محمود رضا.. رائد الفنون الاستعراضية المصرية يرحل بهدوء

الفنان المصري الراحل محمود رضا - الصفحة الرسمية للفنانة شيرين رضا
الفنان المصري الراحل محمود رضا - الصفحة الرسمية للفنانة شيرين رضا
القاهرة-خيري الكمار

صنع محمود رضا، مؤسس فرقة رضا للفنون الاستعراضية الذي رحل عن دنيانا اليوم، عالماً فنياً خاصاً عبر فرقته التي أصبحت من أهم العلامات الفنية في تاريخ مصر والعالم العربي، لأنها غيرت نظرة الناس إلى الرقص بسبب تصميماته الإبداعية الخاصة التي أبهرت العالم على مدار ستة عقود كاملة".

ونعت وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبد الدايم، الفنان الراحل، ووصفته في بيان بأنه سفير لقوى مصر الناعمة، وأحد أساطير الفنون الاستعراضية الذي أبهر العالم بسبب تصميماته الاستعراضية الاستثنائية".

ولد محمود رضا في العاصمة المصرية، وعلى الرغم من تخرجه من كلية التجارة في "جامعة القاهرة"، إلا أنه كان محباً للفن وأسس مع شقيقه علي فرقة رضا، وصمم كثير من الاستعراضات التي صنعت للفرقة جمهوراً كبيراً في أنحاء العالم".

محمود رضا خلال أحد استعراضات فرقته - الصفحة الرسمية لنقابة المهن التمثيلية في مصر
محمود رضا خلال أحد استعراضات فرقته - الصفحة الرسمية لنقابة المهن التمثيلية في مصر

تغيير جذري

الكاتب الصحافي أيمن الحكيم الذي قدم كتاباً عن فرقة رضا، قال لـ"الشرق" إن "محمود رضا غيّر فكرة الرقص عند المصريين، بعد أن كانت غالبية الشعب تنظر إليه على أنه فعل معيب"، لافتاً إلى أن "محمود نجح في استقطاب كل النخب في مصر لحضور العروض الخاصة بفرقته.

وأضاف الحكيم أن فرقة رضا كانت خاصة عند نشأتها، لكن تعرض محمود لعملية نصب خارج البلاد في فترة الستينات، دفع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر لإصدار أمر لوزير الثقافة وقتها عبد القادر حاتم بضمها إلى فرق التلفزيون، لتصبح فرقة مملوكة من الدولة، لتساهم على إثر ذلك في الاحتفالات الرسمية للزعماء والملوك". وأشار الكاتب الصحافي المصري إلى أنه كان من البروتوكول المصري منذ ذلك الحين أن يقام للمسؤول رفيع المستوى حفلين، الأول لأم كلثوم، والثاني لفرقة رضا".

نقلة نوعية

من جهته، أكد الناقد طارق الشناوي أن الفنان الراحل "أحدث نقلة نوعية على المستوى الاجتماعي، لأنه جعل الشعب يحترم فكرة الرقص الاستعراضي. وبالتالي كان يُنظر إليه بشكل مختلف وليس على غرار رقص شارع محمد علي الذي كان غالبية الشعب يرفضه".

وتابع: "خلال رحلاته خارج مصر، اكتشف رضا أن لكل شعب رقصته، فقرر أن  تكون لمصر رقصات عدة، لأنها مليئة بالثقافات المختلفة (النوبة، الدلتا، الصعيد، سيناء)، فكان أن جمع كل هذه الراقصات وطورها بشكل أبهر العالم كله". وأضاف: "من هنا، جاءت أسطورته كما أنه قدم ثلاثة أفلام هي: (إجازة نصف السنة، غرام في الكرنك، حرام الورقة)، وجميعها من إخراج شقيقه على رضا".