قررت المخرجة التونسية سلمى بكار، تأجيل تصوير فيلمها الجديد الذي يحمل اسماً مبدئياً "النافورة"، ويتناول أحداث "اعتصام الرحيل" الذي شهده بلدها في عام 2013، إلى شهر مايو المُقبل، وذلك بسبب تأخر إعلان وزارة الشؤون الثقافية عن نتائج دعم المشاريع السينمائية لسنة 2020.
يُعيد فيلم "النافورة" قراءة لفترة مفصلية من التاريخ التونسي المعاصر من خلال رؤية المخرجة والسياسية سلمى بكار، خصوصاً أنها كانت أحد النواب المحتجين في "اعتصام الرحيل".
تعدُّ سلمى بكار، واحدة من رائدات السينما العربية، وأول مخرجة تونسية تُنتج أعمالها، ومن أفلامها: "فاطمة 75"، و"رقصة النار" عن الفنانة الراحلة حبيبة مسيكة، و"الخشخاش" و"الجايدة" المصنف الأكثر مبيعاً في تونس.
دعم المشاريع السينمائية
المخرجة التونسية سلمى بكار، أعربت في حديث مع "الشرق"، عن استيائها من تعطل أعمال لجنة الدعم وغياب معايير واضحة لدعم الفيلم التونسي، مُبدية قلقها من قضية الدعم، بقولها: "سبق أن تحدثت مع وزراء الثقافة السابقين والوزير الحالي عن ضرورة تغيير سياسة عمل لجنة التشجيع على دعم الإنتاج السينمائي".
وأوضحت أنّ لجنة الدعم، تلقت 140 مشروعاً في عام 2020، لافتة إلى أنه "لا يمكن للجنة واحدة الإلمام بكل هذه الأعمال وتفاصيلها في وقت قصير".
واقترحت المخرجة التونسية تكوين 3 لجان في الغرض تكون موزعة بحسب فئة الفيلم: روائي طويل، ووثائقي طويل وأفلام قصيرة روائية وتسجيلية.
"اعتصام الرحيل"
وشددت سلمى بكار، على أهمية "اعتصام الرحيل" في حياتها المهنية والشخصية، قائلة: "كنت من بين 66 نائباً في اعتصام الرحيل ورئيسة الكتلة الديمقراطية، وعملت في ذلك الوقت على تجميع القوى، وآمنت بضرورة التغيير وإسقاط حكومة الإسلاميين".
وأكدت أنه سيُجرى بناء ديكور ضخم، مشابه تماماً لساحة "باردو" التي شهدت أحداث "اعتصام الرحيل"، بشأن تصوير فيلم "النافورة"، والذي يتناول أكثر فترة مثيرة للجدل في تونس بعد عام 2011، والتي شهدت اغتيال سياسيين وظهور حركات تمرد تطالب بحل مجلس الشعب وكذلك الحكومة.
اعتذار درة
وأوضحت بكار، لـ"الشرق"، أنّ لـ"النافورة" 3 بطلات حسب السيناريو، إحداهن مناضلة يسارية، والثانية بائعة هوى، والثالثة فتاة عشرينية وقع إغوائها للانضمام لتنظيم ارهابي متطرف.
وأكدت أنّ درة، أبدت اعتذارها عن المُشاركة في الفيلم، وذلك بعد جلسة نقاش جمعتهما حول بعض المواقف السياسية المطروحة في العمل، قائلة: "كل الحب والاحترام للفنانة درة، وغيرها من الممثلات العاملات في السينما المصرية".
وتابعت: "تحمل أعمالي فكراً سياسياً جرئياً لا يتماشى مع خيارات النجمات التونسيات في مصر، لذلك يخشين أن تؤثر أعمالهن التونسية في صورتهن على مستوى عربي".
وأفادت المخرجة التونسية، بأنّ الممثلة أميرة درورش، "ستكون بديلة لـدرة في الفيلم، وذلك بجانب مشاركة ريم الرياحي، وما زال البحث متواصلاً عن موهبة عشرينية لتجسيد شخصية الفتاة المنقبة".
شخصيات سياسية
وقالت بكّار إنّ فيلم "النافورة" سيكون من كتابتها، فضلاً عن احتمال الاستعانة ببعض الصور والمشاهد الحقيقية من اعتصام الرحيل.
وأوضحت أن عدداً من السياسيين التونسيين سيجسدون أدوارهم الحقيقية في فيلم "النافورة"، مؤكدة أنها تحافظ على بصمة أعمالها الدائمة التي تتمحور حول المرأة.
سينما المرأة
ورفضت سلمى بكار تصنيف أفلامها ضمن فئة "سينما المرأة"، قائلة: "أرفض هذه التصنيفات في السينما واعتماد مصطلحات لا تعكس المنجز الإبداعي، وأعتقد أن المخرج هو من يكون وفياً لفكره وبصمته الخاصة".
وتابعت: "أفلامي نابعة من تجاربي في الحياة ورؤيتي للمجتمع، الذي أتفاعل سينمائياً مع قضاياه ومن بينها المرأة، والهوية، والذاكرة والتاريخ".