كييف تقر بأن الجيش الروسي يحقّق "نجاحات تكتيكية" في أوكرانيا

توقع رئيس الاستخبارات الأوكرانية أن الفترة المقبلة ستكون "عصيبة" على بلاده

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود أوكرانيون يطلقون صواريخ 'جراد' باتجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك- 24 أبريل 2024 - Reuters
جنود أوكرانيون يطلقون صواريخ 'جراد' باتجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك- 24 أبريل 2024 - Reuters
كييف-أ ف ب

أقر رئيس أركان الجيش الأوكراني ألكسندر سيرسكي، الأحد، بأن الوضع على الجبهة "تدهور" مع تحقيق القوات الروسية "نجاحات تكتيكية" في مناطق عدة.

ويتبع الجيش الأوكراني الأسلوب الدفاعي منذ فشل هجومه المضاد واسع النطاق الصيف الماضي، ويواجه تسلم روسيا زمام المبادرة بعد استيلائها على بلدة أفدييفكا في شرق البلاد خلال فبراير الماضي.

وفيما تسعى إلى حشد جنود جدد أمام شح المساعدات الغربية، اضطرت أوكرانيا إلى التراجع مؤخراً في مناطق عدة، بينما أعلنت موسكو الأحد، سيطرتها على قرية جديدة.

وفي منشور على "فيسبوك"، قال الجنرال سيرسكي إن روسيا "تهاجم على طول خط المواجهة، وتُحقق نجاحات تكتيكية في بعض المناطق".

وتابع: "في محاولته لأخذ زمام المبادرة الاستراتيجية واختراق خط الجبهة، ركز العدو جهوده في مناطق عدة، ما خلق تفوقاً كبيراً من حيث القوات والقدرات".

وأكد رئيس أركان الجيش الأوكراني وقوع "معارك عنيفة" على خط الجبهة خلال الأسبوع الماضي، مشيراً إلى وضع "ديناميكي" مع سيطرة أحد الطرفين على بعض المواقع ثم استعادة الطرف الآخر لها، وذلك لمرات عدة خلال يوم واحد.

وأفاد بأن القوات الأوكرانية تتمكن من "تحسين موقعها التكتيكي" في بعض المناطق.

"قتال عنيف"

الجنرال سيرسكي أوضح أيضاً أن كوبيانسك الواقعة شمال شرق البلاد هي من بين المناطق التي يشتد فيها القتال وحقق فيها الروس "نجاحات جزئية، لكن تم إيقافهم".

وفي منطقة كراماتورسك (شرق)، تشن القوات الروسية هجوماً للسيطرة على بلدة تشاسيف يار، لكن سيرسكي قال إن "الوضع الأكثر تعقيداً" هو في منطقة بوكروفسك وكوراخوف حيث "يستمر القتال العنيف".

واعترف أن القوات الأوكرانية انسحبت من بلدات بيرديتشي، وسيمينيفكا، ونوفوميخايليفكا. كما تحدث عن "وضع متوتر" جنوبي البلاد.

من جانبها، أعلنت روسيا، الأحد، أنها سيطرت على قرية نوفوباخموتيفكا الواقعة شمال غرب بلدة أفدييفكا في الجبهة الشرقية.

وتقع هذه القرية بالقرب من أوتشيريتني التي اجتاحتها القوات الروسية بشكل سريع هذا الأسبوع، حيث تسيطر حالياً على معظمها وفقاً لمراقبين.

واستهدف قصف متواصل منطقة أوتشريتيني الواقعة على المرتفعات، وتصاعدت أعمدة من الدخان الرمادي في السماء.

وفي قرية فوزدفيينكا البعيدة 8 كيلومترات باتجاه شمال غرب البلاد، كان 3 مدنيين يُنهون تحميل شاحنة صغيرة بالأثاث والمقتنيات، وقال أحدهم وهو يهم بالمغادرة: "سنذهب بعيداً من هنا، أخذنا بعض أمتعتنا من هنا ومن قرية أخرى".

وأضاف قبل أن يُغادر القرية بسرعة على متن الشاحنة: "ليس لدي وقت للحديث بسبب القصف".

"الروس يتقدمون"

في شأن ذي صلة، ذكر جنود أوكرانيون وهم يمرون جانب طريق مشجر في المنطقة إنهم جاؤوا لحفر خنادق دفاعية بالقرب من أوتشيريتني.

وقال أحدهم مفضلاً عدم الكشف عن هويته: "لكن الوضع تغير. قيل لنا ألا نأخذ المجارف، وأن نبقى هنا بانتظار الأوامر. الروس يهاجمون ويتقدمون".

وكان القائد الأعلى للقوات الأوكرانية أولكسندر سيرسكي أقر في وقت سابق هذا الشهر، أن الوضع على الجبهة الشرقية "تدهور بشكل كبير"، لافتاً إلى أنه يرى "تكثيفاً كبيراً" للهجوم الروسي منذ مارس الماضي، ما أدى إلى "نجاحات تكتيكية".

وفي هذا السياق، توقّع رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، الاثنين، أن يتفاقم الوضع قرابة منتصف مايو ومطلع يونيو، معتبراً أنها ستكون "فترة عصيبة" بالنسبة لأوكرانيا.

وتأمل السلطات الأوكرانية في سد عجزها من الأسلحة والذخائر بفضل مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 61 مليار دولار، وافق عليها الكونجرس الأميركي بعد أشهر من التعليق بسبب الخلافات السياسية في واشنطن.

كما وعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع بإرسال كميات كبيرة من العتاد و"بسرعة"، في وقت قلّل الكرملين من تأثير ذلك.

ولزيادة عدد الجنود، أصدر زيلينسكي في أبريل قانوناً للتعبئة العسكرية مثيراً للجدل، يُشدد العقوبة على الفارين من الخدمة العسكرية، ويحفز التجنيد الإلزامي، ويُلزم الرجال تحديث بيانات تسجيلهم العسكري لدى السلطات.

كما علّقت كييف خدماتها القنصلية في الخارج للرجال في سن القتال، لدفع الأوكرانيين إلى العودة إلى البلاد.

وكان الغزو الروسي لأوكرانيا بدأ في 24 فبراير 2022، عندما أعلنت روسيا شن عملية عسكرية على أوكرانيا، وذلك وفق الرئيس فلاديمير بوتين، للدفاع عن لوجانسك ودونيتسك في إقليم دونباس، وهو حوض منجمي شرق أوكرانيا، كان اعترف للتو باستقلاله.

وقال بوتين آنذاك إنه يريد "اجتثاث النازية" من أوكرانيا، مطالباً بضمانات بأن كييف لن تنضم أبداً إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

تصنيفات

قصص قد تهمك