قال المنتج والموزع السينمائي السعودي فيصل بالطيور ، إن مجال السينما داخل المملكة شهد نمواً كبيراً على مدار الـ6 أعوام الماضية، حيث كانت بداية الانطلاقة الحقيقية في 2018، فلم تكن هناك شاشة سينما واحدة داخل أنحاء السعودية.
وأوضح فيصل بالطيور، ل"الشرق"، أن هناك أكثر من 650 شاشة سينما حالياً بالمملكة، فيما تنامى شباك التذاكر السعودي، والذي صار يحقق أرقاماً ضخمة، ويستحوذ على نحو 47% من إيرادات شباك التذاكر في الشرق الأوسط كله.
وتابع أن "السوق السعودية تُعد من أفضل 5 أسواق عالمياً في افتتاحيات بعض أفلام هوليوود، وهناك أفلاماً مصرية نجحت وبرزت فور عرضها داخل المملكة، وصارت ضمن قائمة Top 10 في شباك التذاكر هناك، إلى جانب أفلام من دول أخرى".
وأشار إلى تحقيق جزء كبير جداً من رؤية 2030، خاصة في ظل عرض أفلام سينمائية في الرياض، وجدة والمنطقة الشرقية، عن طريق السينما المستقبلة التي تعرض أفلاماً من جميع دول العالم، إذ هناك نمواً ضخماً في السعودية وتنوعاً في الإنجازات.
المواهب السعودية
وحول تمكن المواهب السعودية في الفترة الأخيرة، وصولهم إلى المهرجانات السينمائية العالمية، قال فيصل بالطيور، "قبل 5 سنوات كنا نحلم ونتوقع، لكن اليوم النتائج هي خير مثال، كنا نقول هناك مواهب كثيرة في حاجة إلى دعم".
وأضاف "حالياً وفي ظل وجود الدعم الكبير، نجحت المواهب على كل الأصعدة، سواء على مستوى المنافسة في المهرجانات العالمية، أو المنافسة مع الافلام العالمية، أو حتى في شباك التذاكر السعودي، وصدارة الأفلام المحلية في قائمة الإيرادات فور طرحها، فضلاً عن جودة الأعمال التي تطرح على المنصات المختلفة، واستقطابها الجمهور العالمي".
ولفت إلى أن "هناك أفلاماً سعودية، صُورت في جدة، وبفريق عمل محلي، وقصص حقيقية من واقع المجتمع السعودي، وصارت من الأعلى مشاهدة على المنصات الرقمية المختلفة، مشيراً إلى أن فيلم "جرس إنذار" كان ضمن الأعلى مشاهدة على منصة "نتفليكس" في إسبانيا، والأرجنتين، والمكسيك، وبنما، وجميع الدول العربية، قائلاً إنّ: "المواهب السعودية والقصص المحلية وصلت للعالمية، الأمر فقط يحتاج إلى الدعم والتمكين والمنصة المناسبة".
الإنتاج المشترك
وتحدث المنتج فيصل بالطيور، عن مستقبل الإنتاج المشترك في صناعة الأفلام داخل منطقة الشرق الأوسط، موضحاً أن "الإنتاج المشترك له دوراً كبيراً في دعم الصناعة داخل المنطقة، والسعودية جزء كبير من استراتيجيتها هو تمكين ذلك الأمر".
وأشار إلى أن "أغلب الدعم الموجه للمشاريع السينمائية، ليس سعودياً فحسب، بل هناك دعماً على المستوى الإقليمي، وهذا يمكن من عقد شراكات مع العديد من الدول، مثل مصر، ولبنان، وفلسطين، وتونس وغيرها".
ولفت إلى أنه خاض تجربة الإنتاج المشترك، في عدد من الأفلام التي حققت نجاحاً كبيراً على مستوى التواجد في المهرجانات العالمية، مثل فيلم "وداعاً جوليا"، حيث يعد إنتاج سعودي مصري سوداني، وسبق وعرض في مهرجان كان، بالإضافة إلى فيلم "عائشة" إنتاج تونسي سعودي مشترك، وعُرض في مهرجان فينيسيا، وفيلم "أحلام عابرة" إنتاج سعودي فلسطيني مشترك، وأختير ليفتتح فعاليات الدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي.
وتابع، "هناك أيضاً فيلم (ضي) إنتاج مصري سعودي مشترك، وافتتح فعاليات الدورة الحالية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي".