تشارك المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة في الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لتصبح أول مخرجة إماراتية يُعرض لها فيلم إماراتي طويل ضمن فعاليات المهرجان، من خلال فيلمها الجديد "باب"، الذي ينتمي إلى الدراما النفسية ذات الحس السريالي.
الخاجة أعربت في حديثها لـ"الشرق" عن سعادتها الكبيرة باختيار الفيلم للتسابق الرسمي، مؤكدة أن مشاركته "تفتح الباب أمام كل المخرجات الإماراتيات، وتشكل فاتحة خير لصناع السينما في الإمارات".
دراما نفسية
تدور أحداث فيلم "باب" في إطار دراما نفسية سوداوية تقودها شخصية نسائية تعيش صراعاً مع أشباح الفقد بعد رحيل شقيقتها التوأم، لتتحول التجربة إلى رحلة سريالية تبحث في الذاكرة والألم والعلاقة المعقدة بين العقل والحزن.
العمل يعتمد على الصورة أكثر من الحوار، إذ تقول الخاجة: "الفيلم غزير بالصورة قليل بالكلام.. وهو لوحة فنية عن الفقدان وكيفية التعامل مع الموت، ورغم ذلك فهو مليء بالإثارة والتشويق".
الفيلم شارك في بطولته شيماء الفضل، هدى الغانم، ميرا المدفع، صبيحة ماجوانكار، ومنصور النعماني، وهو من تأليف مسعود أمر الله العلي ونايلة الخاجة، وإنتاج الخاجة وسلطان سعيد الدرمكي، بدعم من البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع التابع لوزارة الثقافة الإماراتية.
تصوير كامل داخل الإمارات
جرى تصوير الفيلم بالكامل بين الفجيرة ورأس الخيمة، بمشاركة أكثر من 140 فنياً وفناناً، منهم 20 إماراتياً في الأقسام الإبداعية.
وتقول الخاجة إن التحضير والتصوير استغرقا عاماً ونصف العام، مضيفة: "أنشأنا بيتاً قديماً لخلق المناخ التراثي، ومن المتوقع أن نصوّر فيه عملاً آخر لاحقاً".
أما الميزانية الإجمالية للفيلم فقد بلغت مليوناً ونصف المليون دولار، على أن تتولى فوكس سينما توزيعه تجارياً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال 2026.
إيقاع غير تجاري
تصف الخاجة الفيلم بأنه مزيج بين الغموض والإثارة، مع الحفاظ على الجوهر الفني، فهي ترى أن فيلمها "فني أكثر من كونه تجارياً"، رغم أنه موجه لجمهور أكبر من 30 عاماً، وتوضح: "ردود الفعل تؤكد أنه عمل تجاري للجمهور الأكبر سناً، رغم أنه ليس فيلماً تجارياً بالمعنى التقليدي".
كما تشير إلى أن التجربة تحمل روحانيات واضحة وصوراً بصرية اعتمدت على مدير التصوير العالمي روخير ستروفر، الحاصل على جائزتي أوسكار، والذي صور أكثر من 60 فيلماً عالمياً.
يحمل الفيلم توقيع المؤلف الموسيقي العالمي A.R. Rahman، الحائز جائزتي أوسكار، والذي وافق على العمل بعد قراءة السيناريو مباشرة. وعن ذلك تقول الخاجة: "مدير أعماله قال إنها أسرع موافقة في تاريخه.. استغرب أيضاً إتقاني للغة الهندية وحديثي معه عن أفلام هندية قديمة لا يعرفها كثير من الهنود".
من أبرز التحديات التي واجهتها الخاجة أثناء التصوير كان ضيق الوقت، إذ اكتملت عملية التصوير خلال 18 يوماً ونصف فقط، مع منع استخدام "البلاي باك" أو مشاهدة اللقطات المصورة على الشاشة، ما ضاعف صعوبة التجربة.
وشددت الخاجة على أن الفيلم إماراتي "قلباً وقالباً"، وأنه أول عمل عربي يشارك فيه هذا العدد من الفنانين والفنيين الإماراتيين. وتؤكد ارتباطها القوي بالسينما منذ الطفولة، قائلة: "بدأت رحلتي مع السينما وعمري 13 سنة مع أفلام الـ8 ملي ثم الـ16 ملي".
كما تطرقت لتأثير طفولتها المليئة بالخوف على شغفها بأفلام الرعب والدراما النفسية، مضيفة أن زوجها يمازحها كثيراً بخصوص ذلك.
وكشفت الخاجة عن مشروع سينمائي جديد قيد التحضير ينتمي إلى الأفلام التجارية، وتدور أحداثه حول ست مدوّنات مهووسات بالسوشيال ميديا، من تأليف أحمد حسن.










