تعليق شحنة أسلحة أميركية لإسرائيل.. من هم المؤيدون والمعارضون لقرار بايدن؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون يتحدث في قاعة التماثيل بمبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن بالولايات المتحدة خلال وضع تمثال لتكريم زعيمة الحقوق المدنية الراحلة ديزي بيتس. 8 مايو 2024 - REUTERS
رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون يتحدث في قاعة التماثيل بمبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن بالولايات المتحدة خلال وضع تمثال لتكريم زعيمة الحقوق المدنية الراحلة ديزي بيتس. 8 مايو 2024 - REUTERS
واشنطن-رويترزالشرق

حذر الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل علناً للمرة الأولى، مساء الأربعاء، من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمدادها بالأسلحة إذا شنت غزواً كبيراً لمدينة رفح المكتظة باللاجئين في جنوب قطاع غزة، الأمر الذي أثار ردود فعل متفاوتة في الداخل الأميركي.

وقال بايدن، في مقابلة مع شبكة CNN: "أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح، فلن أزودهم بالأسلحة التي استخدمت تاريخياً للتعامل مع رفح، وللتعامل مع المدن.. تلك التي تتعامل مع هذه المشكلة".

وتصريحات بايدن هي التصريحات العلنية الأكثر صرامة حتى الآن خلال محاولاته درء الهجوم الإسرائيلي على رفح، وتسلط الضوء على الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وأقوى حلفائها في الشرق الأوسط.

واعترف بايدن بأن إسرائيل استخدمت الأسلحة الأميركية لقتل المدنيين في غزة. 

ورد مشرعون أميركيون على قرار بايدن تعليق إرسال ذخائر معينة إلى إسرائيل، والذي يمثل فيما يبدو تحولاً محتملاً في السياسة الأميركية على الرغم من إعلان وزارة الدفاع (البنتاجون) أن الخطوة "ليست نهائية".

المؤيدون لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي تشاك شومر: "أعتقد أن العلاقة بين إسرائيل وأميركا قوية، ولدي ثقة في ما تفعله إدارة بايدن".

وقال السيناتور الديمقراطي تيم كين، العضو في لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "على مدى أشهر، حثثت إدارة بايدن بقوة على إعطاء الأولوية للاحتياجات الدفاعية لإسرائيل، بما في ذلك إعادة تزويد مخزون لأنظمة ’القبة الحديدة’ و’مقلاع داود’ للدفاع الجوي التي تعتبر شديدة الأهمية خاصة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل في 14 أبريل، وليس الأسلحة الهجومية التي قد تتسبب في معاناة هائلة في غزة وتفاقم التوترات في أنحاء المنطقة. سرني أن رأيت توقف بعض شحنات الأسلحة الهجومية مؤقتاً، وأحث الإدارة على مواصلة توخي الحذر في نقل الأسلحة التي يمكن استخدامها في الأعمال العسكرية الهجومية التي تؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين".

وقال النائب الديمقراطي رو خانا، وهو عضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب دعا في الماضي إلى وقف إطلاق النار في غزة، إنه يريد الاطلاع على مزيد من التفاصيل لكنه ينظر بشكل إيجابي إلى الإجراء. وأضاف: "أنا أؤيد حجب الأسلحة الهجومية".

وقال السيناتور المستقل بيرني ساندرز: "نظراً للكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي خلقتها حرب نتنياهو في غزة حيث يواجه مئات الآلاف من الأطفال الجوع، الرئيس بايدن محق تماماً في وقف تسليم القنابل لهذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، لكن يتعين أن تكون هذه خطوة أولى".

وأضاف: "يتعين على الولايات المتحدة الآن أن تستخدم كل نفوذها للمطالبة بوقف إطلاق النار على الفور، وإنهاء الهجمات على رفح، وتوصيل كميات هائلة من المساعدات الإنسانية فوراً إلى الناس الذين يعيشون في يأس. نفوذنا واضح. على مر السنين، قدمت الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات عسكرية لإسرائيل. لم يعد بمقدورنا أن نتواطأ في حرب نتنياهو المروعة ضد الشعب الفلسطيني".

المعارضون: بايدن ينحني

وفي تصريحات افتتاحية بمجلس الشيوخ، انتقد السيناتور ميتش مكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، بايدن بشدة واتهمه بأنه ينحني "تحت وطأة الضغط السياسي الداخلي من قاعدة حزبه المناهضة لإسرائيل والشيوعيين في حرم الجامعات الذين قرروا أن يدثروا أنفسهم بعلم (حركة) حماس وحزب الله".

وفي حديثه عن تأخير الأسلحة تحديداً، اتهم مكونيل بايدن بأنه بذلك "يثير الانقسام بين أميركا وحليف وثيق"، مضيفاً أن القرار حُجب عن الكونجرس و"أننا ما زلنا لا نعرف الحقائق الأساسية".

