"بيكاسو اليوناني".. وفاة الرسام أليكوس فاسيانوس عن 86 عاماً

الرسام اليوناني أليكوس فاسيانوس إلى جانب إحدى لوحاته. 18 يناير 2018. - AFP
الرسام اليوناني أليكوس فاسيانوس إلى جانب إحدى لوحاته. 18 يناير 2018. - AFP
أثينا-أ ف ب

توفي الرسام أليكوس فاسيانوس المعروف بـ"بيكاسو اليوناني" وشخصياته المستوحاة من الأساطير والفلكلور في بلاده، الأحد، عن 86 عاماً في العاصمة أثينا.

وقالت فيكتوريا فاسيانو ابنة الرسام اليوناني، إن والدها الذي بقي طريح الفراش على مدى الأشهر الماضية في منزله بأثينا، توفي "أثناء نومه" بعد صراع طويل مع المرض.

وتوزعت حياة الرسام المتعدد المواهب بين اليونان وفرنسا، حيث درس الطباعة الحجرية في الكلية الوطنية للفنون الجميلة بجانب أسماء كبيرة في الأدب والرسم، من أمثال لويس أراجون ورينيه ماتيس وبابلو بيكاسو الذي كان معجباً به كثيراً، حتى أن البعض كان يلقبه بـ"بيكاسو اليوناني".

رسام "الحضارة الهيلينية"

وعلقت وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني على نبأ الوفاة، قائلة إن "كل أعمال فاسيانوس والألوان التي تملأ لوحاته والأشكال متعددة الأبعاد التي تهيمن على رسماته، تعبق برائحة اليونان"، واصفة إياه بأنه "من أبرز (الفنانين) المعاصرين الذين رسموا الحضارة الهيلينية".

وبلغ أليكوس فاسيانوس عامه الـ86 في 25 أكتوبر الماضي، لكنه توقف عن الرسم في 2019، إثر إصابته بمرض انتكاسي، على ما أفادت عائلته خلال لقاء العام الماضي.

وكانت ابنته التي ترأس جمعية "فاسيانوس إستيتس"، وزوجته ماريزا فاسيانو، أعلنتا افتتاح متحف يحمل اسمه في خريف 2022 داخل مبنى قديم في وسط أثينا أعاد تصميمه بالكامل الفنان مع صديقه المهندس المعماري كيرياكوس كروكوس.

بين الواقعية والتجريد

ووجه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس تحية الأحد، إلى الرسام والشاعر الذي كان يظهر "توازناً دائماً بين الواقعية والتجريد".

وقال إن أليكوس فاسيانوس "ترك لنا إرثاً ثميناً"، لافتاً إلى أن الفنان المتعدد المواهب دعا أخيراً إلى مواجهة الجائحة الحالية بروح من "التضامن والمحبة والتربية"، لأن "أكثرية أعماله تكرّم الإنسان".

ويُعرف فاسيانوس، بلوحاته وأعماله وأسلوب الطباعة الحجرية (ليثوجرافيا) المعروضة في العالم أجمع، حيث يمكن رؤية الدرّاج الذي كان يصادفه الفنان حين كان طفلاً لدى التوجه إلى الشاطئ، والشعر الذي يطيّره الريح بحسب التوصيف الوارد في قراءاته من الأساطير الإغريقية، وأسماك جزيرته المفضلة كيا، والأمواج الدائرية كما في ملحمة الأوديسة، والطيور التي تبسط جناحيها.. كل هذا وأكثر استحال بمثابة علامة خاصة بأعماله.

ورغم تشبيه أعماله بأسلوب ماتيس أو بيكاسو، نفى فاسيانوس باستمرار أن يكون قد استلهم أعماله من فنان أكثر من آخر، وكان يفضل القول إنه يستوحي من "77" ملهماً، وفق زوجته.

وكان فاسيانوس الرافض لأي ضغوط، يرسم من دون ظلال أو رسوم تمهيدية، شخصياته المستقاة من الميثولوجيا الإغريقية والفن البيزنطي أو الفطري.

اليونان.. مصدر الإلهام 

وجابت أعمال فاسيانوس أرجاء المعمورة، من باريس إلى ميونيخ مروراً بساو باولو. ويمكن رؤيتها خصوصاً في متحف الفن المعاصر في باريس ومؤسسة ماخت في جنوب فرنسا ومكتبة البيناكوتيك في أثينا.

وكرّمته فرنسا، وطنه الثاني، برتبة ضابط في جوقة الشرف ووسام الفنون والآداب الفرنسي، وتسلم هذا التكريم في أثينا سنة 2020. غير أن "الانتماء لليونان كان دائماً مصدر إلهام له، من الميثولوجيا إلى اليونان المعاصرة"، على حد تعبير زوجته.

وقالت الزوجة "لطالما كان يعتقد أن الفنان يجب أن يبدع بالاستناد إلى ما يعرفه". وهو كان يقول إن "ما أعرفه هي اليونان بزرقة سمائها، لذا كنت أرسم بالأزرق. كنت أعرف الجزر اليونانية والبحر والموج".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات