الأوسكار والبث الرقمي.. كيف ستغير ديزني ملامح الجوائز العالمية؟

تماثيل "أوسكار" في كواليس حفل توزيع جوائز الدورة الثانية والتسعين للمهرجان - AFP
تماثيل "أوسكار" في كواليس حفل توزيع جوائز الدورة الثانية والتسعين للمهرجان - AFP
دبي -محمد عبد الجليل

مع خطتها لدمج منصة Hulu بالكامل في Disney+ بحلول عام 2026، تمهد ديزني لمرحلة جديدة في علاقتها مع أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، ربما تعيد صياغة الطريقة التي يُبث بها حفل جوائز الأوسكار عالمياً.

هذه الخطوة تأتي بعد استحواذ الشركة على الحصة الأخيرة التي تملكها Comcast في Hulu، وتفتح الباب أمام نموذج بث هجين يجمع بين التلفزيون التقليدي والبث الرقمي التفاعلي، قبل انتهاء عقد الأكاديمية الحالي مع شبكة ABC في عام 2028.

في النموذج التقليدي، كان بث حفل الأوسكار يعتمد حصرياً على شاشة التلفزيون عبر شبكة ABC، ما يحصر المشاهدة في جمهور البث الأرضي أو الفضائي وفي توقيت العرض المباشر فقط.

أما النموذج الجديد الذي تعمل عليه ديزني، فيدمج البث التلفزيوني مع البث الرقمي التفاعلي عبر منصة Disney+ (بعد دمج Hulu)، ليتيح مشاهدة الحفل في أي مكان بالعالم، وبخيارات أكثر مرونة تشمل الإعادة، المحتوى الموازي من خلف الكواليس، والتفاعل اللحظي مع الجمهور عبر أدوات رقمية مدمجة.

في مارس 2025، اختبرت ديزني والأكاديمية لأول مرة فكرة البث المزدوج، حيث عُرض الحفل على ABC وفي الوقت نفسه عبر Hulu، وجائت النتيجة بـ 19.7 مليون مشاهد، بزيادة نادرة بلغت 1%.

ورغم أن الزيادة تبدو متواضعة، فإن أهميتها تكمن في توفير بيانات غنية عن جمهور البث المباشر، وهو جمهور يبحث عن مرونة وخيارات مشاهدة متعددة حتى في متابعة حدث مباشر.

دمج Hulu في Disney+ سيخلق منصة واحدة بقدرات توزيع عالمية، ما يمنح الأوسكار فرصة للوصول إلى أسواق جديدة وشرائح جماهيرية أوسع، فالمنصة الموحدة ستتيح لديزني توظيف بنيتها التحتية التقنية، من الشاشات المرافقة، إلى التفاعل اللحظي، وصولًا إلى المحتوى الحصري، لتحويل الحفل من بث أحادي الاتجاه إلى تجربة تفاعلية متكاملة.

بالنسبة للأكاديمية، فإن التعاون مع ديزني لا يقتصر على بث ليلة الأوسكار، بل يمتد إلى عام كامل من المبادرات، مثل الوثائقيات، والبرامج التعليمية، وعروض خاصة لصناع الأفلام على Disney+، هذه البرامج يمكن أن تدمج رسائل الأكاديمية في مجالات التعليم والعمل الخيري وحفظ التراث السينمائي مع إمكانيات ديزني الإنتاجية والتوزيعية.

مفاوضات مستمرة

مصادر مطلعة أكدت لمجلة Variety أن المفاوضات بين الطرفين "تسير بشكل جيد"، لكن كلا الجانبين يلتزم الصمت، وتشير توقعات الصناعة إلى حسم مصير بث الأوسكار على ABC قبل نهاية العام، وسط أنباء عن اهتمام منصات أخرى بحقوق البث.

التكهنات المبكرة أشارت إلى أن الرئيس التنفيذي لديزني بوب إيجر ربما يفضل الانتظار حتى اختيار خليفته المتوقع في أوائل 2026 قبل إبرام الصفقة، بينما يضغط قادة الأكاديمية للإسراع في الحسم.

تلعب لينيت هاول تايلور، الرئيسة الجديدة للأكاديمية والمنتجة المرشحة للأوسكار عن A Star is Born، دوراً مهماً في المفاوضات، خبرتها في إنتاج حفل الأوسكار الـ92، عام فوز Parasite، وشبكة علاقاتها في هوليوود تمنحها نفوذاً كبيراً، رغم أن ولايتها الحالية لا تتجاوز عاماً واحداً، مع إمكانية العودة بعد عامين.

السباق على حقوق بث الأحداث الفنية الكبرى أصبح جزءاً من المنافسة بين منصات البث العالمية، نتفليكس وأمازون برايم سبق أن دخلتا هذا المجال، إذ تدركان أن الجوائز الكبرى تمثل قوة ناعمة لتعزيز علامتهما التجارية عالمياً، إذا لم تقدم ديزني عرضاً مالياً وتقنياً قوياً، قد تجد نفسها أمام منافس آخر يقدم للأكاديمية حزمة أكثر إغراءً.

الرهان الأكبر أمام ديزني والأكاديمية هو إيجاد صيغة تجعل الأوسكار جذاباً لجمهور شاب ومتعدد الثقافات، دون التفريط في المكانة المرموقة التي اكتسبها على مدى قرن، نموذج البث المزدوج، إذا نُفذ بذكاء، قد يفتح للأوسكار عصراً ذهبياً جديداً، يجمع بين الانتشار العالمي والحفاظ على قيم التميز الفني.

تصنيفات

قصص قد تهمك