استخبارات أوروبية تحذر حكوماتها من "خطط روسية لأعمال تخريبية" في أنحاء القارة

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين إلى جانب الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو. 22 يونيو 2016 - REUTERS
رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين إلى جانب الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو. 22 يونيو 2016 - REUTERS
دبي -الشرق

حذرت وكالات استخبارات أوروبية، حكوماتها من أن روسيا تخطط لـ"أعمال تخريب عنيفة في جميع أنحاء القارة"، في الوقت الذي تلتزم فيه بمسار الصراع الدائم مع الغرب، وفق ما نقلته صحيفة "فاينانشيال تايمز".

ويعتقد مسؤولو الاستخبارات الأوروبيون، أن روسيا "بدأت بالفعل في الإعداد بشكل أكثر نشاطاً للتفجيرات السرية وهجمات الحرق المتعمد والإضرار بالبنية التحتية على الأراضي الأوروبية، بشكل مباشر أو عبر وكلاء".

ونقلت الصحيفة البريطانية، أن "عملاء الكرملين لديهم تاريخ طويل في مثل هذه العمليات، وشنوا هجمات متفرقة في أوروبا في السنوات الأخيرة، كما أن الأدلة تتزايد على وجود جهود أكثر عدوانية ومنسقة"، وذلك وفقاً لتقييمات استخباراتية من ثلاث دول أوروبية مختلفة.

وأصبح مسؤولو الاستخبارات الأوروبية، يتحدثون بشكل متزايد عن التهديد الروسي في محاولة لتعزيز اليقظة.
 
وقال توماس هالدينوانج، رئيس المخابرات الداخلية الألمانية إن "خطر تزايد أعمال التخريب داخل البلاد قد تزايد بشكل كبير"، مضيفاً خلال مؤتمر أمني استضافته وكالته الشهر الماضي "يبدو أن روسيا الآن مرتاحة لتنفيذ عمليات على الأراضي الأوروبية مع احتمال كبير للضرر".

وتحدث هالدينوانج عن اعتقال ألمان يحملون الجنسية الروسية في بايرويت، بولاية بافاريا، كانوا يخططون لمهاجمة مواقع عسكرية ولوجستية في ألمانيا.

حوادث منفصلة

واُتهم رجلان في بريطانيا في أواخر أبريل الماضي، بإشعال حريق في مستودع يحتوي على شحنات مساعدات لأوكرانيا. ويتهمهم المدعون بالعمل لصالح الحكومة الروسية.

وفي السويد، تحقق أجهزة الأمن في الوقت نفسه في سلسلة من حالات خروج السكك الحديدية الأخيرة عن القضبان، والتي يشتبه في أنها قد تكون أعمال تخريب مدعومة من عملاء مرتبطين بروسيا.

كما حاولت روسيا تدمير أنظمة الإشارات على السكك الحديدية التشيكية، حسبما قال وزير النقل في البلاد لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، الشهر الماضي.

وفي إستونيا، قال جهاز الأمن الداخلي، إن الهجوم على سيارة وزير الداخلية في فبراير الماضي، وسيارة صحفيين نفذه عملاء المخابرات الروسية.

كما حذرت وزارة الدفاع الفرنسية هذا العام من هجمات تخريبية محتملة من جانب روسيا على مواقع عسكرية.

وقال كير جايلز، زميل استشاري كبير بمركز أبحاث تشاتام هاوس في بريطانيا: "الاستنتاج الواضح هو أن هناك تصعيداً حقيقياً للنشاط الروسي". وأضاف: "لا يمكن للمرء أن يعرف ما إذا كان هذا انعكاساً لحقيقة أن الروس يضخون المزيد من الموارد لدعم هذه الأنشطة؛ ما إذا كانوا أكثر قذارة ويتم القبض عليهم؛ أو ما إذا كانت الاستخبارات الغربية المضادة أصبحت أفضل في اكتشافها وإيقافها".

وقال أحد كبار المسؤولين الحكوميين الأوروبيين، إنه يتم تبادل المعلومات عبر أجهزة الأمن التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" بشأن "الضرر الروسي الواضح"، والذي تم تنسيقه وعلى نطاق واسع. وأضاف أن الوقت قد حان لـ"زيادة الوعي والتركيز" بشأن خطر العنف الروسي على الأراضي الأوروبية.

