فاز فيلم It Was Just an Accident "مجرد حادث عابر" للمخرج الإيراني جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي، السبت.
بناهي، الذي اعتُقل عدة مرات بسبب إخراجه، كان آخر حضور شخصي له في المهرجان عام 2003، عندما عُرض فيلمه "الذهب القرمزي" الذي أهله لجائزة لجنة التحكيم آنذاك.
واستحق بناهي السعفة الذهبية عبر سرد حكاية أخرى له، والتي مارس فيها تضامنه اليومي مع رفاق السجن عبر الطواف اليومي حول جدران السجن الذي أُطلق منه سراحه بعد حبسٍ؛ لأنه "أراد أن يروي حكايا شعبه".
فيلم "مجرد حادث عابر" عبارة عن تحقيق دونما عنف أو انتقام، يُوصل جلاداً إلى الاعتراف بخطاياه في تعذيب وقتل المعارضين، فيُصبح بذلك كشفاً للحقيقة التي تُعيد للمظلوم حقه.
وكما قالت رئيسة لجنة التحكيم الدولية جولييت بينوش إن سعفة مهرجان "كان" مُنحت إلى جعفر بناهي ليس لسبب سياسي، بل لقدرته في الحديث من قلبه ولحريته المستعادة، والتي اعتبرها المخرج نفسه أملاً في استعادة الشعب الإيراني لحريته".
جوائز مستحقة
ما ميّز جوائز هذه الدورة أنها كانت شبه معلنة بسبب نوعية ومستويات الأفلام التي فازت، وأعتقد بأن القليلين جداً سيختلفون على هذه النتائج، وفي هذا الإطار مُنحت الجائزة الكبرى إلى المخرج النرويجي يواكيم ترييه عن فيلمه الجميل والعميق "قيمة عاطفية".
جائزة أفضل مخرج ذهبت إلى كليبر ميندوسا فيليو عن فيلم "العميل السري" الذي نال أيضاً جائزة أفضل ممثل لصالح فاجنر مورا.
وجدّد ميندوسا فيليو بهذا الفيلم النجاح الذي حققه مواطنه والتر ساليس في الفوز بـ"الأسد الذهبي" في مهرجان فينيسيا "البندقية" السينمائي الماضي وفوز بطلة فيلمه "أنا ما أزال باقية هنا في مكاني" فيرناندا توريس بجائزتَي "جولدن جلوب" و"الأوسكار".
أما جائزة أفضل ممثلة في مهرجان "كان" الحالي فقد مُنحت إلى الفرنسية الشابة (عربية الأصول) نادية ميليتي، وذلك عن دورها الجريء في فيلم "الأخت الصغرى" للتونسية الفرنسية حفصية حرزي.
بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة إلى فيلمَي: "صِراط" للإسباني أوليفييه لاكس الذي أهدى الفيلم إلى الشعب الفلسطيني، وإلى فيلم "صوت السقوط" لماشا شيلينسكي والذي كان على الرغم من عرضه في أول يوم للمهرجان ضمن الأفلام المرشحة لإحدى الجوائز الأساسية.
فيما مُنحت جائزة أفضل سيناريو إلى الأخوين جان بيير ولوك داردان عن فيلم "أمهات شابات"، واللذان أهدياها إلى ممثلاتهما الخمس، وأكدا أن لا سيناريو ولا فيلم دون الممثل.
وكانت لجنة التحكيم الدولية قد افتتحت الحفل بجائزة خاصة إلى فيلم Resseruction أي "القيامة" للمخرج الصيني بي جان.
جوائز أخرى
وإضافة إلى نادية ميلّيتي التي فازت بجائزة أفضل ممثلة، فقد حققت السينما العربية نجاحاً لافتاً، إذ فاز العراقي حسن هادي بجائزة الكاميرا الذهبية (Camera d’Or) عن فيلمه "كعكة الرئيس".
ونال الممثل والمخرج توفيق برهوم جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير عن عمله "سعيد لأنك مت الآن".