أفلام الأكشن تتصدر إيرادات السينما المصرية.. ومنتجون: منطقة آمنة

الملصق الدعائي لفيلم "الجريمة" - facebook/Almassa.Art.production
الملصق الدعائي لفيلم "الجريمة" - facebook/Almassa.Art.production
القاهرة-خيري الكمار

تحظى أفلام الأكشن والإثارة في السينما المصرية، باهتمام كبير من الجمهور، مقارنة بغيرها من الأعمال سواء كانت رومانسية أو كوميدية، إذ تتصدر شباك التذاكر، وتضمن بقاء فترة أطول في دور العرض. 

وشهدت دور العرض مؤخراً استمرار عرض بعض الأفلام، لأسابيع عدّة، بسبب إقبال الجمهور عليها، أبرزها فيلم "العارف" لأحمد عز، حيث حقق نحو 3.8 مليون دولار، و"موسى" و"ماكو"، اللذان حصدا كل منهما 1.1 مليون دولار كإيرادات، أما فيلم "الجريمة"، والذي لا يزال يُعرض حتى الآن، حقق نحو 1.5 مليون دولار. 

ويرى بعض العاملين في قطاع السينما المصرية، أنّ أفلام الأكشن والإثارة صارت تفرض نفسها بشكلٍ ملحوظ، حيث يُقبل عليها المنتجين رغم تكلفتها المرتفعة، لضمان تحقيقها إيرادات مرتفعة وتصدرها شباك التذاكر في أغلب الأحيان.

ويعتبر البعض أن في ذلك إشكالية كبيرة، بعضها لعدم رغبة المنتجين في تقديم أعمال ذات قيمة فنية، أو وجود أزمة في النصوص الكوميدية وغيرها. 

رغبة الجمهور 

وأوضح نائب رئيس غرفة صناعة السينما المنتج هشام عبدالخالق، أنّ المُشاهد العربي يميل إلى أفلام الأكشن والإثارة بطبيعة الحال، لذلك تتصدر هذه النوعية من الأعمال شباك التذاكر في السينمات، مؤكداً أن ذلك لا يُعني أن هناك حالة نفور من الأفلام الكوميدية، إذ أنها تحقق نجاحاً كبيراً حال تقديمها بشكلٍ جيد.

وأكد أن المنتج يبحث دوماً عن العمل الجيد، دون التركيز على نوعية معينة من الأفلام، مستشهداً بتجربته في فيلمي "الإنس والنمس" مع محمد هنيدي، و"الجريمة" لأحمد عز،  قائلاً إنّ "التنوع مطلوب، لكن يجب التركيز على رغبة الجمهور في النهاية وتقديم ما يناسبهم". 

وأشار إلى أن السينمات تستقبل أفلاماً جديدة تنتمي لنوعية الأكشن والإثارة، خلال الفترة المقبلة، منهم "العنكبوت" و"كيرة والجن"، مؤكداً أن هذه النوعية تُحقق إيرادات مُرضية للمنتجين. 

أزمة نصوص 

وقال المنتج والموزع جابي خوري، إنّ تصدّر أفلام الأكشن والإثارة في شباك التذاكر مؤخراً، يرجع إلى قِلة الموضوعات الفنية الأخرى سواء رومانسية أو كوميدية، كما أنها لا تحظى بالنجاح المرجو، متابعاً لـ"الشرق"، أن "الكوميديا كانت المنافس الأقوى لهذا اللون، لكنها تُعاني حالياً من أزمة كبيرة في الكتابة".

وأضاف أن "الجمهور يُقبل على أفلام الأكشن والإثارة، بشكلٍ مكثف مقارنة بغيرها من الأعمال، كونها تُقدم بتقنيات حديثة تعمل على إبهار المُشاهد وبشكلٍ جذاب". 

أما السيناريست مدحت العدل، يرى أنّ أزمة النصوص الكوميدية، دفعت المُنتجين للاتجاه إلى أعمال الأكشن والإثارة، باعتبارها المنطقة الآمنة، موضحاً لـ"الشرق"، أنّ "ما يهم المنتج فقط، هو التعاقد على عمل يُحقق له المزيد من الأرباح".

وأشاد بمستوى أفلام الأكشن والإثارة بالسينما المصرية في الآونة الأخيرة، من ناحية جودة الصورة والموضوع، قائلاً: "لدينا مُخرجين متميزين، قدموا أعمالاً جماهيرية ناجحة بعدما أتيحت لهم الفرصة، فالإيرادات التي حققتها هذه النوعية من الأفلام كانت غير مسبوقة".

البحث عن الأرباح 

وزعم المخرج مجدي أحمد علي، أنّ "المنتجين أخيراً، لا يهمهم تقديم أفلام سينمائية جيدة، بقدر سعيهم لصناعة أفلام تجارية تتماشى مع رغبات الجمهور، ما يضمن له تحقيق المزيد من الأرباح".

وقال إن أفلام الأكشن والإثارة تحظى بإقبالٍ جماهيري كبير، حيث حققت إيرادات ضخمة الفترة الماضية، مُعرباً عن استيائه الشديد بالأوضاع التي تشهدها السينما حالياً، قائلاً: "الأمر غير مُرضٍ تماماً على مستوى الإنتاج، لأن البحث عن المال فقط يدمر الصناعة".

وشدد على ضرورة تحقيق التوازن بين تقديم أعمال جيدة وتحقيق الأرباح، ما يُسهم في ازدهار السينما بشكلٍ حقيقي. 

من كواليس تصوير فيلم
من كواليس تصوير فيلم "موسى" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة

استغلال الفرص 

من جهته، قال المنتج صفوت غطاس، لـ"الشرق"، إن المنتج يتجه عادة إلى تقديم الأفلام التي يميل لها الجمهور، لا سيّما وأن السينما التجارية يهمها دوماً الإيرادات وتصدر شباك التذاكر، مُشدداً على ضرورة تقديم الأعمال الفنية بحرفية والاهتمام بمضمون القصة مهما كان نوعها.

وناشد غطاس، الكُتّاب، بضرورة تقديم أفكار جديدة، للاستفادة من فرص إقبال المُنتجين على صناعة أفلام مهما بلغت ميزانيتها، قائلاً: "أصبحنا نرى أفلاماً تكلفتها تجاوزت 70 مليون جنيهاً، ومن الممكن أن يكون الفيلم كوميدياً وفكرته بعيدة عن القوالب المعتادة".

وأشار إلى أنّ "بعض الأفلام لكبار النجوم تعرضت للفشل مؤخراً، ورُفعت من دور العرض لعدم إقبال الجمهور عليها، رغم إنتاجها الضخم، وذلك كونها لا تحمل فكرة جيدة".

 اقرأ أيضاً:

تصنيفات