عودة متواضعة للمسرح الاستعراضي في لندن بعد أشهر من الإغلاق

فحص درجة حرارة رواد المسرح كإجراء احترازي ضد انتقال فيروس كورونا الجديد عند وصولهم قبل عرض مسرحية "سليبلس" في مسرح ويمبلي بارك بلندن- 10 سبتمبر 2020 - AFP
فحص درجة حرارة رواد المسرح كإجراء احترازي ضد انتقال فيروس كورونا الجديد عند وصولهم قبل عرض مسرحية "سليبلس" في مسرح ويمبلي بارك بلندن- 10 سبتمبر 2020 - AFP
لندن-أ ف ب

على الرغم من التدابير المفروضة، مثل قياس حرارة الجسم عند المدخل، ووضع الكمامات في الصالة، توافد محبو الاستعراضات الموسيقية لحضور "سليبلس"، أول إنتاج كبير من هذا النوع يعرض في لندن منذ تدابير العزل.

وقالت كلير هيوتون (36 عاماً) التي قصدت مع والدتها جولي (61 عاماً) وصديقتها نيكي غاتريدج (47 عاماً) المسرح مساء الخميس، "اشتقت كثيراً إلى هذه العروض".

وأضافت الشابة وهي بانتظار انطلاق الاستعراض الموسيقي من إخراج مورغن يانغ المتمحور على الفيلم الأميركي الشهير "سليبلس إن سياتل" (1993): "اشتقت إلى التجربة برمّتها، من العشاء قبل العرض إلى الدردشة مع الممثلين لاحقاً".  

وفي هذه الكوميديا الرومانسية، يحاول صبيّ صغير إقناع والده الأرمل، بالتعرّف إلى صحافية من بالتيمور، تأثّرت بقصّته بعدما سمعتها على الإذاعة.  

ولا تزال أغلبية المسارح البريطانية مغلقة بسبب التدابير الصحية الواجب اتّباعها، لكنّ مسرح "تروبادور" في ويمبلي بارك بشمال غرب لندن، تكيّف مع الظروف لتقديم هذا العرض، إذ لا يستخدم سوى نحو 400 مقعد من المقاعد الـ1200، لمراعاة التباعد الاجتماعي بمترين بين الشخص والآخر أو مجموعة من الأشخاص.  

تم وضع علامة على المقاعد للحفاظ على مسافة اجتماعية كإجراء احترازي ضد انتقال فيروس كورونا الجديد في مسرح تروبادور ويمبلي بارك بلندن في 10 سبتمبر 2020 - AFP
وضع علامة على المقاعد للحفاظ على مسافة اجتماعية في إجراء احترازي ضد انتقال فيروس كورونا الجديد في مسرح تروبادور ويمبلي بارك بلندن في 10 سبتمبر 2020 - AFP

ويدعى الزوّار إلى تعقيم اليدين واتّباع مسار محدَّد باتّجاه واحد، ويحاول روّاد المسرح التقيّد بالتدابير قدر المستطاع.

وقال جو سبيتيري (71 عاماً): إن وضع الكمامة "لساعيتن أمر مقبول، لكن بعد هذه المدّة يبدأ الشعور بالحكّة". 

كما يخضع أفراد طاقم الإنتاج كلّ يوم لفحص لـ"كوفيد-19"، تصدر نتائجه بعد 30 إلى 45 دقيقة.   

"نقطة اللاعودة"

ومع نحو 20 ممثلاً على المسرح وفرقة جاز من 12 موسيقياً، يؤكد المدير العام لمسارح تروبادور أن مسرحه الوحيد الذي "يقدّم عرضاً بهذا الحجم".

وفي وقت لا تزال أبرز المسارح اللندنية مغلقة، يقضي الرهان بالتأكيد على وجود "الضوء في آخر النفق"، بحسب ما يقول مع الإقرار "أننا بحاجة إلى أكثر من 600 إلى 700 شخص لتحقيق الأرباح، لكنها مجرّد خطوة أولى تثبت قدرتنا على المضي قدماً".   

وفي الظروف الراهنة تقدّم المسرحيات خصوصاً في الهواء الطلق، أو بتقنية البثّ التدفقي، لكن الاستعراضات الموسيقية الشهيرة، مثل "الأسد الملك" أو "هاميلتون" أو "شبح الأوبرا"، متوقّفة بانتظار السيّاح الذين يشكّلون الجزء الأكبر من جمهورها.

وكان المؤلّف الموسيقي البريطاني الشهير أندرو لويد ويبر، قال خلال جلسة استجواب في إحدى لجان البرلمان "بلغنا نقطة اللاعودة. أرجوكم أن تحدّدوا لنا تاريخاً"، لفتح الصالات بالكامل، وذلك بعد أن أرجئ عرضه الموسيقي الجديد سندريلا الذي كان مقرّراً لهذا الخريف إلى ربيع العام 2021.  

وبعد أشهر عدّة من الإغلاق، اضطرت مسارح كثيرة إلى الاستغناء عن العاملين فيها واقتراض المال للصمود كما هي حال مسرح "رويال ألبرت هال" الشهير  في لندن الذي استدان 10 ملايين جنيه إسترليني (قرابة 13 مليون دولار) وأحال 80% من طاقمه إلى البطالة التقنية.  

وبسبب الأزمة الصحية تكبّدت صالات العرض خسائر بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني هذه السنة وتراجعت أرباحها بأكثر من 60%، وفق دراسة صدرت في يونيو الماضي.  

وفي ظلّ ازدياد الإصابات بفيروس كورونا في بريطانيا (3 آلاف حالة تقريبا كلّ يوم)، أرجأت الحكومة هذا الأسبوع قرار السماح باستقبال جمهور أوسع.