في ذكرى ميلادها الـ81.. وردة وبليغ حمدي: حكاية حب أم مصلحة؟

وردة بصحبة بليغ حمدي في إحدى البروفات - فيسبوك
وردة بصحبة بليغ حمدي في إحدى البروفات - فيسبوك
القاهرة-خيري الكمار

"وعملت إيه فينا السنين؟"، سؤال طرحه عود بليغ حمدي العاشق في منزل محبوبته الفنانة وردة في الجزائر، تلك التي تقدم لخطبتها في مصر قبل ذلك اليوم بأعوام قليلة، لكن والدها رفضه من على باب المنزل بحجة أن ابنته "لن تتزوج من فنان"، ثم كانت البداية.

كانت البداية لقصة حب جمعت بليغ ووردة التي سافرت بعد رفض والدها إلى الجزائر وتزوجت هناك وابتعدت عن الفن. لكن عام 1969 يأتي حاملاً في طياته رحلة لوفد فني مصري إلى الجزائر للاحتفال بعيد الاستقلال وكان بينهم بليغ حمدي لتتجدد قصة الحب.

في عيد ميلاد المطربة الراحلة وردة الحادي والثمانين، نطرح على الأصدقاء المقربين من الثنائي، تساؤلات جديدة عن أسرار وكواليس حكاية الحب القديمة التي أفرزت للساحة الغنائية عشرات الألحان التي قدمها بليغ لوردة بقلب عاشق لتصنع نجوميتها، ثم طال العلاقة كثير من التحولات عبر السنين المتعاقبة.

"العيون السود" 

الفنانة لبلبة التي كانت ضمن الوفد المصري، قالت لـ"الشرق": "استضافتنا وردة في منزلها للعشاء، وحينها طلب بليغ العود، وبدأ يدندن أغنية (العيون السود) التي بقي محتفظاًً بها، على الرغم من أن كثيراً من الفنانين طلبوها منه، إلى أن انفصلت وردة بعدها بعامين، وعادت إلى مصر، والتقت بليغ من جديد وأهداها الأغنية، وتزوجا".

الموسيقار حلمي بكر المقرب من الثنائي تحدث عن هذه العلاقة من وجهة نظره، قائلاً إن "قصة الحب الوحيدة في حياة وردة، كانت بينها وبين رجل جزائري، كما أخبرتني بنفسها وعلاقتها ببليغ كانت فنية فقط، ومعظم الأعمال التي صنعت نجوميتها كانت من إبداع بليغ".

وكشف حلمي لـ"الشرق" أن "بليغ في الأساس كان يحب بسهولة وسرعة، ومن الممكن في الجلسة الواحدة أن يحب كل الحاضرات". وأضاف: "أتصور أن العلاقة بينهما كان يغلب عليها الطابع العملي وليس الرومانسي، على الأقل من جانب وردة".

"علاقة منفعة" 

ويتفق الشاعر بخيت بيومي مع الموسيقار حلمي بكر، فهو يرى أن علاقة الثنائي كان شعارها الأول "المنفعة". ويقول: "وردة تزوجت العود والملحن بليغ حمدي في المقام الأول، بدليل ما ورد على لسان الموسيقار صلاح عرام، فحينما سافر بليغ إلى فرنسا في عام 1984 عقب أزمة قضية سميرة مليان، تخلت وردة عنه. وعلى الرغم من أن بليغ كان وفياً لها، فإنه كان محباً لصوتها أكثر".

وكشف بيومي أن بليغ هو مؤلف وملحن أغلب أغاني وردة التي قدمتها معه وكان يضع عليها أسماء آخرين من الشعراء، وقال: "كانت وردة بالنسبة إلى بليغ بمثابة ملعب كبير لتقديم موهبته تأليفاً وتلحيناً".

عاطفية من الدرجة الأولى

الناقد الفني طارق الشناوي يرى أن "علاقة وردة وبليغ كانت علاقة عاطفية من الدرجة الأولى، أدت في النهاية إلى أغانٍ خالدة".

ويقول الشناوي إن القصة بدأت عام 1957 في إحدى قاعات السينما في فرنسا، حين كانت وردة تشاهد فيلم "الوسادة الخالية" لعبدالحليم حافظ، وتعلقت بأغنية "تخونوه"، وقالت وقتها لمن معها: "سأتزوج ملحن هذه الأغنية". ويشير إلى أنه حين جاءت وردة إلى القاهرة مطلع الستينات تعرفت على بليغ وغنت له "فوق ما تتصور" و"يا نخلتين في العلالي" وبدأت من بعدها رحلة الحب.

ويستكمل الشناوي في حديثه لـ"الشرق" قصة الحب القوية التي عاشها بليغ ووردة، حين عادت إلى الجزائر وتزوجت غيره، ولكنها لم تستطع ترك الفن وعادت إلى مصر مطلع السبعينات، لتكمل قصة حب أسفرت عن أغنيات عظيمة.

ويقول: "حتى بعد الطلاق، ظلت وردة قريبة من مشاعر بليغ وقلبه، الذي وصفته وقتها بأنه ملحن عظيم جداً لكنه ليس زوجا جيداً. وبعد الطلاق، تحوّل الحب إلى صداقة لم تنقطع".

"6 سنوات زواج"

استمر زواج الثنائي 6 أعوام (من 1972 حتى 1978)، وكان زواجاً غير تقليدي، إذ كانا مدعوين إلى عقد قران الراقصة نجوى فؤاد، حين طلب بليغ من وردة الزواج فوافقت، وتم عقد قرانهما في منزل نجوى.

قدمت وردة خلال هذه الفترة معظم ألحان بليغ حمدي، وكان الأخير تفرّغ لها، ما أغضب معظم النجمات منه. ومن أهم ما قدماه معاً: "العيون السود"، "خليك هنا خليك"، "حكايتي مع الزمان"، "اسمعوني"، "ماله"، و"لو سألوك".

"سيطرة كاملة"

تصدرت وردة قائمة من غنوا ألحان بليغ بـ26 أغنية هي: "العيون السود"، "يا دار"، "وحشتوني"، "حنين"، "ولاد الحلال"، "احضنوا الأيام"، "والله يا مصر زمان"، "بدوب في الهوا"، "يا نخلتين في العلالي"، "أحبك فوق ما تتصور"، "من بين ألوف"، "ليالينا"، "ليل يا ليالي"، "على الربابة"، "عجبي على دنيا"، "ومالو"، "مسا النور والهنا". ووضع بليغ أيضاً موسيقي فيلم "آه يا ليل يا زمن" الذي تقاسمت بطولته مع رشدي أباظة.