الفنانة اللبنانية كارمن لبّس: التمثيل لعبتي في مواجهة التنازلات

الممثلة اللبنانية كارمن لبّس في مشهد من مسلسل عروس بيروت. - الشرق
الممثلة اللبنانية كارمن لبّس في مشهد من مسلسل عروس بيروت. - الشرق
بيروت-رنا نجار

انتهت الممثلة اللبنانية كارمن لبّس من تصوير مشاهدها في الجزء الثالث من "عروس بيروت" الذي يعرض بداية 2022 على منصة "شاهد"، فيما  تستعد لبطولة "مسلسل تركي طويل" يعرض في الربع الثالث من العام المقبل، إضافة للجزء الثاني من "2020" المؤجل للعام المقبل أيضاً.  

انشغال كارمن بتصوير "عروس بيروت" منعها من خوض المنافسة في موسم رمضان بدور بطولي، واكتفت بالظهور كضيفة في الجزء الثاني من مسلسل "للموت".

امرأة بوجهين

كارمن قالت في مقابلة مع "الشرق"، إنها تؤدي في "عروس بيروت" دور العمّة التي مرّت بظروف صعبة خصوصاً في مراهقتها، جعلتها شريرة نوعاً ما وتغار من زوجة أخيها، وتشعر أنها تريد الانتقام منها محمّلة إياها مسؤولية فشلها في حياتها، بينما زوجة أخيها ناجحة ومرتاحة وهو ما يحزّ في نفسها".

وأضافت: "هذا الدور أعطاني حافزاً لأعمال جديدة، وهو دور مُتعب لأنه مركب وفيه وجهين داخلي موجوع وطيب وحنون، وخارجي قاسٍ لامرأة واحدة، وهي شخصية تشبهني الى حدّ ما إذ أضع حدّاً بيني وبين المجتمع كي أعيش في منطقة آمنة".

"عروس بيروت" جدّد شغفي

واعتبرت أن العمل عن نص تركي ومع فريق متعدّد الجنسيات "تجربة جميلة أحببتها ومنحتني مزيداً من الطاقة وجدّدت شغفي، وهذه ليست تجربتي الأولى خارج لبنان، إذ عملت في فرنسا والسويد ومصر وسوريا والجزائر وكلها كانت تجارب مثمرة، إذ أحب التعرف على مخرجين وأناس جدد وعلى طرق جديدة ومتنوعة في الأعمال".  

الفنانة اللبنانية كامرن لبّس.
الفنانة اللبنانية كامرن لبّس. - الشرق

وتابعت كارمن لبس: "بعد كل هذه النجاحات لم يتغيّر فيّ شيء، ما زلت المرأة القوية بسبب الظروف التي عشتها، وأصبحت ثائرة لأن الكمّ الذي شاهدته من ظلم في حق النساء خصوصاً في مجتمعاتنا العربية كان كبيراً".

واستدركت: "لكنني بتّ أكثر ليونة وتسامحاً ولا أعطي رأيي بشيء إذا لم أُسأل عنه، كي لا أضيّع وقتي لأن الحياة قصيرة والوقت ثمين".

مرنة مع المخرج

وقالت كارمن لبس، رداً على سؤال بشأن كيفية تطوير أدواتها ومهاراتها كي لا تقع في التكرار، إن "الأهم في أي دور يريد الممثل تأديته أن يشعر به ويحاول إعطاء وجه مختلف حتى وإن كانت الأدوار متشابهة، فيضيف تفاصيل صغيرة لا تشبه ما لعبه من أدوار سابقة لتفادي التكرار".

الممثلة اللبنانية كارمن لبس والمخرج السوري الليث حاجو.
الممثلة اللبنانية كارمن لبس والمخرج السوري الليث حاجو.- الشرق

وأضافت: "أحياناً أجد صعوبة وأخاف الوقوع في هذا الأمر، فأعتمد على الإحساس وعلى ذاكرتي في الاستلهام من تصرفات ناس التقيتهم يشبهون الشخصية، فأغير قليلاً ببعض التفاصيل".

ووصف كارمن لبس نفسها بأنها "ممثلة مرنة ومطواعة في عملها مع المخرجين"، مشددة على ضرورة "الإيمان بالمخرج والوثوق به وبعمله لأنني سأسلّمه نفسي، فدائماً ما أصغي جيداً لرأيه لأنه هو من يقف وراء الكاميرا، فمن الممكن أن تكون لديك ردة فعل تعتقدين أنها جيدة لكن خلف الكاميرا يمكن أن تظهر مختلفة كلياً، فالأساس بالنسبة لي هو المخرج".

