كيف تعمل واشنطن لتجريد بكين من حلفائها في الإندو-باسيفيك؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
سفينة لخفر السواحل الصيني تعرقل سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني في بحر الصين الجنوبي. 30 يونيو 2023  - REUTERS
سفينة لخفر السواحل الصيني تعرقل سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني في بحر الصين الجنوبي. 30 يونيو 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

أثارت تحركات الصين البحرية في مياه منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ذعر جيرانها في المنطقة، ممن يصفون مطالبتها بالسيادة على المنطقة الغنية بالموارد "غير قانونية".

وقال القائد العسكري السابق في البحرية الأميركية والزميل في مركز الأمن الأميركي الجديد، ثيلمار روزاردا إن على الولايات المتحدة استخدام "العدوان البحري الصيني" لتعزيز العلاقات مع جيران بكين في المنطقة، وذلك بحسب ما ذكره موقع Breaking Defense.

ونمت القوة البحرية للصين على مدى العقود القليلة الماضية، ومن المتوقع أن يصل أسطولها من الطائرات المقاتلة التابعة لقواتها البحرية، إلى 400 مقاتلة سطحية بحلول عام 2025.

وقال Breaking Defense، إنه بينما تتطور القوة البحرية الصينية، يزداد "انتهاكها" للقانون الدولي المعترف به، كما حددته اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS).

وأشار الموقع المهتم بالشؤون العسكرية، إلى أن الصين "تتجاهل بشكل واضح التعاون الدولي في المياه وحولها، ليس فقط في المحيط الهادئ ولكن في جميع أنحاء العالم".

وتمثل التحركات الصينية في المياه الدولية فرصة للولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى في سعيها لبناء كتلة جيوسياسية ضد ما وصفه الموقع بـ"التوسعية الصينية".

ويبدو أن واشنطن تسلك هذا الاتجاه بالفعل، خاصة بعد عقد القمة الثلاثية الأخيرة التي جمعت بين الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، والرئيس الأميركي جو بايدن، فضلاً عن مناورات باليكاتان بقيادة البنتاجون، وهي إجراءات أساسية تعمل على "تعزيز المعايير الدولية وتطويرها، مع تعزيز التحالفات الأميركية".

شراكات مهمة

ويتعين على الولايات المتحدة أن تسعى إلى بناء شراكات مماثلة مع الدول التي ترغب في تحقيق الاستقرار في مختلف أنحاء المنطقة والتصدي لأنشطة "المنطقة الرمادية" التي تمارسها الصين، إذ سعت بكين خلال العقدين الماضيين، إلى زيادة قدرتها على العمل في المياه القريبة والبعيدة. 

وتشمل هذه النشاطات زيادة بنسبة 150 بالمئة في سفن البحرية الصينية، وزيادة بنسبة 400 بالمئة في سفن خفر السواحل الصينية. 

وفي  يوليو 2023، اتفقت الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا على العمل على مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي. 

وبعد مرور شهر واحد فقط، نشرت وزارة الموارد الطبيعية الصينية مطالبة جديدة تشمل 90 بالمئة من المنطقة البحرية، والتي أطلق عليها اسم "خط العشر نقاط". 

ويواصل هذا الإعلان الجديد "التجاهل الصارخ لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في عام 2016"، وفقاً لـBreaking Defense. 

ورفضت الهند، وإندونيسيا، وفيتنام، والعديد من الدول الأخرى، هذه الحدود الجديدة، وفي المقابل، عملت الولايات المتحدة باستمرار في تنفيذ عمليات "حرية الملاحة" لإنفاذ القانون الدولي.

ويوفر التعاون بين الولايات المتحدة وشركائها "سبلًا لإنفاذ قانون البحار". 

وأتاح الاجتماع الثلاثي الشهر الماضي بين الفلبين والولايات المتحدة واليابان وسيلة لتعزيز الشراكة بين الحلفاء الثلاثة، وخلق نموذج لقوة بحرية مشتركة يحركها القانون الدولي لقيادة بحر الصين الجنوبي. 

وأبدت الولايات المتحدة واليابان التزامهما بالمساعدة في تحديث القدرات البحرية للفلبين. 

وأعلنت الولايات المتحدة أنه سيتم الترحيب قريباً بأعضاء خفر السواحل اليابانيين والفلبينيين على متن سفينة تابعة لخفر السواحل الأميركي خلال دورية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ هذا العام. 

وتعتزم الدول الثلاث أيضاً إجراء تدريب مشترك في ​​البحر، كما أقر القادة بأهمية إشراك دول أخرى في المنطقة في سعيهم لتعزيز الوعي بالمجال البحري. 

وأشار Breaking Defense، إلى أن التدريبات الثنائية السنوية بين الفلبين والولايات المتحدة، والتي بدأت في 22 أبريل، وجمعت ما يقرب من 17 ألف جندي فلبيني وأميركي بالإضافة إلى جنود من أستراليا وفرنسا، هي علامة أخرى تدل على تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث.

قلق صيني

وأشار Breaking Defense، إلى أن أحد الأمور الأكثر إثارة لقلق الصين هو أن الجيش الأميركي سينشر صاروخاً متوسط ​​المدى، قادر على ضرب أهداف العدو في نطاق يتراوح بين 500 إلى 2000 كيلومتر. 

ويمتلك نظام MRC نظام إطلاق عمودي ويستخدم صواريخ Standard Missile-6 وTomahawk، وستكون هذه أيضاً هي المرة الأولى التي تشارك فيها فرنسا في التدريبات، حيث تنشر الفرقاطة من طراز Floreal Class Frigate Vendemiaire.

وأثبتت الفلبين أنها مثال جيد لكيفية دفع دول المنطقة نحو الولايات المتحدة، ولفت Breaking Defense، إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تسعى إلى إقامة شراكات مماثلة مع الدول ذات التفكير المماثل، وخاصة إندونيسيا.

ودخلت التدريبات البحرية CARAT بين الولايات المتحدة وإندونيسيا عامها التاسع والعشرين وهي أطول تدريبات مستمرة في المنطقة. 

ويفتح التدريب المشترك، المقرر إجراؤه في مايو 2024، فرصة لشراكة إقليمية أكبر لتعزيز الجهود الرامية إلى مواجهة مطالب الصين الجديدة وإنفاذ القانون الدولي. 

وأوضح Breaking Defense، أنه إذا تمكنت واشنطن من إظهار تناقض واضح بين سلوكياتها وسلوكيات بكين، "فقد تكسب بعض الأصدقاء".

تصنيفات

قصص قد تهمك