توفي الموسيقار السوداني بشير عباس، الخميس، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد مشوار فني طويل أثرى خلاله الساحة الفنية بألحانه التي تغنّى بها العديد من المطربين.
وكتبت "ألحان" ابنة الموسيقار السوداني في صفحتها على فيسبوك: "انتقل إلى رحمة مولاه راضياً مرضياً والدي الحبيب بشير عباس إثر علة لم تمهله طويلاً في مستشفى دبي بدولة الإمارات. وسوف يقبر في أرض بلاده السودان في مسقط رأسه حلفاية الملوك".
ونعى رئيس وأعضاء مجلس السيادة السوداني الفنان الراحل، ووصفه بأنه "رائد من رواد الموسيقى السودانية ومثقف أصيل، عمل طيلة حياته على نشر الثقافة السودانية والتبشير بها داخل وخارج السودان".
وأضاف المجلس في بيان: "لقد شكّل الراحل وجدان الشعب السوداني من خلال مؤلفاته الموسيقية وألحانه التي تغنّى بها العديد من الفنانين والمطربين، كما يعد واحداً من أبرز الشخصيات الفنية والموسيقية في البلاد في مجال التأليف الموسيقي".
وكتب عباس حمد، نجل شقيق الراحل، على إنستجرام: "السودان ينعى عليك اليوم عمي كنزنا الوطني. موهوب في العود. أول موسيقي أسس موسيقى الآلات كشكل فني في السودان. سفير عالمي لثقافتنا الموسيقية. مصدر إلهام ونور موجه لنا جميعاً. أنا فخور بأن أسمّي نفسي ابن أخيك. أنا آسف لأننا لم نتمكن من صنع الموسيقى التي تحدثنا عنها دائماً. أتمنى لو كان لدينا المزيد من الوقت. سأستمر في الحفاظ على إرثك وأدعو الله أن تكون دائماً فخوراً بي".
ولد عباس في حي حلفاية الملوك بالخرطوم بحري، وتعلّق بحب الموسيقى منذ صغره، وهو ما قوبل بالتشجيع من والده الذي أهداه أول آلة موسيقية في حياته.
تعلّم العزف على العود، وكان متأثراً بشكل خاص بالفنان فريد الأطرش، وانضم إلى الأوركسترا الفنية التابعة لإذاعة أم درمان. بدأ تقديم أعماله المتميزة قبل أن يسافر إلى الخارج ويتنقل بين أكثر من عاصمة ومدينة غربية، ما أسهم في تحقيقه انتشاراً واسعاً.
ألّف الراحل عشرات المقطوعات الموسيقية منها "أمي" و"نهر الجور" و"آسيا" و"ألحان" و"نبتة"، كما تعاون مع عدد من المطربين أمثال عبد العزيز محمد داود، وعائشة الفلاتية، وزيدان إبراهيم، وإنصاف فتحي وكذلك "فرقة البلابل".
وكان آخر ظهور للموسيقار الراحل قبل نحو أسبوعين في "إكسبو دبي 2020"، حين نظم "بيت العود الخرطوم" احتفالاً تحت رعاية منتدى دال الثقافي السوداني في إطار تمثيل السودان في المعرض. وشهدت زيارته للمعرض إهداء الراحل آلة عود من صناعة ورشة بيت العود في الخرطوم، تقديراً لفنه ورحلته.
اقرأ أيضاً:
