لندن تعتزم طرد الملحق الدفاعي الروسي وموسكو تتوعّد بالردّ

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي يدلي بتصريحات أمام مجلس العموم في لندن. 29 فبراير 2024 - REUTERS
وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي يدلي بتصريحات أمام مجلس العموم في لندن. 29 فبراير 2024 - REUTERS
لندن -بدر العازميوكالات

أعلنت بريطانيا، الأربعاء، أنها تعتزم طرد الملحق الدفاعي الروسي في البلاد، الذي وصفته بأنه "ضابط استخبارات عسكري غير معلن"، فيما توعّدت روسيا بالردّ بـ"الشكل المناسب".

وتأتي هذه الخطوة في إطار حزمة رئيسية من التدابير، لتشديد الدفاعات ضد النشاط المزعوم من قبل روسيا في جميع أنحاء بريطانيا، وأوروبا.

وقال وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي في تصريح أمام البرلمان خصص "للأنشطة المسيئة"، التي تنسب إلى روسيا، إن عدة أملاك روسية على الأراضي البريطانية، والتي تشتبه لندن في أنها تستخدم "لغايات استخباراتية"، ستفقد وضعها الدبلوماسي.

وأعلن كليفرلي عن "قيود جديدة على التأشيرات الدبلوماسية الروسية"، تشمل الحد من الفترة التي يمكن أن يقضيها الدبلوماسيون الروس في بريطانيا.

وأكد أن الإجراءات التي اتخذتها لندن، وحلفاؤها خلال السنوات الأخيرة "جعلت من المملكة المتحدة مكاناً صعباً جداً لعمليات أجهزة الاستخبارات الروسية".

وقال وزير الداخلية أمام النواب: "سنطرد الملحق الدفاعي الروسي، وهو ضابط استخبارات عسكري غير معلن".

والملحق الدفاعي، هو عنصر في القوات المسلحة، يخدم في سفارة ويمثل قطاع الدفاع لبلاده في الخارج.

"أنشطة خبيثة"

وأضاف كليفرلي: "رسالتنا إلى روسيا واضحة أوقفوا هذه الحرب غير الشرعية، اسحبوا قواتكم من أوكرانيا، أوقفوا هذه الأنشطة الخبيثة"، لافتاً إلى أن بريطانيا تتوقع "في الأيام المقبلة" أن توجه إليها "اتهامات بكراهية روسيا ونظريات مؤامرة، وهستيريا من الحكومة الروسية".

من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون: "منذ الغزو غير القانوني لأوكرانيا، أصبحت محاولات روسيا لتقويض أمن المملكة المتحدة وأوروبا وقحة بشكل متزايد".

وأضاف: "هذه التدابير هي رسالة لا لبس فيها إلى الدولة الروسية. أفعالهم لن تمر دون رد. إلى جانب أصدقائنا وشركائنا، سنواصل الوقوف مع أوكرانيا ومحاسبة روسيا على نشاطها الخبيث".

بدوره قال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس: "بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في دعمنا لأوكرانيا إلى 3 مليارات جنيه إسترليني هذا العام، فإننا نتخذ إجراءات قوية لمنع النشاط الخبيث لروسيا من تهديد المملكة المتحدة".

وفي نهاية أبريل الماضي، دعت بريطانيا إلى "وضع حد فوري" لـ"الأنشطة الخبيثة التي تقودها روسيا" على أراضيها.

وجاء هذا الموقف بعد توجيه لائحة اتهام في لندن بموجب قانون الأمن القومي، لبريطاني يبلغ 20 عاماً، على خلفية الاشتباه في تخطيطه لشن هجمات ضد "شركات مرتبطة بأوكرانيا".

وقالت دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في الثاني من مايو، إنها "تشعر بقلق عميق إزاء الأنشطة الخبيثة" التي تمارسها روسيا على أراضيها، وأكدت أن هذه الأنشطة "لن تثنيها عن الاستمرار في دعم أوكرانيا".

روسيا: "اتهامات استفزازية"

في المقابل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو سترد بـ"الشكل المناسب" على طرد الملحق العسكري الروسي من لندن، وفق ما أوردت قناة قناة "آر تي" الروسية.

واعتبرت زاخاروفا أن المزاعم البريطانية، بشأن تورط موسكو في حريق متعمد ببريطانيا "سخيفة وتأتي في إطار حرب إعلامية" تستهدف البلاد.

وأضافت زاخاروفا أن موسكو تعتبر مثل هذه المزاعم "استفزازية"، وأنها لم تنفذ أي عمليات تخريبية ضد أهداف مدنية على الإطلاق، كما حثت بريطانيا على وقف "الهستيريا المناهضة لروسيا".

وكانت زاخاروفا تشير إلى قضية اتهمت فيها بريطانيا الشهر الماضي رجلاً بالتورط في أنشطة معادية لصالح روسيا، منها العمل على تجنيد آخرين بهدف شن هجوم على منشأة تجارية مرتبطة بأوكرانيا في لندن.

وكانت العلاقات بين روسيا وبريطانيا متوترة حتى قبل الحرب الأوكرانية، وتدهورت أكثر بعد أن لعبت لندن دوراً بارزاً في تسليح أوكرانيا، وفرض العقوبات على موسكو.

تصنيفات

قصص قد تهمك