يستعد الفنان المصري عزت العلايلي لتلقي تكريم جديد، عرفاناً وتقديراً لمساهماته الفنية طوال 40 عاماً. وعلى الرغم من أن خياله ما زال منشغلاً بمشاريع جديدة يريد تقديمها، فإن له العديد من الملاحظات على المشهد الفني الحالي، يطرح عدداً منها في حواره مع "الشرق".
لم يخفِ عزت العلايلي في البداية سعادته البالغة بالتكريم المنتظر من مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته المقبلة، معتبراً أن هذا التكريم يأتي من جهة لها قيمتها ووزنها الدولي.
وقال في هذا السياق: "كُرّمت من جهات ودول كثيرة في مشواري الفني، لكن تكريم مهرجان القاهرة السينمائي في 2003، الأقرب إلى قلبي ولن أنساه".
في عام 2003، كرم "القاهرة السينمائي" العلايلي في فئة "رائد جيل الوسط"، من نجوم السينما المصرية، كما حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة أحسن ممثل عن فيلم "الطريق إلى إيلات"، فضلاً عن الجائزة نفسها من جمعية الفيلم أكثر من مرة، وكُرَّم في مهرجانات دبي وقرطاج ووهران.
عودة مرتقبة
وكشف العلايلي عن احتمالية عودته للمشهد الفني قريباً من خلال عمل درامي، قد يُعرض في رمضان المقبل.
وقال إن "العمل تتوافر فيه الشروط التي ألزم بها نفسه منذ وقت طويل لقبول أي عمل فني، وأهمها تكامل عناصره، وأن يكون كاتبه انتهى من جميع الحلقات أو أغلبها على أقصى تقدير، كي تتضح الرؤية الفنية له، وبذلك فقد يوقع العقد خلال أيام".
الدولة والإنتاج السينمائي
وفي ما يتعلق برؤيته للمشهد الإنتاجي، أكد العلايلي أن "الدراما المصرية ذات نكهة خاصة"، مطالباً اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري بالعودة إلى الإنتاج الدرامي، لأنه ظل إحدى دعائم الصناعة لسنوات طويلة، بحسب العلايلي.
ويرى الفنان الكبير أن "عودة الدولة للإنتاج الدرامي من جديد بشكل فاعل، ستسهم في خلق فرص متساوية للفنانين في سوق العمل، بعد أن عانى عدد كبير منهم، قلة فرص العمل أو الأعمال الجيدة التي يستطيعون المشاركة فيها" بحسب تعبيره.
السينما والأرقام القياسية
ومن الدراما إلى السينما، لفت العلايلي إلى وجود موضوعات متميزة قدمتها السينما في السنوات الأخيرة، وتحسن مستوى الصورة كثيراً.
وقال: "قبل أزمة كورونا وصلت السينما إلى أرقام قياسية في الإيرادات، وقدمت أعمالاً لم أكن أتوقع تقديمها من حيث الإبهار والأكشن، كما أن هناك جرأة في الإنفاق من قبل المنتجين، وهذا أمر إيجابي، ولدينا مجموعة من الفنانين الموهوبين، شاركت بعضهم في بداياتهم، وسعيد أن أرى أنهم وصلوا إلى هذا المستوى".
ووصف العلايلي الأعمال المأخوذة عن أعمال أجنبية بأنها "مستفزة وبلا نكهة، فهي أعمال منحوتة مستوردة لا تناسب هويتنا وثقافتنا، ولذا لايمكن أن أضيع وقتاً في مشاهدة عمل لم يصنع في الأساس لمجتمعنا، ولا أعرف سبب تباهي البعض بوجودها، مثل الدراما التركية واليابانية وغيرها على الرغم من أننا قدمنا ونستطيع تقديم أفضل منها".
أعمال وطنية
وشدد العلايلي على أهمية تقديم الأعمال الوطنية، التي ترصد تاريخنا العسكري المشرف، حسب تعبيره، مبدياً إعجابه بمسلسل "الاختيار" الذي قدم في رمضان الماضي.
واسترجع العلايلى ذكريات فيلمه "الطريق إلى إيلات" قائلاً: "كنت أتمنى المشاركة في حرب أكتوبر، لكنني سعدت بهذا الفيلم لأنه أشعرني بأنني قدمت شيئاً لوطني، وأتذكر تكريم وزارة الدفاع المصرية وقتها لأسرة الفيلم، وحين استلمت التكريم من وزير الدفاع حينها، المشير محمد حسين طنطاوي، سألني بدعابة: إنتو كنتم معانا في الحرب ولا إيه؟ وأخبرني أن الفيلم أعجبه".
القراءة والأحفاد
وفي ما يتعلق بروتين حياته اليومية، أكد العلايلي أنه يحرص على المشي يومياً لنحو الساعة، فضلاً عن متابعة المستجدات السياسية على الساحة.
وأضاف: "أحب قراءة الكتب السياسية والأدبية، وطبعاً لا أتابع أغاني المهرجانات، وأحرص على الاستماع إلى الأغنيات الرومانسية القديمة التي تحمل كلمات هادفة".