بريطانيا تستقبل مزيداً من المهاجرين.. وأزمة "الترحيل" مستمرة

time reading iconدقائق القراءة - 5
معارضون لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا يغلقون طريق الخروج من مركز اللاجئين في كولنبروك قرب مطار هيثرو في لندن. 14 يونيو 2022 - Reuters
معارضون لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا يغلقون طريق الخروج من مركز اللاجئين في كولنبروك قرب مطار هيثرو في لندن. 14 يونيو 2022 - Reuters
مضيق دوفر/ دبي-رويترزالشرق

وصل عشرات المهاجرين في زورقين إلى الساحل الجنوبي لإنجلترا، السبت، وهم الأحدث ضمن الآلاف من طالبي اللجوء إلى بريطانيا، الذين عبروا القنال الإنجليزي قادمين من فرنسا هذا العام.

تمايل القاربان فوق أمواج القنال الإنجليزي في الصباح، وأبحرا في مضيق دوفر الذي يفصل بين فرنسا وبريطانيا، وتبعتهما سفينة تابعة للبحرية الفرنسية حتى وصلتا إلى المياه الإنجليزية.

ونقلت سفينة تابعة لحرس الحدود البريطاني قبالة دوفر الركاب، ومعظمهم من الذكور، وكان بعضهم يرتدون سترات نجاة برتقالية ويلوحون بأيديهم.

ويبرز وصول اللاجئين الصعوبات التي يواجهها رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك فيما يتعلق بتعهده بمعالجة مشكلة الهجرة غير الشرعية و"إيقاف القوارب" قبل الانتخابات المقررة في وقت لاحق هذا العام.

وارتفع عدد المهاجرين الوافدين إلى بريطانيا هذا العام إلى مستوى قياسي تجاوز 8 آلاف حتى الآن، بعد قدومهم إلى أوروبا على متن قوارب صغيرة فراراً من الحروب، أو الجوع في بلدانهم.

ويأمل سوناك في أن تؤدي سياسته المتعلقة برواندا، وتتضمن ترحيل من يصلون إلى بريطانيا دون إذن إلى الدولة الإفريقية، إلى ردع المهاجرين عن عبور القنال. وتوفي 5 مهاجرين الشهر الماضي في هذه الرحلة.

أول عملية ترحيل إلى رواندا

ومطلع هذا الشهر رحّلت بريطانيا طالب لجوء إلى رواندا، في أول عملية من نوعها، وذلك في إطار برنامج للترحيل الطوعي لمهاجرين رفضت طلبات لجوء تقدّموا بها.

وأفادت صحيفة "تايمز"، نقلاً عن مصادر حكومية، أنّ طالب اللجوء وافق على ترحيله لقاء مبلغ قدره 3 آلاف جنيه إسترليني.

ووفقاً لصحيفة "ذا صن"، طلب الرجل وهو من أصل إفريقي، اللجوء إلى المملكة المتحدة، ولكن تم رفض طلبه في نهاية العام الماضي. ثم قبل عرض الذهاب إلى رواندا.

وذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، أن ترحيل هذا المهاجر لم يتم باستخدام الصلاحيات المنصوص عليها في "قانون سلامة رواندا"، الذي يعتبر جمهورية رواندا بلداً آمناً لترحيل الأفراد إليه، بل تم تنفيذ برنامج مواز يسمح للمهاجر اختيار هذه الرحلة إذا فشلت محاولاته لطلب اللجوء في المملكة المتحدة.

وتسعى الحكومة إلى تسيير أولى الرحلات الجوية إلى رواندا خلال فترة تتراوح بين 9 أسابيع و11 أسبوعاً.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: "هذا العدد غير المقبول ممن يصلون عبور القنال (الإنجليزي) يوضح بالضبط سبب وجوب تدشين رحلات جوية إلى رواندا في أسرع وقت ممكن".

انتقادات من المعارضة

وأضاف: "نواصل العمل بشكل وثيق مع الشرطة الفرنسية التي تواجه أعمال عنف واضطرابات متزايدة على شواطئها بينما تعمل بلا كلل لمنع هذه الرحلات الخطيرة، وغير القانونية وغير الضرورية".

وتواجه حكومة سوناك انتقادات من المعارضة بشأن خطتها للتعامل مع ملف الهجرة.

وقالت إيفيت كوبر، وزيرة الداخلية في حكومة الظل لحزب العمال المعارض: "يبدو أن المحافظين يائسون للغاية بشأن نقل اللاجئين إلى إلى رواندا قبل الانتخابات، حتى أنهم الآن دفعوا لأحد الأشخاص من أموال دافعي الضرائب للذهاب إلى هناك".

وتابعت: "دافعو الضرائب البريطانيون لا يدفعون فقط 3 آلاف جنيه إسترليني لمتطوع لركوب طائرة، بل يدفعون أيضاً لرواندا لتزويده بإقامة مجانية وسكن خلال السنوات الخمس المقبلة"، معتبرة أن ذلك سيكلف الحكومة "نحو مليون جنيه إسترليني للشخص الواحد".

ومؤخراً، أقر البرلمان البريطاني قانوناً مثيراً للجدل، يتيح للحكومة أن ترحّل إلى رواندا مهاجرين دخلوا البلاد بصورة غير نظامية، وهو ما دفع العديد من المستهدفين بالترحيل إلى التوجه إلى إيرلندا، حيث باتوا يقيمون في خيم بدبلن.

وتعتزم الحكومة المحافظة برئاسة ريشي سوناك، بدء عمليات الترحيل في هذا الإطار بحلول يوليو.

وفي وقت سابق، حذَّر رئيس الحكومة الإيرلندية سايمون هاريس، من أن دبلن ستتخذ خطوات لوقف تدفّق اللاجئين، بما في ذلك ترحيل طالبي اللجوء إلى بريطانيا.

57 ألف مهاجر "غير قانوني"

وقال متحدّث باسم الحكومة البريطانية، في تصريحات أوردتها وكالة "فرانس برس": "نحن حالياً مخوّلون لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في إطار شراكتنا في مجالي الهجرة والتنمية الاقتصادية".

وأضاف: "يتيح هذا الاتفاق لأشخاص لا يحملون صفة مهاجرين إلى المملكة المتحدة، أن يتمّ نقلهم إلى بلد آمن ثالث، حيث تتمّ مساعدتهم في إعادة بناء حياتهم".

وأعربت الحكومة البريطانية، الأسبوع الماضي، عن أملها بأن ترحّل مجموعة محدّدة من طالبي اللجوء إلى رواندا قوامها 5 آلاف و700 شخص "بحلول نهاية العام"، بعد إقرار قانون مثير للجدل، يهدف إلى منع عبور المانش (القناة) بطريقة غير نظامية.

واختير هؤلاء من بين 57 ألف شخص وصلوا عبر المانش إلى المملكة المتحدة بطريقة غير قانونية، بين بداية يناير ونهاية يونيو 2023، وفقاً لتعداد أجرته وكالة "فرانس برس" استناداً إلى أرقام رسمية.

تصنيفات

قصص قد تهمك