اختتام مهرجان "شاشات الجنوب" في بيروت: أفلام تحاكي واقعنا

الملصق الدعائي للدورة الأولى لمهرجان شاشات الجنوب - المكتب الإعلامي للمهرجان
الملصق الدعائي للدورة الأولى لمهرجان شاشات الجنوب - المكتب الإعلامي للمهرجان
بيروت-فاطمة بزي

اختتمت الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة – متروبوليس، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان "شاشات الجنوب" في بيروت، السبت، بعرض الفيلم الفلسطيني "إلى عالم مجهول" للمخرج مهدي فليفل، وسط حضور جماهيري لافت، على غرار معظم عروض المهرجان التي امتدت بين 10 و19 أبريل الجاري.

وفي حديث خاص لـ"الشرق"، أكدت هانية مروة، مؤسسة "ميتروبوليس"، وهي السينما الوحيدة في لبنان المخصصة لأفلام الـ"Arthouse"، أن فكرة المهرجان انطلقت من الحاجة إلى تقديم إنتاجات سينمائية من مناطق غير أوروبية تعبّر عن قضايا الإنسان العربي، ومنها ما يعكس الواقع اللبناني كجزء من نسيج أوسع في المنطقة.

وأوضحت مروة أن الدافع وراء إطلاق المهرجان لا يقتصر على توفّر هذه الأعمال، بل أيضاً على غياب منصات عربية لعرضها، رغم أن بعضها يصل إلى مهرجانات مرموقة كـ"كان" و"برلين" و"فينيسيا".

وأضافت: "الحرب على غزة ولبنان عززت لدينا الإحساس بالحاجة إلى تعزيز التضامن الثقافي والإنساني مع هذه البلدان، وأن نخلق حوارًا بين أفلامها وأفلامنا، لأننا في النهاية نتشارك تجارب من حروب، أزمات، وديكتاتوريات".

ورأت مروة أن تجارب الإنتاج السينمائي في هذه البلدان تشبه إلى حد بعيد تجربة لبنان، لا سيما لجهة غياب صناديق الدعم الرسمية، ما يعزز من أهمية إتاحة منصة تعرض أعمالًا تلامس واقع شعوب الجنوب، ليس بالمعنى الجغرافي فحسب، بل من حيث التاريخ والثقافة وظروف الإنتاج.

رؤية ثقافية متكاملة

وعن اختيار اسم "شاشات الجنوب"، أشارت إلى أن الأمر لم يكن سهلاً، لكن انتماء المهرجان إلى برمجة متروبوليس، بالتوازي مع مهرجان "شاشات الواقع"، ساعد على حسم التسمية، مؤكدة أن كلا المهرجانين يشكلان جزءاً من رؤية ثقافية متكاملة على مدار العام.

وأكدت مروة أن برمجة الدورة الأولى من المهرجان جاءت غنية ومتنوعة، مستفيدة من حرية اختيار الأفلام وكثافة الإنتاجات اللافتة. فقد شملت العروض مروحة واسعة من الأنواع السينمائية: من الوثائقي إلى الروائي والقصير والتجريبي، وصولًا إلى أفلام كلاسيكية مثل "La Noire De" (1966). وشددت على أن متروبوليس لا تقيّد اختياراتها باعتبارات السوق كالعرض الأول وغيره، بل تركّز على النوعية والتجديد.

وربطت مروة بين أهداف المهرجان والظروف الإقليمية الراهنة، وقالت: "في ظل الحروب التي طالت لبنان، وغزة، وسوريا، واليمن، سعينا إلى تقديم أفلام تفتح آفاقًا جديدة أمام الجمهور، وتحفّز النقاش والإلهام ضمن فضاء يضم من يشبهنا، ويحمل همومنا وتطلعاتنا".

وحمل المهرجان عنوان "تحوّل – Shift"، تعبيراً عن هذا التوجه الجديد، وضم أكثر من عشرين فيلماً، ناقشت قضايا إنسانية متنوعة، أبرزها الفيلم السعودي "نورة" (2023)، والأردني "إن شاء الله ولد" (2023) الذي يعالج الإشكاليات القانونية والدينية، بالإضافة إلى الفيلم الافتتاحي البرازيلي "I’m Still Here" (2024) الذي أعاد إلى الأذهان ملف المفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية، وكذلك الفيلم السوداني "وداعاً جوليا" (2023) الذي تناول قضية العنصرية.

وفي ختام حديثها، عبّرت مروة عن امتنانها العميق لكل من ساهم في دعم وتمويل وإنجاح المهرجان، ووجّهت شكرًا خاصًا للجمهور "الذي تفاعل مع الأفلام بانفتاح واهتمام، رغم أن بعضها أتى من دول لم يعتد المشاهد اللبناني على متابعة إنتاجها السينمائي".

تصنيفات

قصص قد تهمك