كوريا الجنوبية بين روسيا وأوكرانيا.. "صلات وثيقة" و"علاقة جيدة"

يون استبعد إمداد كييف بأسلحة فتاكة وتعهد التعاون مع موسكو

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يحضر مؤتمراً صحافياً بمناسبة مرور عامين على توليه منصبه في سول. 9 مايو 2024 - reuters
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يحضر مؤتمراً صحافياً بمناسبة مرور عامين على توليه منصبه في سول. 9 مايو 2024 - reuters
سول-أ ف ب

تعهّد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الخميس، إقامة "علاقة جيدة" مع روسيا والحفاظ في الوقت نفسه على "صلات وثيقة" مع أوكرانيا، مستبعداً في الوقت نفسه إمدادها بأسلحة فتّاكة.

وقال يون، خلال مؤتمر صحافي بمناسبة مرور عامين على توليه المنصب، إنّ سول "ستبذل قصارى جهدها لمواصلة التعاون الاقتصادي مع موسكو، رغم قربها من كييف"، فيما شدد على "الموقف الثابت" لبلاده، والمتمثّل بعدم تزويد أي دولة تخوض حرباً بأيّ أسلحة فتّاكة.

ولفت يون إلى أن بلاده تبذل "قصارى جهدها لتقديم مساعدات إنسانية ومساعدات لإعادة الإعمار بما يتماشى وروح الدستور"، فيما أوضح أن علاقات بلاده مع روسيا توترت بسبب شحنات الأسلحة التي تؤكد سول وواشنطن أنّ كوريا الشمالية تمدّ روسيا بها لاستخدامها في أوكرانيا. 

وقال في هذا الصدد: "تصدير كوريا الشمالية أسلحة هجومية لا يدعم فقط شنّ الحرب غير المشروعة في ما يتعلق بأوكرانيا، بل ينتهك بوضوح العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية بسبب أسلحتها النووية". 

تعاون مع روسيا

غير أنّ يون شدّد على أنّ هذه التوتّرات مع موسكو "لن تثنيه عن العمل مع روسيا من أجل بناء علاقة جيدة معها"، قائلاً إنّ "روسيا دولة تربطنا بها علاقات جيدة منذ فترة طويلة".

وأضاف: "بسبب الحرب الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، لدينا مواقف مختلفة في ما يتعلق بإدخال أسلحة إلى كوريا الشمالية".

وتابع: "أما بالنسبة لعلاقتنا مع روسيا، فسنتعاون على أساس كل حالة على حدة، وقد نعارض أو نكون حذرين اعتماداً على اختلافات المواقف، لكنّنا سندير علاقتنا مع روسيا بسلاسة قدر الإمكان".

وتعد كوريا الجنوبية مصدراً رئيسياً للأسلحة في العالم، وطالبها حلفاؤها الأميركيون والأوروبيون بأن تزوّد كييف بأسلحة لتعزيز قدرة أوكرانيا على التصدّي للغزو الروسي لأراضيها.

وتستهلك كل من روسيا وأوكرانيا الذخيرة بسرعة تفوق قدرتهما على الإنتاج، إذ قال مسؤولون أميركيون إن كوريا الشمالية ربما قدمت مبيعات أسلحة إلى روسيا، خلال اللقاء الذي جمع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سبتمبر الماضي، وفقاً لما أورده تقرير "وول ستريت جورنال".

شراكةموسكو وبيونج يانج

وأقامت روسيا وكوريا الشمالية شراكة جديدة منذ الغزو، تقوم على امتلاك بيونج يانج بعضاً من أكبر مخزونات العالم من الذخائر التي يُمكن استخدامها في الأسلحة التي تنشرها روسيا في ساحة القتال في أوكرانيا. وفي المقابل، أصبح تدفق المساعدات العسكرية الأميركية إلى كييف مهدداً بشكل متزايد. 

وبينما تنفي كوريا الشمالية وروسيا أي عمليات نقل للأسلحة، أظهرت صوراً التقطتها أقمار اصطناعية تجارية فبراير الماضي، نحو 4 سفن شحن تتحرك بين ميناء ناجين الكوري الشمالي، الذي يقع بالقرب من الحدود الروسية، وميناء دوناي الروسي، وهو ميناء غواصات سوفييتي سابق يقع على بعد 180 كيلومتراً تقريباً، وفقاً لوكالة "بلومبرغ". 

ولفتت "بلومبرغ" إلى أن تزويد بيونج يانج موسكو بالصواريخ الباليستية، وقذائف المدفعية، وغيرها من المعدات العسكرية لدعم غزو أوكرانيا يمثل "صدمة" لاقتصاد كان معزولاً لفترة طويلة بسبب العقوبات الدولية، وسيمكن كيم من تجنب التعامل مع الولايات المتحدة لسنوات قادمة، وتعزيز قدرته على نشر أقمار اصطناعية للتجسس وتطوير برنامج الأسلحة النووية. 

تصنيفات

قصص قد تهمك