وأضاف: "حجب الإدارة المساعدات عن إسرائيل مدمر في حد ذاته. ففي الداخل، لن يؤدي إلا إلى إثارة شهية اليسار المناهض لإسرائيل، وفي الخارج سيعزز جرأة إيران ووكلائها الإرهابيين".

وأرسل مكونيل ورئيس مجلس النواب (الجمهوري) مايك جونسون رسالة إلى بايدن يعربون فيها عن قلقهم بشأن قراره تعليق شحنة أسلحة إلى إسرائيل ويطلبان تفاصيل حول القرار بحلول نهاية الأسبوع.

وكتب جونسون وماكونيل: "هذه الأخبار تتعارض مع التأكيدات المقدمة بشأن تسليم المساعدات الأمنية إلى إسرائيل في الوقت المناسب"، وأضافا أنهما يعتقدان أن المساعدات الأمنية لإسرائيل "أولوية ملحة يجب عدم تأخيرها".

وكتب جونسون وماكونيل أن قرار وقف شحن الأسلحة يدعو إلى "التشكيك في تعهدك (بايدن) بأن التزامك بأمن إسرائيل سيبقى راسخاً". وأضافا: "يستحق الجمهور الأميركي أن يفهم طبيعة وتوقيت ونطاق هذه المراجعات".

وحذرا من أن القرار "في هذا الوقت الخطير يخاطر بتشجيع أعداء إسرائيل وتقويض ثقة الحلفاء والشركاء الآخرين في الولايات المتحدة".

وقال كل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل مكول ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب مايك روجرز، في بيان: "أفزعنا إيقاف الإدارة شحنات الأسلحة الحيوية إلى إسرائيل". 

وحذرا من أن "حجب الأسلحة عن إسرائيل يضعف قوة الردع الإسرائيلية أمام إيران ووكلائها مثل حماس وحزب الله". وقالا: "علاوة على ذلك، اتخذ هذا القرار السياسي الكارثي سراً وأخفي عمداً عن الكونجرس والشعب الأميركي".

وأضاف النائبان: "وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل التفاوض بنية حسنة لتحقيق إطلاق سراح الرهائن، ومن بينهم مواطنون أميركيون، يطعن الخطأ الاستراتيجي قصير النظر الذي ارتكبته الإدارة في مبدأ "التزامها الذي لا يتزعزع" كحليف.

وتابعا: "يتعين على الإدارة السماح لشحنات الأسلحة هذه بالمضي قدماً لدعم التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها وإلحاق الهزيمة بحماس".

من جانبه، قال السيناتور الجمهوري لينزي جراهام: "إذا أوقفنا الأسلحة اللازمة لتدمير أعداء دولة إسرائيل في وقت شديد الخطورة، سندفع الثمن. هذا فحش وعبث. أعطوا إسرائيل ما تحتاجه لخوض حرب ليس بوسعها تحمل مغبة خسارتها".

واعتبر النائب الديمقراطي ريتشي توريس وقف تصدير أسلحة لإسرائيل خطوة "تسخر من مصداقيتنا كحليف"، وكانت لديه انتقادات أكثر حدة للرئيس الأميركي في مقابلة قصيرة في الكابيتول هيل، الأربعاء.

وأضاف النائب الديمقراطي المعروف بدعمه الشديد لإسرائيل: "أظن أنه يرعى أقصى اليسار.. يبدو أن سياسة عام الانتخابات كانت تقوده. هذا هو انطباعي".

وتابع: "أود من الرئيس أن يفعل الصواب إلى جانب إسرائيل، ويدرك أن أقصى اليسار لا يمثل بقية البلاد".

ولم يكن توريس هو الديمقراطي الوحيد الذي تحدث ضد قرار بايدن، فقد قال السيناتور جون فيترمان لموقع أكسيوس الإخباري الأميركي: "أنا أختلف بشدة (مع قرار بايدن).. علينا أن نقف مع حليفنا الرئيسي خلال كل هذا".

وقال النائبة الديمقراطية لويس فرانكل (من فلوريدا) إن إسرائيل "محاطة بالخطر، وتحتاج إلى الأدوات للدفاع عن نفسها"، وأضافت: "يجب أن نفي بالتزامنا" بإرسال الأسلحة.

وقال النائب الديمقراطي جاريد موسكوفيتز (من فلوريدا) إن هذه الخطوة موجهة بوضوح نحو إرسال "رسالة" إلى إسرائيل حول استخدامها للقوة، لكن "حماس تفهم الرسالة أيضاً.. وهذا يعني أن الحرب ستستمر".

تصنيفات

قصص قد تهمك