أثارت أغنية "باي باي ثانوية"، للفنان المصري محمد رمضان، جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، لما يحتويه الفيديو كليب من مشاهد رقص وتعاطي للمخدرات، اعتبرها البعض لا تتناسب مع الفئة المستهدفة من الأغنية، خصوصاً أنهم في مرحلة المراهقة.
ورأى المعارضون للأغنية أن من الوارد أن يدفع الفضول المراهقين لتقليد صاحب الأغنية، فيما اعتبرها آخرون مشروعاً يحمل رسالة توعوية هادفة، إذا لم يتم التركيز على لقطات الرقص والمخدرات.
وتصدرت أغنية "باي باي ثانوية"، التي يخوض خلالها محمد رمضان تجربة التلحين لأول مرة، تريند موقع "يوتيوب" في مصر، وحققت مليوني مشاهدة في يومين.
تباين ردود الفعل
ونصح أحد المتابعين، أولياء الأمور، بعدم عرض أغنية "باي باي ثانوية" على أبنائهم، لما تحتويه من مشاهد تعاطي المخدرات أو الرقص، قائلاً: "احرصوا على إبعاد أطفالكم عند سماع الأغنية".
وأبدت متابعة أخرى، استياءها من وجود الأغنية على منصة رقمية مفتوحة، وعدم وجود تصنيف عمري لها، رغم بعض المشاهد التي يحتويها الفيديو كليب.
وقالت: "الأغنية في متناول الأطفال وطلاب الثانوية، ورغم ذلك لم نسمع خوفاً على قيّم المجتمع ولا هجوماً بحجة أن الأغنية تروج للممنوعات، وترسم صورة جميلة للمهلوسات، وتدس السم بالعسل، ولا أنها تريد أن تهدم الأسرة، وتبث أفكاراً غريبة في مجتمعاتنا. أرجو ألا يشاهدها الأطفال، عكس أغنية (قطر الحياة) للفنان أحمد مكي".
في المقابل، حظيت أغنية "باي باي ثانوية"، بردود فعل إيجابية، واعتبرها البعض بأنها أفضل عمل غنائي قدمه محمد رمضان حتى الآن. وقالت متابعة: "رغم إني لم أحب عملاً له قبل ذلك، فإني لا أستطيع إنكار نجاح أغانيه. تلك الأغنية تحديداً أراها من أنجح ما قدمه. ذكاؤه (محمد رمضان) أو ذكاء من يقف خلفه يستحق الاحترام رغم كل شيء".
وأشار أحد المتابعين، إلى أنّ "فكرة الأغنية تحمل دعماً كبيراً لشباب الثانوية، مع ما يمرون به من أشياء قد تعطلهم عن مذاكرتهم.. محمد رمضان قدم أغنية توعوية من وجهة نظري".
"رسالة توعوية"
من جهته، قال ياسر سامي، مخرج أغنية "باي باي ثانوية"، لـ"الشرق"، إن "العمل يحمل رسالة واضحة، وهي ضرورة ابتعاد طلاب الثانوية عن أصدقاء السوء والتركيز قبل الامتحانات".
وأضاف أن "فريق العمل كان حريصاً على خروج الفيديو كليب بشكلٍ خفيف وطريف، لذلك أظهرنا مساعي صديق السوء، لتشتيت ذهن صديقه قبل الامتحانات، وإخراجه عن تركيزه ودفعه لاتباع سلوكيات وأفعال مرفوضة".
وكشف سامي عن رغبة محمد رمضان، في طرح الفيديو كليب، في هذا الوقت المبكر، وقبيل الامتحانات بنحو 4 شهور، حتى يستفيد منه طلاب الثانوية، من خلال إدراك رسالة العمل والتفوق في دراستهم، لأن "من وظائف الفن، معالجة السلبيات"، وفق قوله.
"فيديو ترفيهي"
ورفض الناقد طارق الشناوي، الهجوم على أغنية "باي باي ثانوية"، واتهامها بأنها تروج للمخدرات، قائلاً لـ"الشرق"، إن "الفيديو كليب ضد المخدرات، ولا بد أن نعترف أن هناك جزءاً من طلاب المرحلة الثانوية يتعاطون هذه الممنوعات".
وأشار الناقد الفني إلى أفلام تناولت تعاطي الأطفال للمواد المخدرة، وهم في عمر الـ10 سنوات، موضحاً أنّ "الهدف من أغنية محمد رمضان الجديدة، ترفيهي وليس توعوياً".
وناشد بضرورة تقييم الأعمال الفنية بهذا الشكل الصارم، قائلاً: "إذا وقفنا بالمرصاد أمام كل مشهد بهذا الشكل، فلن يكون هناك جريمة أو أشرار في الأعمال الفنية".