تدخلات "تُنكّه الطبخة"

وبشأن مدى تدخّلها في النص لوضع بصماتها الخاصة، قالت لبّس التي درست التمثيل والسينما بين لبنان وأوكسفورد وباريس، إنها "بالتأكيد مشاغبة"، معتبرة أنه "لا بدّ من إضافة بعض النقاط أو التوابل التي تُنكّه الطبخة، فهناك أمور يجب أن تقنعني لأُقنع بدوري الجمهور بها، لذلك آتي دائماً بعلامات استفهام أحاول حلّها مع المخرج الذي تكون له أحياناً كامل الصلاحيات للتغيير في بعض الحوارات، أو يمنحني الضوء الأخضر للتواصل مع الكاتب مباشرة فهو العمود الفقري للنص".

ضغوط السوق وألم التنازلات

عقود أمضتها بطلة "سنعود بعد قليل" و"أبو ضحكة جنان" أمام الكاميرا وتحت الأضواء، تجربة لم تكن سهلة اختبرت خلالها "الضغوط النفسية الشخصية وعدم الرضا عن الذات نتيجة القلق الذي تضعنا المهنة في مواجهته ومدى إمكانية نجاح شخصية ما"، بحسب تعبيرها.

وأشارت إلى أن هناك ضغوطاً متعلقة بالعمل الحثيث والحفر لإثبات ذواتنا غالبية الوقت، من دون أي مساندة من أحد وهذا من أصعب الأمور في حياة الممثل إن لم يتبناه منتج كبير ومهني".

كارمن لبس وباسل خياط في مسلسل سنعود بعد قليل.
كارمن لبس وباسل خياط في مسلسل سنعود بعد قليل. -الشرق

وأضافت: "في لبنان الإنتاج محدود فليس هناك إنتاج كبير، وهناك كثير من الأعمال تُكرّر الموضوعات نفسها حول الخيانة الزوجية والحب والخير والشرّ، والأدوار محدودة، ومن الممكن أن أتلقى دوراً لا أحبه فلا أعمل، على الرغم من أنني أعيش من مهنة التمثيل فقط، وأحياناً نضطر للتنازل والقبول بدور لا يرضي طموحنا لأننا بحاجة للعمل وهذا بالنسبة لي متعب جداً ومؤلم".

ظلم المرأة فوق الأربعين

تنتقد لبّس الدراما العربية بغالبيتها "لأنها لم تنصف المرأة بكل مراحل عمرها وخصوصاً بعد الـ 45، إذ نراها أماً أو جدّة، ودائماً ما يخصص لها جزءاً يسيراً متوازياً مع القصة الأساسية والتي تدور حول شباب، في حين نرى الدراما الخليجية على العكس تعطيها حقها". 

لكن على الرغم من ذلك، ظهرت لبّس أخيراً في "على الحلوة والمرة" في دور عاشقة ومكتشفة للمشاعر في سن متأخرة، لكنها ترى أنها لم تنصف النساء اللواتي تتحدث باسمهن، قائلةً: "أنا لا لم أستطع أن أنصف المرأة من خلال هذا الدور لأن هناك أدواراً كثيرة من الممكن أن تكون أهم وتستطيعين توصيل رسائل أهم من خلالها".

كارمن لبّس في مشهد من مسلسل بالقلب.
كارمن لبّس في مشهد من مسلسل بالقلب.

دعوة كسر الصمت

ولهؤلاء النساء قالت: "ليس هناك من عمر يقيّدكن، العمر هو رقم على الهوية، عندما تشعر الواحدة منا أنها اعتكفت أو أنها أصبحت خارج الخدمة هذا معناه أنها هي من قررت ذلك، فلا يجب أن تدع المجتمع يؤثر على عزيمتها أو يصنّفها خارج الصلاحية وأنها ربّت أولادها وانتهى دورها... كلا، هي تستطيع أن تقوم بأمور كثيرة في حياتها وأن تقف مجدداً لإثبات نفسها"، داعية "النساء إلى كسر الصمت".

لبنان في غرفة إنعاش

تربط كارمن المستقبل بأوضاع بلدها: "بالنسبة لحالتنا لا تستطيعين التفكير إلا بحدود يوم غد وكيف يمكننا الاستمرار بالعيش، أفكر بأنني من الممكن ألا أكون في هذا البلد، أو أن أترك المهنة، لا شيء محدداً في رأسي أبداً".

وتدمع عيناها عندما تتحدث عن لبنان "غير الموجود الآن لأنه في غرفة إنعاش، يحاولون إفاقته عبر بعض الفعاليات ليشعر الناس بالحياة، آملين بعودة هذا البلد كما كان وكما نحلم أن يكون".

وأضافت: "أحزن كثيراً والوضع يُبكي لأن من أصغر المواطنين الى أكبرهم يريدون ترك لبنان حيث ضاع عمرنا فيه محاولين تحسينه، لكن الشعب لا يشعر به متعلقين بالطوائف والأديان والزعماء وللأسف متجهين إلى الموت".

اقرأ أيضاً: