شهدت دور العرض السينمائي، قبل أسبوعين من انطلاق الاحتفالات بعيد الهلع السنوي أو "الهالوين"، انطلاق النسخة الـ12 من سلسلة أفلام الرعب الأميركية الشهيرة هالوين، بعنوان Halloween kills التي ما تزال تجذب المشاهدين بالرغم من ظهورها للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، لتعد بذلك بين أطول سلاسل أفلام الرعب الجماهيرية على الإطلاق.
إلا أن قاتل عيد الهلع المقنع، مايكل مايرز لن يعود مُنفرداً، إذ إن سلسلة أفلام الصرخة أو Scream تعود أيضاً لدور العرض يناير المقبل بالفيلم الخامس في السلسلة الشهيرة بعنوان Scream، ما يشير إلى أن بعضاً من أعمال الرعب والإثارة الكلاسيكية لا تزال قادرة على المُنافسة بالرغم من مُضي عقود طوال على رسم خطوطها الرئيسية.
مايكل مايرز
وفي إحدى ليالي الهالوين تقدم الطفل آنذاك، مايكل مايرز، من إحدى شقيقاته بسكين حاد وأنهى حياتها، وبالرغم من عزله بعدها في منشأة للصحة النفسية إثر الحادث، يتمكن مايكل من العودة مرة أخرى بعد 15 عاماً ليروع سكان مدينته الصغيرة ويقتل كل من يلتقي في طريقه خلال أحداث أول أجزاء السلسلة الشهيرة Halloween عام 1978.
حقق الفيلم نجاحاً ملحوظاً ودشن طقس إصدار جزء جديد من السلسلة في أكتوبر كل بضعة أعوام. وعلى مدار عقود، تبنت سلسلة الأفلام حبكات عديدة وخطوطاً زمنية متوازية، يتضمن كل منها رواية بديلة للأحداث بعد ليلة عام 78، إلا أن سرديات السلسلة تضم بعض نقاط التقاطع، من بينها قدرة مايكل مايرز على الفرار دائماً من السلطات أو منشآت الصحة النفسية والعودة للقتل، كما أنه غالباً لا يتأثر بطلقات الرصاص أو محاولات ضحاياه البائسة الخلاص من قبضته.
وتأتي أحداث الفيلم الجديد Halloween kills مكملة للفيلم Halloween من إنتاج عام 2018 الذي تدور أحداثه بعد 40 عاماً من الفيلم الأول، وتتصدره بطلة العمل جيمي لي كيرتز في دور لوري سترود، جليسة الأطفال الحسناء التي حاول مايكل قتلها في أحداث عام 1978 لكنه فشل، وظل يترقب اللحظة الملائمة للهرب من المنشأة الصحية والعودة لمطاردتها مرة أخرى بقناع الوجه مطموس الملامح.
مسيرة 4 عقود
حصد الجزء الأول من السلسلة الشهيرة إيرادات بلغت 47 مليون دولار أميركي في شباك التذاكر محلياً وفقاً لموقع The Numbers، إلا أن مسيرة العمل لم تسر على النهج ذاته دائماً، فالأجزاء التالية من السلسلة تلقت ردود أفعال متباينة واستقرت في مواقع مختلفة في شباك التذاكر، حيث لاقى بعضها الاستحسان وسقط البعض الآخر في الاختبار لكنها تمكنت من الصمود والتواجد على الساحة في مطلع الألفية، وحتى اليوم.
وكان المنتج مالك العقاد قد صرح لـ "فوربس" في أكتوبر الماضي بأنه يُرجع قدرة أفلام "هالوين" على الصمود والاستمرار حتى اليوم إلى 3 أسباب، أبرزها ارتباط الفيلم بعيد الهلع، يلي ذلك جهد المخرج جون كاربنتر، (مخرج وكاتب الفيلم الأول) وحرفية التصوير واختيار الموسيقى التصويرية التي صنعت أجواء الجزء الأول الكلاسيكية، وأخيراً الحفاظ على شخصية مايكل مايرز الذي كادت السلسلة أن تتخلى عنه بعد الجزء الثاني، لكن مصطفى العقاد، المنتج المنفذ للسلسلة ومدشنها ووالد مالك، اقترح الإبقاء عليه وإعادتها للحياة.
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، لم يكن هالوين الاسم المنفرد في عالم الرعب وخاصة تلك الأعمال التي تحولت بفعل جماهيريتها لسلاسل مطولة كـ The Texas Chain Saw Massacre الذي انطلق في عام 1974 وFriday the 13th عام 1980 وكذلك child's play وNightmare on elm street.
وعرفت هذه السلاسل كفئة فرعية بين أفلام الرعب باسم Slasher ويُقصد بها الإشارة إلى حبكات مطاردة وقتل الفتيات المراهقات على وجه الخصوص باستخدام الآلات الحادة والسكاكين.
الصرخة
وفي عام 1996 أُنتج الجزء الأول من سلسلة الصرخة (Scream) الذي جدد سياق تلك الفئة من الأفلام وأضافت وجهاً جديداً لحبكاتها المحفوظة.
وتدور أحداث الجزء الأول من الصرخة حول فتاة مراهقة تُدعى سيدني بريسكوت قُتلت والدتها في حادث مروع، وفي العام التالي يعود القاتل لمطاردتها وأبناء حيها بنمط يبدو عشوائي ويتحول لمذبحة مشهودة، إلا أن أحداث الفيلم لم تكن عشوائية على الإطلاق، إذ يرتكز العمل على طرح رؤية جديدة للدافع الكامن وراء القتل، وعلاقته بكثافة التعرض لأفلام الرعب العنيفة.
وفقاً لإحدى مقالات موقع "هوليوود ريبورتر"، أضاف الفيلم خلطة جديدة لأفلام الرعب في مطلع الألفية، تضمنت السخرية الضمنية الذكية من طائفة الأفلام تلك، كأن تتلو إحدى الشخصيات قائمة بالقواعد الواجب اتباعها للنجاة من القاتل في فيلم مرعب، للدلالة على تكرار الحبكات، كما يتناول الفيلم في أجزائه التالية عرض قصص أبطاله الناجين من المذبحة الأولى في أعمال درامية هزلية وتحديداً فيلم بعنوان "Stap" يُعرض ضمن الأحداث، وكأن صُناع Scream يسخرون من أنفسهم.
إلا العمل نجح في جذب المشاهدين بأسلوبه الجديد، بل وحقق إجمالي إيرادات عالمية بلغت 173 مليون دولار أميركي، وخلال السنوات اللاحقة أُعيدت التجربة من خلال جزأين إضافيين من السلسلة حققا نجاحاً ملحوظاً، مع الاحتفاظ بعناصر التشويق ذاته وحرص العمل على إخفاء هوية القاتل المقنع حتى اللحظات الأخيرة.
عودة حداثية
وبعد 10 سنوات من الانقطاع أُنتج الجزء الرابع من سلسلة الصرخة عام 2011، لكنه لم يُحقق النجاح الجماهيري ذاته، كانت السوق قد شهدت آنذاك أنماط جديدة من الأعمال المرعبة، كسلسلة سو أو المنشار (SAW) وكذلك طائفة أفلام "تسجيلات عُثر عليها" أو Found Fotage التي تطرح الأحداث وفقاً لرؤية كاميرا فيديو منزلية كأفلام Paranormal Activity.
وفي العام المُقبل تطلق التجربة الخامسة من السلسلة ذاتها، وتتميز بسخريتها المعهودة مع تضمين بعض من المفردات العصرية كوسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها كأداة للترويع بالتوازي مع المكالمات الهاتفية الشهيرة في السلسلة.