وعازمة على لعب كل الحيل مع الوسطاء"، على حد تعبيرهم.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن البعض يرى أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة بالانسحاب من خان يونس والسماح بتدفق أكبر للمساعدات الإنسانية، هي نتيجة للضغوط الأميركية، فيما يتخذ الرئيس جو بايدن، خطاً أكثر تشدداً ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ووتيرة تدفق المساعدات، والتهديد بسحب دعمه.

ورسمياً، قال الجيش الإسرائيلي، إنه سحب قواته من خان يونس، لأن العمليات هناك "انتهت"، وأن القوات بحاجة إلى "راحة" قبل الاجتياح المخطط له لمدينة رفح جنوب القطاع.

ووجه بايدن، الخميس الماضي، تحذيراً لنتنياهو خلال اتصال هاتفي، قائلاً إنه إذا لم تغيّر إسرائيل مسارها في قطاع غزة، "فلن نتمكن من دعمكم".

اشتباكات في وسط غزة وغارات جوية

ميدانياً، قال الجيش الإسرائيلي إن لواء ناحال عوز، لا يزال يشتبك مع مقاتلين من حركة "حماس" في محور وسط غزة، وهي المنطقة الوحيدة التي لا تزال القوات الإسرائيلية تتواجد فيها.

اقرأ أيضاً

بايدن لنتنياهو: إذا لم تغيّر إسرائيل مسارها في غزة فلن نتمكن من دعمكم

وجه بايدن تحذيراً لنتنياهو خلال اتصال، الخميس، قائلاً إنه إذا لم تغيّر إسرائيل مسارها في قطاع غزة "فلن نتمكن من دعمكم".

وانسحبت القوات الإسرائيلية من شمال وجنوب غزة، ولكنها لا تزال تتواجد فيما تسميه بـ"ممر نتساريم"، وهو طريق يمر من الحدود مع إسرائيل إلى البحر، ويقسم القطاع إلى قسمين.

ويسمح الممر لإسرائيل بتشغيل نقطة عبور لها وصول مباشر لشمال غزة، تستعمله شاحنات المواد الإغاثية، والتي يزعم الجيش الإسرائيلي، أنه "يؤمنها باستخدام هذا الممر".

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه يواصل شن غارات جوية عبر أرجاء القطاع، وأعلن أنه ضرب عدداً من الأهداف بالمقاتلات والمسيرات الثلاثاء.

محادثات القاهرة

وقالت مصادر في حركة "حماس" الفلسطينية، لـ"الشرق" الثلاثاء، إن المكتب السياسي للحركة يدرس اقتراحاً قدمه الوسطاء بشأن التوصل إلى هدنة في غزة واتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين مع إسرائيل، مؤكدة أن هناك "بعض التقدم"، لكنها قالت إن هناك حاجة لتعديل بعض النقاط، والحصول على مزيد من الإيضاحات بشأن نقاط أخرى.

وبناءً على ما قدمه الوسطاء، يتوجب على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من المناطق السكنية المكتظة، طيلة فترة الهدنة التي تستمر 42 يوماً، لكنه لم يحدد المسافة التي تفصل هذه القوات عن المناطق السكنية، وهو ما قد يفسره الإسرائيليون على أنه يسمح لقواتهم التواجد على بعد أمتار فقط من الأحياء السكنية، وهو أمر غير مقبول من جانب "حماس".

ونص الاقتراح أيضاً على قيام "حماس" بتسليم 40 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة، بينهم المدنيون من هم فوق سن الخمسين وتحت سن التاسعة عشرة، والمجندات والمرضى والمصابين، مقابل 900 أسير فلسطيني بينهم 100 من ذوي الأحكام المؤبدة.

وتقول الحركة الفلسطينية، إنها قد لا تمتلك 40 أسيراً مدنياً على قيد الحياة، الأمر الذي يدخل عدداً من الجنود في هذه الفئة وهو أمر يتطلب زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد مقابل الجنود.

"صفقة مرحلية"

والأربعاء، قالت مصادر لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن وزراء كبار في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر، سيصوتون ضد أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لا يشمل الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، وإن هؤلاء الوزراء يرغبون في صفقة مع "حماس"، من مرحلة واحدة.

وذكرت المصادر المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن الوزراء يؤيدون صفقة من مرحلة واحدة مع حماس "حتى لو كان الثمن باهظاً"، وأنهم يرون أن على إسرائيل الإصرار على صفقة من مرحلة واحدة تشمل الإفراج عن جميع المحتجزين الأحياء في غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك