خيم الحزن على الوسط الفني في مصر، لرحيل الممثل عهدي صادق، والذي وافته المنية الاثنين، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمز ناهز 71 عاماً، حيث كان يخضع للعلاج داخل العناية المركزة بأحد مستشفيات القاهرة، قرابة الأسبوعين.
وأثرى عهدي صادق الساحة الفنية على مدار 5 عقودٍ كاملة، وارتبط به الجمهور رغم عدم تقديمه أدور البطولة، حيث شارك في أعمالٍ تليفزيونية وسينمائية حظيت بنجاحٍ جماهيري.
عهدي صادق، من مواليد 16 نوفمبر عام 1950، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، وانطلق مشواره الفني نهاية الستينات، من خلال الأدوار القصيرة والسهرات التلفزيونية، لكنه تميز بأداء الأدوار الصعبة التي تظل في ذاكرة المشاهدين خصوصاً التلفزيونية، مثل "ليالي الحلمية" و"بوابة الحلواني".
مفتاح النجاح
وأعلنت وفاته سامية جاهين ابنة الشاعر الراحل صلاح جاهين عبر حسابها الشخصي على فيسبوك، ناعية إياه بكلمات مؤثرة.
ونعت الدكتورة والفنانة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، المُمثل الراحل، إذ قالت إنّ "عهدي صادق أحد مفاتيح نجاح الكثير من الاعمال التى شارك بها"، مشيرة إلى تميزه فى تجسيد الشخصيات المركبة.
وقدّم "البيت الفني للمسرح"، برئاسة الفنان إسماعيل مختار، العزاء لأسرة عهدي صادق، قائلًا في بيانٍ صحافي، إن "الراحل ترك لجمهوره رصيداً فنياً تنوع بين السينما والتلفزيون والمسرح، فهو أحد أهم نجوم الدراما المصرية".
ولفت إلى أن الراحل ترك بصمة كبيرة في المسرح، من خلال مشاركته في عدد من العروض المسرحية منها " القاهرة في ألف عام"، و"ليلة القبض على بابا"، و"البعبع" و"الملك لير".
حالة فريدة
وقالت الفنانة لبلبة، لـ"الشرق"، إن "الراحل كان فناناً متميزاً والابتسامة لم تكن تفارق وجهه، فقد عاش حياته وحيداً لا يملك سوى أصدقاءه ومُحبيه، وكل أدواره الفنية مهمة للغاية ولها تأثير بالغ الأهمية على الجميع".
أما الفنانة سلوى خطاب، أكدت لـ"الشرق"، أنّ عهدي صادق كان قنوعاً في حياته ولم يطمع في أي شيء، وكان يتمتع بموهبة فنية شديدة جدًا.
ومن جهته، يعتبر المخرج مجدي أحمد علي، عهدي صادق، "واحداً من الموهوبين في الدراما المصرية، وترك تاريخاً لا يُنسى"، مثل "ليالي الحلمية" و"زيزينيا"، متابعاً: "عندما كنت أقابله كانت الجلسة لا تخلو من الضحك، فهو كوميديان من الدرجة الأولى، وماهر في التراجيديا.. إنه متنوع ومتمكن بشكل رائع".
وشدد الناقد طارق الشناوي، على قوة العلاقة بين سعيد صالح وعهدي صادق، إذ كانت تجمعها علاقة وطيدة على المستوى الفني والإنساني، قائلًا لـ"الشرق"، إن "عهدي عُرف من خلال الأدوار الصغيرة لكنه أجاد في تقديمها، ولم يطمع في النجومية، ولم يشكُ حاله لأحد".
موهبة واحتراف
وحرص عدد كبير من الفنانين، على نعي الراحل، منهم الممثل أحمد فهمي، ومحمد عبد الرحمن نجم "مسرح مصر"، والمخرج عمرو عرفة، والمنتج محمد العدل، وحسام داغر.
وأعربت الفنانة الاستعراضية شريهان، عن حزنها الشديد بوفاة عهدي صادق، واصفة إياه بقوله: "من أجمل و أطيب وأنقى وأنبل البشر. أداء تلقائي بموهبة واحتراف كوميديا وتراجيديا.. موهبة وخلق وأخلاق وتواضع والتزام".
كما ودع الفنان نبيل الحلفاوي، صديقه الراحل، حيث كتب عبر حسابه على "تويتر"، قائلًا: "وداعاً للفنان الرقيق الملتزم المحترم المهذب المعجون بالإنسانية والمودة والمحبة".
وترى الممثلة ندى بسيوني، أنّ "عهدي صادق كان صاحب بصمة خاصة، ودائم الطلة المُحببة للجمهور، رحل بجسده لكن يبقى خالداً بأعماله التي تمثل علامات في الفن والدراما المصرية".
رحلة فنية
وأثرى المُمثل عهدي صادق، المكتبة الفنية، بأكثر من 240 عملاً فنياً، ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، وظل يعمل بالفن حتى الأيام الأخيرة من حياته، وسيشهد شهر رمضان المُقبل، عرض أحدث مسلسلاته بعنوان "السر"، الذي انتهى من تصويره قبل سنوات، ويجمعه بالفنان حسين فهمي ووفاء عامر.
وقدّم عهدي صادق، العديد من الأعمال الفنية، منها "رأفت الهجان، و"أرابيسك"، و"حلم الجنوبي"، و"زيزينيا"، و"جحا المصري" و"فارس بلا جواد"، ومن ضمن أفلامه "المتوحشة"، و"أنياب"، و"الكيف" و"اليوم السادس".