الوسط الفني المصري يودّع الراحلة دلال عبد العزيز

الفنان المصرية الراحلة دلال عبد العزيز - AFP
الفنان المصرية الراحلة دلال عبد العزيز - AFP
القاهرة-الشرق

خيّم الحزن على الوسط الفني في مصر والوطن العربي، بعد وفاة الفنانة دلال عبد العزيز، السبت، عن عمر ناهز 61 عاماً، بعد صراع طويل مع فيروس كورونا.

ويُشيع جثمان دلال عبد العزيز، ظهر الأحد، من مسجد المشير طنطاوي، بالقاهرة الجديدة، على أنّ يوارى الثرى بمقابر الأسرة، وذلك حسبما أعلن زوج ابنتها الإعلامي المصري رامي رضوان.

ونعى الفنان حسن الرداد، زوج الفنانة إيمي سمير غانم، الراحلة، بقوله: "عمري ما شُفت منك غير كل خير يا حبيبتي، ربنا يغفر لك ويرحمك ويجمعنا مع بعض في الآخرة.. عايز أقول لك إنك هتلاقي مفاجأة حلوة مستنياكي.. هتلاقي حبيب عمرك اللي طول الوقت بتسألي عليه.. هتوحشينا قوى يا أمي".

مسيرة فنية ثرية

ونعت الممثلة إلهام شاهين، الراحلة دلال عبد العزيز، واصفة إياها بـ"الأخت الغالية"، قائلة لـ"الشرق"، إنّ "مسيرتها الإنسانية والفنية حافلة بمحطات كبيرة، ولم تُغضب أحداً يوماً ما، ورحيلها ترك حزناً شديداً بداخلنا".

وأضافت أنّ "الوسط الفني لن ينسى دلال عبد العزيز قط، كونها لم تترك أحداً في محنة وكانت موجودة دائماً في الضراء والسراء مع الجميع"، داعية محبيها بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة.

وقالت الممثلة هالة صدقي، لـ"الشرق"، إن "الفقيدة استطاعت أن تبني تاريخاً فنياً شديد الخصوصية. سأفتقد كل لحظة معها، ولن أنساها أبداً، فكانت تتمتع بمكانة خاصة لدي".

ووصفت الممثلة لقاء الخميسي الفقيدة، بقولها: "فنانة من العيار الثقيلة، قدمت أدوراً غير تقليدية في السينما والمسرح والتليفزيون"، لافتة لـ"الشرق"، إلى أنّ دلال عبد العزيز كانت تحب الجميع وتحرص على المشاركة في جميع المناسبات ولم تُثر أي أزمات قط.

وتعتبر الخميسي، أنّ دلال عبد العزيز كانت بمنزلة صمام الأمان لأسرة فنية متميزة، موضحة أنها "كانت من الفنانات القلائل التي تشعر بحب عندما تلتقيها، وتركت لنا الفنانتين دنيا وإيمي".

واستعاد المخرج محمد فاضل، ذكرياته في التعاون معها من خلال مسلسل "للعدالة وجوه كثيرة"، مؤكداً لـ"الشرق"، أنّ "الفقيدة لم تكن تعلم وقتها أن ابنتها دنيا ستدخل عالم التمثيل من خلال هذا المسلسل، إذ رشّحتُها عقب تعاقدي مع دلال، ولم تتدخل في أي شيء إطلاقاً طوال فترة التصوير".

وقال إنّ "دلال فنانة كبيرة منذ بدايتها، ولمعت كنجمة تليفزيونية، وقدّمت للوسط الفني الكثير بإخلاصها في عملها، إذ كانت تسعى دوماً لتقديم أدوارها بشكلٍ مميز، دون الاهتمام بالجانب المادي"، متابعاً أنّ "الراحلة لم يكن يهمها شيء باستثناء الفن".

تنوع فني

وقال الناقد طارق الشناوي، لـ"الشرق"، إنّ "دلال عبد العزيز كانت مُتعددة الأوجه، سواء في الكوميديا أو التراجيدي أو الدراما، إذ كانت قادرة على استخدام مفاتيحها الفنية بحرفية شديدة"، متابعاً أنّها "كانت ممثلة عصرية، من خلال استيعاب الزمن ومتطلباته، ولعب أدوار متنوعة ومختلفة".

وأكد أنّ "دلال أثبتت جدارتها في عالم الفن، بعيداً عن زوجها سمير غانم أو استغلال نجوميته، إذ لم يكن تواجدها على الساحة الفنية مُرتبطاً به إطلاقاً".

حزن وصدمة

وحرص قطاع كبير من الفنانين، على نعي دلال عبد العزيز، عبر منصات التواصل الاجتماعي، منهم عمرو دياب، ومحمد هنيدي، ومحمد عادل إمام، داعين لها بالرحمة والمغفرة.

وأعرب الممثل عمرو سعد، عن حزنه الشديد بعد وفاة دلال عبد العزيز، قائلاً: "أشكو بثي وحزني إلى الله، لا توجد كلمات تحتوي إحساسي بالحزن والصدمة، أشهد الله إنكِ كنتِ القلب الطيب والنفس الجميلة والأم الحنونة".

ووصفت الفنانة نبيلة عبيد، الفقيدة، بقولها: "كانت تتميز بالبساطة والتلقائية وخفة الدم.. وكان فيها شبه من أي سِت مصرية جدعة"، لافتة إلى رحيلها السريع بعد أقل من 3 شهور من رحيل زوجها سمير غانم "مقدرتيش تعيشي بعد ما حبيب عمرك سابنا ومشي".

وقدمت الفنانة منة شلبي، واجب العزاء للوسط الفني كافة، قائلة: "أعزي كل العائلة الفنية وأخواتي دنيا وإيمي.. اللهم صبر البنات والأصدقاء والأحباب.. بكتب وأنا قلبي واجعني أوي".

وكانت دلال عبد العزيز، أصيبت بفيروس كورونا، منتصف أبريل الماضي، بداية تصوير مسلسل "عالم موازي" بطولة ابنتها دنيا، إذ نُقلت للمستشفى منذ ذلك الحين، وسرعان ما تدهورت حالتها الصحية، ما أسفر عن تليف بجزء كبير من الرئة.

وأثرت دلال عبد العزيز، الساحة الفنية، بأكثر من 200 عملٍ فني، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون، حيث كانت بدايتها عام 1977، عندما اكتشفها المخرج نور الدمرداش، وقدّمها للجمهور لأول مرة في مسلسل "بنت الأيام"، لتعمل بعدها مع "ثلاثي أضواء المسرح"، بترشيح من جورج سيدهم، في مسرحية "أهلاً يا دكتور".