قال نقيب الموسيقيين المصريين هاني شاكر، الثلاثاء، إن النقابة لا تمارس سياسة المنع تجاه مطربي المهرجانات، مشيراً إلى أن النقابة تسعى لوضع قواعد تنظيمية للحفلات الغنائية وعمل المطربين، ودعا الدولة المصرية للعودة إلى الإنتاج الفني.
جاء ذلك خلال مشاركة هاني شاكر في الصالون الثقافي الأول بعنوان: "إشكالية العلاقة بين الفن وحرية الإبداع"، الذي نظمه قصر السينما والثقافة السينمائية بالقاهرة، برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وذلك على خلفية الأزمة التي يشهدها الوسط الفني مؤخراً، بعد قرار نقابة المهن الموسيقية بوقف 19 من مُطربي المهرجانات الشعبية، ومنعهم من الغناء.
قواعد تنظيمية
وقال الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية المصري، إن "الفن في الوقت الحالي، شهد تراجعاً كبيراً، ولم يكن بالصورة الجيدة التي يحلم بها الكثيرون، وصار وسيلة للبعض بشأن الانتشار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، دون الاهتمام بالقيمة الفنية أو الهدف من المحتوى المُقدم".
وأوضح أن مجلس نقابة المهن الموسيقية، يسعى منذ عامين تقريباً، لوضع قواعد تنظيمية لأعضاء النقابة، وكانت البداية بمنع الغناء بواسطة فلاشة، قائلاً: "لن نسمح لأي مطرب أن يضحك على الجمهور ويُحرك فمه وكأنه يُغني أمامهم على المسرح، فضلاً عن معاناة الفرق الموسيقية مع البطالة".
أزمة مطربي المهرجانات
واستنكر هاني شاكر "مزايدات البعض خلال الآونة الأخيرة"، واتهامهم مجلس النقابة بمنع مطربي المهرجانات الشعبية من ممارسة عملهم، موضحاً أن "النقابة لا تُمارس سياسة المنع، بينما جرى استغلال القوانين المُنظمة للعمل، مؤكداً عدم استخراج تصاريح لهم مجدداً إلا بعد تقنين أوضاعهم.
وأوضح أن هناك قواعد وأصول بشأن ممارسة الغناء، أبرزها القيد في كشوف النقابة، وذلك يتطلب شروط معينة، مثل إجادة المُتقدم للقراءة والكتابة، وكذلك حصوله على شهادة أداء الخدمة العسكرية وغيرها من الشروط، لافتاً إلى أنّ بعض مطربي المهرجانات الشعبية قدموا مستندات مزورة للاختبار أمام لجنة اختيار الأصوات الجديدة، التي عُقدت مطلع الشهر الجاري.
وأشار إلى أن حمو بيكا رسب في لجنة اختيار الأصوات الجديدة مرتين، رغم توفير دورة تدريبية له بشأن إجادة الغناء، إلا أنه لم يحضر سوى حصة وحيدة، مؤكداً أنه من حقه التقدم للاختبارات مُجدداً العام المُقبل، حال اجتياز الشروط.
وقال إن النقابة ستُعيد فتح مدرسة تعليم الموسيقى خلال الفترة القليلة المُقبلة، أمام الراغبين في تعلم فنون الموسيقى المختلفة، أو قبيل المُشاركة في امتحانات اختيار الأصوات الجديدة.
التحقيق مع محمد رمضان
وأعرب نقيب المهن الموسيقية، عن استياءه الشديد من مزاعم البعض، بأن الفنان محمد رمضان فوق الحساب، قائلاً: "ليس هناك أي شخص بعيد عن الحساب حال ارتكابه أي خطأ، لكن وفقاً للقوانين المُنظمة، فالجهة الوحيدة التي يحق لها التحقيق مع محمد رمضان، هي نقابة المهن التمثيلية كونه عضواً بها".
وأوضح أن نقابة الموسيقيين، حصلت على تعهداً مؤخراً، من قبل محمد رمضان، بشأن الالتزام بالآداب العامة على المسرح وعدم خلع ملابسه، لاسيما وأن ذلك لا يتماشى مع تقاليد وثقافة المجتمع المصري، لافتاً إلى أن الأخير خالف تعهده في حفله الأخير بالقاهرة، وذلك وفقاً لتقارير لجنة العمل المُكلفة بمراقبة الحفلات داخل النقابة.
وأكد أن محمد رمضان، لن يحصل على تصاريح للغناء وإحياء حفلات داخل مصر مجدداً، إلا بعد خضوعه للتحقيق من قبل نقابة المهن التمثيلية، وإبلاغ نقابة الموسيقيين بنتائج التحقيق.
عودة الدولة
وناشد هاني شاكر الحكومة المصرية بضرورة العودة إلى الإنتاج الفني والغنائي، كما كان في التسعينيات من القرن الماضي، لاسيما وأن غالبية المُنتجين في الوقت الحالي، يهتمون بتحقيق أرباح مادية فقط دون النظر إلى قيمة المحتوى.
كما ناشد الدولة، بضرورة التواصل مع إدارة مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وكذلك موقع يوتيوب، للحد من انتشار الأغاني التي تحتوي على إسفاف وابتذال، عبر هذه المواقع، قائلاً إنّ: "هناك أغاني مكانها السجن وليس يوتيوب".
وأوصى نقيب المهن الموسيقية، المجلس الأعلى للإعلام، بالوقوف ضد من يُسهم في تخريب الفن المصري، وعدم استضافتهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، مُعرباً عن آماله بعودة حصص الموسيقى بالمدارس بمختلف المراحل التعليمية، وكذلك عودة البرامج التليفزيونية الموجهة للأطفال.
وقال هاني شاكر، إن نقابة المهن الموسيقية بكامل أعضائها، على استعداد تام للتعاون مع مسارح الدولة وقصور الثقافة على مستوى الجمهورية، بشأن اكتشاف المواهب الغنائية الجديدة، وتقديم موهبة شابة من كل محافظة كحد أدنى بشكلٍ شهري.
