شهدت دور العرض المصرية خلال صيف 2025 زيادة في حجم الإيرادات، إذ سجلت الأفلام التسعة التي عُرضت هذا الموسم حصيلة إجمالية بلغت نحو 526 مليون جنيه (ما يعادل 10.5 مليون دولار تقريباً).
ويعد هذا الرقم الأعلى خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، متجاوزاً حصيلة صيف 2024 التي بلغت نحو 430 مليون جنيه (8.5 مليون دولار تقريباً)، وصيف 2023 الذي توقف عند حدود 400 مليون جنيه (8 مليون دولار تقريباً).
وتوضح المقارنة بين المواسم الثلاثة الأخيرة أن الزيادة في الإيرادات لا ترتبط دائماً بعدد الأفلام المطروحة، ففي صيف 2023، عُرض 14 فيلماً، غير أن الإيرادات لم تتجاوز 400 مليون جنيه، بينما في صيف 2024، ورغم عرض 6 أفلام فقط مثل "ولاد رزق 3.. القاضية" و"إكس مراتي"، فإن الإيرادات ارتفعت إلى نحو 430 مليون جنيه. أما موسم 2025، فقد جمع بين وفرة نسبية في عدد الأفلام (9 أفلام) وارتفاع في الإيرادات الإجمالية لتصل إلى 526 مليوناً.
وتربع فيلم “المشروع X”، من بطولة كريم عبد العزيز وياسمين صبري وإخراج بيتر ميمي، على قمة الإيرادات محققاً ما يقرب من 141.5 مليون جنيه. هذا النجاح يعزز مكانة كريم عبد العزيز كأحد الأسماء القادرة على قيادة شباك التذاكر.
وفي المركز الثاني، جاء فيلم “الشاطر” لأمير كرارة محققاً 102 مليون جنيه، ليصبح أول عمل في مسيرته يدخل "نادي المئة" لإيرادات السينما المصرية، بينما حل ثالثًا فيلم “ريستارت” لتامر حسني بإيرادات بلغت 95.3 مليون جنيه.
وجاء فيلم "أحمد وأحمد"، الذي جمع بين أحمد السقا وأحمد فهمي، في المركز الرابع محققاً 70.2 مليون جنيه. أما فيلم "روكي الغلابة" لدنيا سمير غانم، فقد حقق 53.4 مليون جنيه، متقدماً على فيلم "درويش" لعمرو يوسف الذي سجل 45.6 مليون جنيه.
أما في ذيل القائمة، فقد تراوحت الإيرادات بين 10 ملايين لفيلم "ماما وبابا" لياسمين رئيس ومحمد عبد الرحمن، و6 ملايين لفيلم "في عز الضهر" بطولة مينا مسعود وجميلة عوض، بينما جاء فيلم "ضي" في المرتبة الأخيرة مكتفياً بمليوني جنيه فقط، وذلك حتى 11 سبتمبر الجاري.
أسعار التذاكر
ويرى المخرج والمنتج شريف مندور، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة السينما، أن هذه القفزة في الأرقام لا تعكس بالضرورة زيادة في عدد رواد السينما. ويقول في تصريحات خاصة إن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الإيرادات هو تحريك أسعار التذاكر، مشدداً على أن حجم المبيعات لم يشهد نمواً كبيراً مقارنة بالعامين السابقين.
ويضيف مندور أن المنتجين يواجهون صعوبات متزايدة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، في حين لم يواكب الإقبال الجماهيري هذه الزيادة. وأوضح أن السوق المحلي لم يعد وحده كافياً لضمان استرداد التكاليف وتحقيق الأرباح، ما يجعل السوق السعودي في نظره "الملاذ الآمن" لصناع السينما المصرية، ومتنفسًا للتعويض عن ضعف العوائد المحلية .
ومع ختام موسم الصيف، يمكن القول إن السينما المصرية حققت إنجازاً رقمياً لافتاً، لكن بريق الأرقام يخفي خلفه تحديات كبيرة. فالإيرادات القياسية لم تأتِ نتيجة إقبال غير مسبوق، بل بفعل ارتفاع أسعار التذاكر. وبينما يواصل المنتجون والموزعون البحث عن معادلة متوازنة بين التكلفة والإيرادات، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يظل شباك التذاكر المصري قادراً على قيادة الصناعة، أم أن المستقبل سيتجه أكثر فأكثر نحو الرهان على أسواق المنطقة والمنصات الرقمية؟