خاص
فن

فاطمة ناصر لـ"الشرق": "برزخ" خطوة لدعم السينما المستقلة

الممثلة والمنتجة التونسية فاطمة ناصر - instagram.com/fatmanasserofficial
الممثلة والمنتجة التونسية فاطمة ناصر - instagram.com/fatmanasserofficial
تونس -نجلاء محمد

طرحت الممثلة والمنتجة التونسية فاطمة ناصر فيلمها الجديد "برزخ"، في قاعات السينما التونسية هذا الأسبوع، العمل الذي أخرجه المخرج التونسي قيس الماجري، يعد التجربة الأولى لفاطمة ناصر كمنتجة منفذة وبطلة في آن واحد، وينتمي إلى ما يعرف بـ"سينما النوع"، وتحديداً الفانتازيا والخيال العلمي، وهو خيار غير مألوف في المشهد السينمائي التونسي الذي غالباً ما يتأرجح بين "سينما المؤلف" وبين الإنتاجات التجارية.

واعتبرت فاطمة ناصر في حوارها لـ"الشرق" أن "برزخ" ليس مجرد تجربة إنتاجية عابرة، وإنما مشروع متكامل لدعم السينما المستقلة وصناعها الشباب في تونس، في ظل واقع إنتاجي صعب يعتمد غالباً على التمويل الذاتي ويغيب عنه الدعم المؤسسي.

لغة بصرية جديدة

وقالت فاطمة: "من السهل أن أعمل مع مخرجين لهم شهرة وصيت دولي، لكن هدفي كان مختلفاً، أردت دعم السينما المستقلة، وصناعها الشباب الذين يملكون بصمة بصرية خاصة، أردت أن أبحث عن المختلف في الساحة، وأعتقد أن (برزخ) يجسّد هذا الاختلاف".

وأوضحت أن اختيارها للمخرج قيس الماجري جاء بعد جلسات مطوّلة، وقراءات متعددة مع مجموعة من صناع الأفلام الشباب في تونس. فالمخرج –كما تقول– يمتلك لغة سينمائية خاصة، وعالماً بصرياً متفرّداً، وهو ما جعلها تراهن عليه في أولى تجاربها الإنتاجية.

ل
الملصق الدعائي للفيلم التونسي "برزخ" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة

تحديات إنتاجية 

وأشارت فاطمة إلى أن إنتاج "برزخ" لم يكن مهمة سهلة، فقد جاء بتمويل ذاتي كامل، من دون أي دعم من الدولة أو المؤسسات الثقافية.

ورغم هذه الصعوبات، تصف ناصر تجربة العمل مع الماجري بأنها سلسة، مشيدة بقدرته على تجاوز العقبات وإيجاد حلول مبتكرة لإنجاز الفيلم في ظل محدودية الإمكانات. وتقول: "المخرج منح الممثلين مساحة واسعة للأداء، وكان حريصاً على أن يكون العمل متكاملاً رغم شحّ الموارد". 

ورغم من أن شخصية "فرح" التي تجسدها فاطمة ناصر هي محور الأحداث، فإنها تنفي أن تكون البطلة الوحيدة للعمل، مؤكدة أن الفيلم يقوم على بطولة جماعية. يشاركها البطولة فنانون من أجيال مختلفة، من بينهم جمال المداني، أسامة كشكار، محمد السياري، ونور بالطيب.

شخصية "فرح"، كما تصفها ناصر، تعيش صراعاً داخلياً بين آلام الماضي والهواجس التي تدفعها للهلوسة، وبين التمسك بالعائلة والأرض من جهة، والرغبة في الانعتاق والتحرر من القيود من جهة أخرى. هذا الصراع النفسي والوجودي تطلّب اشتغالاً عميقاً على البُعد النفسي والاجتماعي للشخصية، بهدف إبراز مخاوفها وانكساراتها وتطلعاتها في آن واحد، على حد تعبيرها.

3 سنوات

وأشارت فاطمة إلى أن الفيلم لم يخرج إلى النور بسهولة، فقد استغرقت مرحلة الكتابة وتطوير الشخصيات وقتاً طويلاً، تبعها أربعة أسابيع من التحضير، ثم ثلاثة أسابيع من التصوير، ليُستكمل لاحقاً بمراحل ما بعد الإنتاج، مجمل العملية استغرقت ثلاث سنوات كاملة، تخللتها مراجعات متعددة للنص والشخصيات، وحتى في مرحلة المونتاج، خضع الفيلم لقراءة ثانية حرصاً على تقديم منتج نهائي متكامل.

ورأت أن قصة الفيلم في ظاهرها بسيطة –صراع على قطعة أرض– لكن قيمتها تكمن في رؤية المخرج التي مزجت بين الواقع والخيال، وقدمت سينما مختلفة قائمة على الفانتازيا والخيال العلمي.

وفي سبيل ضمان الجودة الفنية، لم تكتفِ ناصر بالإمكانات المحلية، بل استعانت بتعاون عربي في مرحلة ما بعد الإنتاج، فقد تولت شركة "أورما" المصرية المؤثرات البصرية والتلوين، بينما أوكلت مهمة توزيع الفيلم إلى الشركة السعودية "سيني ويفز"، وبذلك تحوّل المشروع إلى عمل إقليمي يعكس التعاون العربي في دعم السينما المستقلة.

ومن المقرر أن يُعرض "برزخ" في سينما زاوية بالقاهرة خلال شهر أكتوبر المقبل، إضافة إلى عروض مرتقبة في المملكة العربية السعودية.

ن
مشهد من لفيلم التونسي "برزخ" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة

تهميش في قرطاج

أما عن سبب غياب الفيلم عن المهرجانات قبل طرحه تجارياً، فتوضح ناصر أن عرضه الأول كان ضمن المسابقة الوطنية لأيام قرطاج السينمائية، لكن ظروف العرض لم تكن في صالح العمل، واضافت: "الفيلم همّش خلال قرطاج، ولذلك كان من المهم أن يطرح في قاعات السينما التونسية ليتعرف الجمهور على عالم الماجري البصري في أول أفلامه الروائية الطويلة".

وأكدت أن برمجة عروضه في مهرجانات أخرى –معظمها متخصصة في سينما النوع– ما زالت قيد الإعداد.

بين تونس ومصر وكردستان

وبعيداً عن "برزخ"، كشفت فاطمة ناصر عن مشاريع جديدة في الأفق، أبرزها مشاركتها في فيلم قصير لمخرج كردي، إلى جانب عودتها المنتظرة إلى الساحة الفنية المصرية بعد فترة غياب.

وأشارت إلى أنها ستشارك في فعاليات مهرجان الجونة السينمائي خلال أكتوبر المقبل، وأنها تركز حالياً على دراسة عروض جديدة للدراما والسينما في مصر وتونس. وقالت: "بدايتي كانت في مصر، وأرغب في العودة بقوة إلى المشهد الفني المصري خلال الفترة المقبلة".

تُذكّر ناصر بأن آخر أعمالها في مصر كان عبر مسلسل "الشرنقة" في رمضان 2025، إلى جانب أحمد داود والمخرج محمود عبد التواب، وفي تونس، ظهرت في الموسم نفسه في الجزء الثاني من مسلسل "رقوج" لعبد الحميد بوشناق.

تصنيفات

قصص قد تهمك