مهرجان كان 78: تنديد بمجازر غزة وسط مخاوف من تهديدات ترمب لصناعة السينما

قصر مهرجان كان السينمائي الدولي في شارع الكروازيت - كان - فرنسا- ١٣ مايو ٢٠٢٥ - الشرق
قصر مهرجان كان السينمائي الدولي في شارع الكروازيت - كان - فرنسا- ١٣ مايو ٢٠٢٥ - الشرق
كان (جنوب فرنسا) -محمد عبد الجليل

قبل ساعات من افتتاح الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي الدولي، تتقاطع السياسة مجدداً مع الفن على ساحل الكروازيت الشهير، إذ طغت الأزمات السياسية والإنسانية على أجواء الحدث الأهم في صناعة السينما العالمية، من مجازر غزة التي أثارت موجة تضامن عارمة بين نجوم ومخرجين عالميين، إلى تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية.

عشية انطلاق المهرجان، وقع أكثر من 350 من صناع السينما، بينهم ريتشارد جير، سوزان ساراندون، خافيير بارديم، بيدرو ألمودوفار، وكوثر بن هنية، رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة ليبراسيون الفرنسية تحت عنوان: "في كان.. لا يجب إسكات رعب غزة".

الرسالة جاءت تخليداً لذكرى المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة (25 عاماً)، التي قُتلت في غارة إسرائيلية منتصف أبريل، بعد يوم من إعلان مشاركة فيلم وثائقي عن حياتها بعنوان Put Your Soul On Your Hand And Walk، للمخرجة الإيرانية الفرنسية سبيده فارسي، في قسم ACID بمهرجان كان، وأسفرت الغارة ذاتها عن مقتل عشرة من أقاربها، بينهم شقيقتها الحامل.

وحمّل الموقّعون إسرائيل مسؤولية "استهداف المدنيين والصحفيين والفنانين بوحشية"، مشيرين إلى مقتل أكثر من 200 صحفي في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ومنع دخول أي صحفي أجنبي للقطاع. كما استعرضت الرسالة واقعة اختطاف المخرج الفلسطيني حمدان بلال، الحائز على الأوسكار عن فيلم No Other Land، من قبل مستوطنين وجنود إسرائيليين في مارس الماضي.

وحذرت الرسالة من "صمت المؤسسات السينمائية العالمية"، داعية إلى مواجهة "الاحتلال والعنصرية والاستعمار" عبر الثقافة والفن، ومؤكدة أن "السينما لا يجب أن تكون شريكة في التواطؤ مع الإبادة".

وجاء في نص الرسالة: "بأي حق نصنع أفلاماً تدّعي الدفاع عن الإنسانية، بينما نتواطأ بصمت مع الإبادة الجارية؟"، وأضاف الموقعون في الرسالة:" السينما ليست ترفاً، بل مسؤولية ثقافية وأخلاقية في مواجهة سياسات الاستعمار والعنصرية والاحتلال".

ترمب من جديد

وتطرق مدير المهرجان تييري فريمو إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بخصوص نيته فرض رسوم جمركية بنسبة تصل إلى 100% على الأفلام الأجنبية، ودعا فريمو في مؤتمر صحفي، الاثنين، إلى "تأجيل النقاش عاماً كاملاً"، مشيراً إلى أن "ترمب اعتاد إطلاق تصريحات متناقضة خلال الأشهر الأخيرة".

ورغم رفضه التعليق المباشر على تأثير تلك الرسوم المحتملة، شدد فريمو على أن "السينما دائماً تجد وسيلة للاستمرار وإعادة ابتكار نفسها"، مؤكداً أهمية بقاء السينما الأميركية قوية، لكنه حذر من أن "الإنتاجات المحلية في العالم باتت تحصد نجاحاً أكبر بعد جائحة كورونا، وهو ما يستدعي إعادة التفكير في السياسات الحمائية".

وهج فني

رغم الأجواء السياسية المشحونة التي تسبق انطلاق الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي، فإن الحدث يحتفظ بوهجه الفني باعتباره المنصة الأهم لاستعراض اتجاهات السينما العالمية، وقياس نبض الصناعة في زمن التحولات الاقتصادية والثقافية. 

وبينما تسيطر ملفات غزة وترمب على المشهد السياسي، تبقى قضية الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مستقبل الصناعة حاضرة بقوة في جلسات النقاش المنتظرة والتي تم الإعلان عنها، في ظل مخاوف متزايدة من تراجع استقلالية الإنتاجات الفنية لصالح الخوارزميات وأجندات الشركات العملاقة.

كما يشهد سوق الأفلام حضوراً عربياً نشطاً، مع سعي صناع السينما من المنطقة لتعزيز التعاونات الدولية، والاستفادة من منصة كان في الترويج لمشاريعهم قيد الإنتاج. 

وتبرز في هذا السياق مشاركات مصر والسعودية والأردن وتونس، ما يعكس طموحاً متزايداً لتحويل الحضور العربي في المهرجانات من مستوى المشاركة الرمزية إلى التأثير الفعلي في خارطة السينما العالمية.

تصنيفات

قصص قد تهمك