وعبر حلف شمال الأطلسي عن قلقه العميق إزاء تزايد "الأنشطة الخبيثة على أراضي الحلفاء" من جانب روسيا، مشيراً إلى ما وصفه بـ"الحملة المكثفة"، عبر المنطقة الأوروبية الأطلسية.

وتأتي المخاوف المتزايدة بشأن رغبة روسيا في إلحاق أضرار مادية بخصومها في أعقاب سلسلة من الاتهامات ضد موسكو بشأن حملات التضليل والقرصنة.

وتعهدت ألمانيا، بعواقب على موسكو، في بيان مدعوم من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، بسبب هجوم إلكتروني عام 2023 استهدف الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يرأسه المستشار أولاف شولتز.

وفي الوقت نفسه، لا تزال تتكشف فضيحة تكشف المحاولات الروسية لاستمالة السياسيين الأوروبيين اليمينيين المتطرفين قبل الانتخابات الأوروبية المقبلة المقررة في العام الجاري 2024.

"أقصى قدر من الضغط"

وقال أحد مسؤولي الاستخبارات الأوروبيين، إن "جهود موسكو التخريبية لا ينبغي النظر إليها على أنها مختلفة عن العمليات الأخرى"، قائلاً إن "تكثيف النشاط، يعكس هدف روسيا لممارسة أقصى قدر من الضغط في كل مكان".

وأضاف أن بوتين يشعر حالياً بـ"الجرأة" وسيسعى إلى دفع الخطوط بأقصى ما يستطيع في أوروبا، على جبهات متعددة، "سواء من خلال التضليل أو التخريب أو القرصنة. ويعكس العدوان المتزايد من قِبَل المخابرات الروسية أيضاً رغبة أسياد التجسس في البلاد في إعادة تأكيد أنفسهم بعد أخطر انتكاسة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي"، وفق "فاينانشيال تايمز".

وفي الأسابيع التي أعقبت الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، تم طرد أكثر من 600 ضابط استخبارات روسي يعملون في أوروبا بغطاء دبلوماسي، بحسب حكومات أوروبية، "ما ألحق أضراراً جسيمة بشبكة تجسس الكرملين في جميع أنحاء القارة".

وفي تقرير حديث، سلط المحللون في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا، الضوء على الجهود التي بذلتها روسيا لإعادة تشكيل وجودها في أوروبا، وغالباً ما تستخدم وكلاء.

ومن بين هؤلاء، أعضاء من الشتات الروسي بالإضافة إلى جماعات الجريمة المنظمة التي تربط الكرملين بعلاقات طويلة الأمد. كما حدث تحول استراتيجي رئيسي، مع قيام ما يسمى "لجان النفوذ الخاص" بتنسيق العمليات الاستخباراتية في كل دولة على حدة لصالح الكرملين، والجمع بين ما كان في السابق جهوداً مجزأة من جانب الأجهزة الأمنية المنقسمة في البلاد وغيرها من الجهات الفاعلة في الكرملين.

تأهب واستعداد

ومع تكثيف روسيا لعملياتها، أصبحت الأجهزة الأمنية في حالة تأهب قصوى تحسبا للتهديدات وتتطلع إلى تحديد الأهداف التي ربما أخطأت في تحديدها.

على سبيل المثال، أثيرت أسئلة بشأن انفجار استهدف مصنع ذخائر تابع لشركة BAE Systems في ويلز، والذي يزود أوكرانيا بالقذائف التي تستخدمها.

وفي أكتوبر 2014، تم تدمير مستودع أسلحة تشيكي حيث تم تخزين أسلحة لكييف؛ وتم الكشف في وقت لاحق عن قيام عملاء المخابرات العسكرية الروسية بزرع متفجرات في الموقع.

كما اندلع حريق هائل، الجمعة، في مصنع في برلين مملوك لشركة الأسلحة ديهل، التي تزود أوكرانيا أيضاً بالإمدادات.

وتم استدعاء أكثر من 160 من رجال الإطفاء المتخصصين للتعامل مع الحريق، وطُلب من السكان في منطقة كبيرة غرب العاصمة إبقاء النوافذ مغلقة بسبب احتمال وجود أبخرة سامة.

وقال جايلز: "إن هذه الهجمات الخادعة التي شهدناها حتى الآن تهدف بالطبع إلى إحداث اضطراب، ولكن يمكن استخدامها أيضاً للتضليل. ثم هناك ما تتعلمه روسيا من هذه الهجمات إذا كانت تريد شل حركة أوروبا بشكل حقيقي. . . إنهم يديرون التدريب.

تصنيفات

قصص قد تهمك