فاز الفيلم البريطاني "اليعسوب" (Dragonfly) للمخرج بول أندرو ويليامز بجائزة "الهرم الذهبي" والتي تُمنح للمنتج كأفضل فيلم روائي طويل، وتبلغ قيمتها 7 آلاف دولار، وذلك في الدورة الـ46 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وأهدى مخرج الفيلم الجائزة للاعب كرة القدم المصري محمد صلاح. كما فاز الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" (Once Upon a Time in Gaza) بجائزة "الهرم الفضي" كأفضل مخرج، للمخرجين عرب وطرزان ناصر، حيث يحصلان على جائزة قيمتها 5 آلاف دولار.
وفاز فيلم "بينما نتنفس" (As We Breathe) للمخرج سيموس ألتو بجائزة "الهرم البرونزي" (لجنة التحكيم الخاصة) وتبلغ قيمتها 3 آلاف دولار، وبجائزة "هنري بركات" لأحسن إسهام فني عن التصوير فاز فيلم "مدينة الرمال" (Sand City) للمصور ماثيو جيو مبيني.
وذهبت جائزة "أحسن ممثلة" مناصفة بين أندريا رايزبورو، وبريندا أندرو ويليامز عن أدائهما في فيلم "اليعسوب"، أما جائزة "أحسن ممثل" فذهبت إلى مجد عيد عن دوره في فيلم "كان يا ما كان في غزة".
بينما فاز فيلم "الأشياء التي تقتلها" (The Things You Kill) للمخرج التركي علي رضا خاتمي بجائزة "نجيب محفوظ" لأحسن سيناريو. أما الفيلم اللبناني "ثريا حبي" للمخرج نيقولا خوري فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي.
وفي مسابقة أسبوع النقاد الدولية، منحت لجنة التحكيم "تنويهاً خاصاً" لفيلم "عالم النبات" (The Botanist) للمخرج جينج يي.
وجائزة "فتحي فرج" – جائزة لجنة التحكيم الخاصة - ذهبت إلى فيلم "في منزل أهلي" (In My Parents House) للمخرج تيم إلريش.
أما جائزة "شادي عبد السلام" لأحسن فيلم، والتي تُمنح للمخرج، حصل عليها الفيلم الفلسطيني "حبيبي حسين" (Habibi Hussein) للمخرج أليكس بكري.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة، وقيمتها 3 آلاف دولار، لفيلم "رقبة منتصبة للغاية" (A Very Straight Neck) للمخرج نيو سورا.
جائزة أفضل فيلم عربي قصير، وقيمتها 2000 دولار لفيلم "تيتا وتيتا" (Two Tetas) للمخرجة اللبنانية لين الصفح. أما جائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير، وقيمتها 5 آلاف دولار للفيلم المغربي "شوارع القاهرة" (Cairo Streets) للمخرج عبد الله الطايع.
وفي مسابقة الاتحاد الدولي للنقاد "فيبريسي" فاز فيلم "الأشياء التي تقتلها". كما منحت لجنة التحكيم فيلم "كان يا ما كان في غزة"، جائزة أفضل فيلم عربي طويل، التي تمنح للمنتج، وتُقدر قيمتها بـ10 آلاف دولار.
كما منحت اللجنة تنويها خاصاً للفيلم العراقي "فلانة" من إخراج زهراء غندور. وفي مسابقة نيتباك لأفضل فيلم آسيوي طويل فاز بالجائزة الفيلم الصيني "عالم النباتات" للمخرج جينج يي.
أما في مسابقة آفاق للأفلام العربية الطويلة فازت الممثلة عفاف بن محمود بجائزة أفضل أداء تمثيلي عن فيلم "جولة 13" (Round 13)، والتي تبلغ قيمتها 2000 دولار.
وفاز الفيلم المصري "شكوى 713317" (Complaint No 712217) للمخرج ياسر شفيعي بجائزة أفضل سيناريو وقيمتها 5 آلاف دولار.
كما فاز بجائزة صلاح أبو سيف – جائزة لجنة التحكيم الخاصة- الفيلم السعودي "ضد السينما" (ANTI-CINEMA) للمخرج علي سعيد، وقيمتها 8 آلاف دولار.
وبجائزة سعد الدين وهبة لأفضل فيلم عربي وقيمتها 10 آلاف دولار، فاز الفيلم اللبناني "كلب ساكن" (DEAD DOG) للمخرجة سارة فرنسيس.
وفاز الفيلم الفلسطيني "ضايل عنا عرض" للمخرجين مي سعد وأحمد الدنف بجائزة يوسف شريف رزق الله لأفضل فيلم من اختيار الجمهور، وجائزة مالية قدرها 15 ألف دولار.
حفل الختام
بدأ حفل الختام بلحظة مؤثرة حملت رسالة إنسانية عميقة، حيث صعد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي إلى خشبة المسرح، بعد عرض صورة الطفلة هند رجب مصحوبة بصوتها، حيث وجّه كلمة إلى الحضور عبّر فيها عن جوهر قوة السينما ودورها في حفظ الذاكرة وتوثيق الحقيقة.
وقال فهمي: "إن المكالمة التي استمعتم إليها للوهلة الأولى تبدو وكأنها مشهد من فيلم سينمائي، لكنّها مؤسفة ومؤلمة لأنها حقيقية. إنه صوت الطفلة هند رجب، طفلة فلسطينية من غزة ظلت تصرخ وتستنجد لمدة ثلاث ساعات بعد أن شاهدت أفراد أسرتها يُقتلون أمام عينيها برصاص الاحتلال. طفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها واجهت لحظات قاسية انتهت بموتها، بينما العالم ينظر في اتجاه آخر".
