غيّب الموت الكاتب المسرحي والسيناريست يسري الجندي، عن عمر ناهز 80 عاماً، قضى منها ما يزيد على نصف قرن في ساحة الكتابة المسرحية والتلفزيونية والسينمائية والإذاعية.
ورحل مؤلف مسلسل "ناصر" بعد أزمة صحية ألزمته المنزل، ولم تسمح له بالتواجد في الوسط الفني أو الفعاليات الثقافية وإن لم تمنعه من الكتابة، إذ كانت آخر أعماله في الإذاعة المصرية قبل 3 أعوام بعنوان "عين الحياة" بطولة عبد الرحمن أبو زهرة ويسرا اللوزي.
وأكد منير مكرم، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، لـ"الشرق"، رحيل الكاتب يسري الجندي، الأربعاء، مشيراً إلى أن موعد الجنازة والعزاء لم يتحدّدا بعد.
البداية في المسرح
وُلد الكاتب يسري الجندي في عام 1942 بمحافظة دمياط شمالي مصر، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة في عام 1977.
قدم عدداً كبيراً من الأعمال المسرحية من بينها "السيرة الهلالية"، و"عنترة"، "الإسكافي ملكاً"، "اليهودي التائه"، و"الساحرة"، و"واقدساه"، و"علي الزيبق".
واستطاع عبر مشواره المسرحي أن يحتل مكانة كبيرة بين رواد الكتابة التراثية للمسرح، مستلمهاً حكايات السير الشعبية في أعماله.
بدأ الجندي مشواره مع الدراما التلفزيونية من مسلسل "أنهار الملح" للمخرجة علوية زكي في عام 1977، وهو بطولة أحمد زكي، ثم توالى بعد ذلك إنتاجه في الدراما التلفزيونية والتي أبدع خلالها في تقديم الدراما التاريخية والتراثية مثل مسلسلات "السيرة الهلالية"، و"حجا المصري"، و"الطارق"، و"ألف ليلة وليلة"، و"رابعة تعود"، و"نسيم الروح"، و"سقوط الخلافة" و"خيبر".
كما قدم العديد من الأعمال الاجتماعية والمعاصرة أشهرها مسلسلات "نهاية العالم ليست غداً"، و"التوأم"، و"سامحوني مكانش قصدي"، و"شارع المواردي"، و"من أطلق الرصاص على هند علام".
قدم يسري الجندي مسلسل "ناصر" مع المخرج السوري باسل الخطيب في عام 2008، ثم أصدر الحلقات في كتابين عقب نجاح المسلسل.
أخلص يسري الجندي للكتابة المسرحية والتلفزيونية، ولم يقدم في السينما سوى 6 أفلام فقط طوال مسيرته الفنية، أبرزها "سعد اليتيم" مع المخرج أشرف فهمي، و"الذئاب" للمخرج عادل صادق، و"نحب عيشة الحرية" في عام 2001 مع المخرج عادل الأعصر.
وليسري الجندي عدد من المشاريع المؤجلة التي لم يتم تنفيذها، أبرزها مسلسل "همس الجذور" الذي كان مقرراً أن يخرجه إسماعيل عبد الحافظ قبل رحيله ثم توقف بعدها.
عمل يسري الجندي في وزارة الثقافة منذ عام 1970، وشغل منصب مدير مسرح السامر في القاهرة عام 1974، كما شغل منصب مدير الفرقة المركزية للثقافة الجماهيرية في عام 1976، ثم مدير عام إدارة المسرح، ثم مستشار رئيس الهيئة للشؤون الفنية والثقافية، حتى أحيل للمعاش في 5 فبراير 2002.