المغرب.. 3 أفلام تحصد جوائز الدورة 17 لمهرجان فيلم المرأة

الملصق الدعائي للفيلم الفنلندي "جوفيدا" الفائز بجائزة المهرجان الدولي لفيلم المرأة في سلا - facebook/festivalfilmsale
الملصق الدعائي للفيلم الفنلندي "جوفيدا" الفائز بجائزة المهرجان الدولي لفيلم المرأة في سلا - facebook/festivalfilmsale
سلا (المغرب)-عبد الكريم واكريم

اختتمت الدورة  17 من المهرجان الدولي لفيلم المرأة، فعالياتها أمس السبت، بمدينة سلا المغربية، والتي شهدت عرض مجموعة أفلام لمخرجات من حول العالم، منها أعمال لفتت الانتباه برؤية مخرجاتها لعوالم نسائية، واستطاعتهن الغوص في خصوصيات هذه العوالم.

وفاز فيلم "جوفيدا"، بالجائزة الكبرى للمهرجان، فيما نال "أنيمال" جائزة لجنة التحكيم، وجائزة أحسن ممثلة، أما "لغة أجنبية" حصل على تنويه لجنة التحكيم.

مراهقة ضائعة

فيلم "لغة أجنبية" تدور أحداثه بين فرنسا وألمانيا، حيث تحل الفتاة الفرنسية المراهقة "فاني" في إقامة لغوية لتقييم مع أسرة الشابة الألمانية "لينا" التي تقاربها في السن بعد أن كانتا تراسلان بعضهما.

من خلال تطور هذه الحكاية، تلامس المخرجة الفرنسية كلير بيرجر، عدة قضايا تؤرق حالياً المجتمعات الأوروبية، خصوصاً ما يتعلق منها بالأجيال الشابة. فمن تأزم وتعقد العلاقات بين الآباء والأبناء واستحالة التواصل بين الطرفين، إلى تنامي الحس السياسي بقضايا حساسة وآنية لدى

 الأجيال الشابة، إضافة لملامسة نفسية المراهقات بالخصوص والمشاكل النفسية التي يتعرضن لها جراء المشاكل الاجتماعية والأسرية والسياسية المحيطة بهن.

استطاعت المخرجة الغوص من خلال الفيلم، في تركيبة الشباب الحالي بأوروبا عموماً، وفي فرنسا وألمانيا على الخصوص، عبر نموذج هاتين الشابتين اللتين مازالت قاصرتين، لكنهما تشرفان على سن النضج مبكراً حاملتين على أكتافهما مشكلات أكبر منهما.

وقد نسجت المخرجة علاقة بين الفتاتين، تطورت دون استعجال، من مرحلة الصداقة للحب.

ورغم معاناة الفتاة الفرنسية من الكذب المرضي الذي ينتابها دورياً كلما أرادت لفت الانتباه، فإن العلاقة لا تفتأ تجمع بينها وصديقتها، ليأتي مشهد النهاية كتتويج  لكل ما شاهدناه طيلة لحظات الفيلم بمواجهة عنيفة للشباب، ومن ضمنهم الفتاتان مع عناصر الأمن.

كسر يصعب جبره

في فيلم "أنيمال" نتابع حالة "كاليا" الراقصة التي يلتحق بها راقصون وراقصات من جنسيات أوروبية متعددة، ليكونوا فرقة تقوم بعروض راقصة للسياح في فندق بجزيرة يونانية ذات صيف قائظ.

تتعدد لوحات الرقص، ومعها تتأزم حالة "كاليا" بالتدريج، لتعيش حياة التسكع في حانات الجزيرة، حيث تشرب حتى الثمالة، وتصطحب كل مرة رجلاً غريباً تبيت معه لمرة واحدة فقط، رغم تشبث زميلها في الفرقة بها وحبه لها.

الفيلم يعتبر عن حياة الفنانين الهامشيين ومعاناتهم، مع التركيز على النساء ومعاناتهن، وجانبهن الأكثر حساسية والقابل للكسر الذي يصعب جبره، إذ يحمل العمل رؤية نسائية لا تخطئها العين الفاحصة في تتبع حالة نسائية منكسرة بامتياز.

مرجعيات سينمائية

بأسلوب شاعري، يذكرنا بأفلام تاركوفسكي وشخصيات نسائية مركبة نفسياً تجد لها مرجعيات في سينما بيرجمان، حققت المخرجة الفنلندية كاتيا جوريلوف فيلماً نافس بقوة في الدورة 17 لمهرجان فيلم المرأة، كونها استطاعت الإمساك بتلابيب سردها السينمائي بإيقاع مضبوط، ذهاباً وإياباً عبر 3 مراحل عمرية لشخصيتها الرئيسية "جو فيدا"، من الطفولة لسن النضج والشباب إلى الشيخوخة البائسة، إذ تعود هذه المرأة في أواخر سنوات عمرها صحبة ابنة أختها التي لم تتلاقيها قط، بعد أن ورثتا المكان الذي شهد طفولتها البائسة التي كانت أساس تدهور حالتها النفسية والعقد التي أصبحت تعاني منها في كبرها. إذ ستُحرم الطفلة من التعليم لتضيع كل حياتها بعد ذلك.

الفيلم يحمل مرجعيات نفسية، فقد استطاعت المخرجة  نسج شخصياتها النسوية، خصوصاً الشخصية الرئيسية بحنكة وتمكن.

المشاهد التي كانت تتخيل فيها "جو فيدا" وهي طفلة ثم وهي عجوز، جدها الذي جعل حبه لها وجهله يكون سبباً في عدم التحاقها بالمدرسة، ارتقت للحظات إشراق سينمائي،  إضافة لاختيار الفضاء المصور، حيث الطبيعة الجميلة لكنها متوحشة، ولا ترحم في هامشيتها، وبعدها عن الحضارة والتمدن، وكيف أصبح هذا الجمال المتوحش مادة صاغتها المخرجة بوجهة نظر ذات حساسية نسائية متميزة.

اختيار الأبيض والأسود، واللعب على الظلال والإضاءة الخافتة، شكّل في عديد من المشاهد حالة تعبيرية بالصورة تجد لها مرجعية أساسية في التعبيرية الألمانية كتوجه سينمائي مؤسس، خصوصاً باستخدام الأبيض والأسود، واللعب بالإضاءة والظلال كمكون أساسي للتعبير في السينما الفنية بالخصوص.

تصنيفات

قصص قد تهمك