وتابع بالقول إن "قوة السينما تكمن في قدرتها على التوثيق، وعلى إبقاء القصص الحقيقية حيّة لا تُمحى، مهما حاول البعض تجاهلها أو التغاضي عنها. فتبقى هند وقصتها وصوتها حاضراً، ويبقى الأطفال الذين يشبهونها ليسوا مجرد أرقام، بل بشر حقيقيون من لحم ودم".
وأضاف رئيس المهرجان: "شهدت هذه الدورة العديد من الأنشطة والفعاليات المميزة، وعلى رأسها عروض الأفلام المتنافسة التي حظيت بإقبال جماهيري كبير، إضافة إلى عروض الأفلام المرممة، والورش والماستر كلاس التي شارك فيها أسماء بارزة في صناعة السينما، إلى جانب سوق المهرجان الذي استقطب جمهوراً واسعاً من المهتمين بالسينما".
وفي كلمته، هنّأ حسين فهمي الشعب القطري على انطلاق فعاليات مهرجان الدوحة السينمائي في دورته الجديدة، كما أعلن عن توقيع اتفاقية تعاون بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولجنة الأفلام في المدينة الإعلامية – قطر، مؤكداً أنه "تعاون مثمر يخدم صناعة السينما العربية".
وكرم المهرجان في حفل الختام 3 سينمائيين، حيث منح الهرم الذهبي لإنجاز العمر للمخرج الصيني جيانج هو، الذي أكد أن التكريم مجرد بداية لمشاركات مقبلة في مهرجان القاهرة.
كما منح المهرجان الهرم الذهبي لإنجاز العمر للكاتبة المجرية الديكو اينييدي، والهرم الذهبي لإنجاز العمر لمدير التصوير محمود عبد السميع الذي أكد أنه "عمل بمفهوم ماذا يصور، ولماذا يصوره، وأين يصور، ومتى يصوره؟".
وأشار إلى أن "شهادة زميله سعيد شيمي تكشف دوره في تحريك كاميرا التصوير"، مطالباً بضرورة إنشاء متحف السينما. ولفت إلى أن وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو وعده بتخصيص مكان بجوار المتحف السينمائي داخل مجمع المتاحف المزمع إقامته بجوار المتحف المصري الكبير.
فعاليات متداخلة
قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس ف يتصريحات لـ"الشرق" إن دورة هذا العام من المهرجان كانت جيدة، والأفلام العربية المشاركة في مسابقة آفاق كانت مميزة، وقدمت للساحة السينمائية العديد من المواهب الشابة.
لكنها انتقدت التداخل في المواعيد بين الندوات وعروض الأفلام، لافتة إلى أن الندوات سحبت عدد غير قليل من جمهور الأفلام، مشيرة في الوقت ذاته إلى الحضور الجماهيري الكبير على فعاليات المهرجان خاصة عروض الأفلام وندواتها.
حيرة لجنة التحكيم
من جانبه، أكد المخرج مجدي أحمد علي أن المهرجان كان فرصة كبيرة لظهور عدد لا بأس به من صناع الأفلام العرب، وتحديداً في المسابقة العربية.
وقال مجدي أحمد علي في تصريحات لـ"الشرق" إن عدد التكريمات المحدود في حفل الافتتاح أعطى لها قيمة كبيرة، وذلك على عكس بعض المهرجانات التي تحرص على تكريم عدد كبير من الفنانين، ما يفقد قيمة التكريم.
وأبدى إعجابه الشديد بالفيلم المغربي الإسباني المشترك "زنقة ملقة"، لافتا إلى أن لجنة تحكيم المسابقة كانت في مهمة صعبة وحيرة لاختيار الأفضل منها.
وأشار إلى أن تكريم المخرج الكبير محمد عبد العزيز، ومدير التصوير محمود عبد السميع تأخر كثيراً، قائلاً إنه كان ينبغي تكريمهما في دورات سابقة.
كما طالب بضرورة إيجاد حل لأزمة التذاكر، التي وصفها بالمشكلة التي تتكرر سنوياً.
مدارس سينمائية
من جانبها، قالت المخرجة نادين خان عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة إن تواجدها بلجنة تحكيم تضم أعضاء من دول مختلفة بآراء ووجهات نظر مختلفة أثرى النقاشات بين الأعضاء. واضفة التجربة بأنها "ثرية ومفيدة لنا".
وأضافت نادين خان في تصريحات لـ"الشرق" أن المسابقة ضمت 14 فيلماً، رغم صعوبة عملية التحكيم وسط رؤى ومدارس سينما مختلفة تتحدث عن عوالم كثيرة، مشيرة إلى أن "السينما هي الحياة، وأن الأفلام كلما كانت واقعية تلمس مشاعر الجميع".
ولفتت إلى أنها لم تواجه مشكلة في لجنة التحكيم، وأن اللوائح تحكم عملية التصويت، فإذا كان هناك اختلاف أو تساوي في عدد الأصوات لأفلام مشاركة يحسمها صوت رئيس اللجنة الذي يُعتبر صوته بصوتين.
فرص حقيقية
بدوره، أكد الفنان محمد رياض أن المهرجانات ليست مجرد "ريد كاربت" (سجادة حمراء) في حفلَي الافتتاح والختام.
وقال رياض في تصريحات لـ"الشرق" إن المهرجانات لها دور كبير في منح الفرص لظهور صناع أفلام، مشدداً على أهمية مسابقة الأفلام القصيرة التي تُعد متنفساً للشباب في تقديم أنفسهم عبر أعمالهم.
ولفت إلى أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تميّز في السنوات الأخيرة في تقديم مشروعات أفلام وصناع أفلام مميزين.
