تسيطر الأعمال الكوميدية ذات النكهة النقدية اللاذعة والدراما الاجتماعية، على خريطة الدراما الرمضانية، في دول المنطقة المغاربية والتي تضم تونس، والجزائر، والمغرب، وليبيا وموريتانيا.
وتراهن الدراما المغربية في رمضان على جذب جمهورها عبر الكوميديا والقضايا الاجتماعية المقتبسة من يوميات المواطن المغربي، ومن هذه الأعمال "بنات السي الطاهر"، "كابتن حجيبة" و"الفلوكة"، أما الأعمال الجزائرية والليبية فتتجه نسبياً نحو القضايا الأسرية النمطية، بعيداً عن الواقع السياسي في المنطقة.
كوميديا مغربية
وتعود الممثلة الكوميدية حنان الفاضلي إلى الدراما التليفزيونية، من خلال مسلسل "بنات السي الطاهر"، إذ تُجسد شخصيتين في آنٍ واحد، وهما الأختين "فاطمة" و"زهرة"، الأولى فتاة تقليدية تكره الموضة، والثانية عاشقة لآخر الصيحات العصرية وتهتم بجمالها وأناقتها، حيث تدور أحداث العمل في إطار كوميدي خفيف.
كما يُعرض سيت كوم بعنوان "كابتن حجيبة"، من بطولة ابتسام العروسي وفرح الفاسي وهاجر مصدوقي وعبد الصمد الغرفي، وإخراج ربيع شجيد، وتدور الأحداث داخل حي شعبي عن امرأة ستينية بسيطة، تقود فريق كرة قدم نسوي، وتعيش الكثير من المواقف الإنسانية.
وتضم خريطة الأعمال الكوميدية مسلسل "الفلوكة"، من بطولة محمد باسو وحسن فلان وفضيلة بنموسى، والإخراج لإلهام العلمي، وتدور الأحداث حول قصة الشاب "البشير"، الذي يتطلع لشراء مركب وتحويله لمطعم متنقل، وفي "الفلوكة" تتعدد الشخصيات في طرح اجتماعي نقدي ساخر، يكشف عن الكثير من ملامح الشخصية المغربية بتناقضاتها ومشاغلها.
قضايا عائلية
كما تتضمن خريطة المسلسلات المغربية عدداً من الأعمال التي تتناول قضايا عائلية مختلفة، من أبرزها الجزء الرابع من مسلسل "سلمات أبو البنات" للكاتب والمخرج هشام الجباري، وهو من بطولة محمد خويي وسعدية لديب وعمر لطفي وسلمي صلاح وفاطمة الزهراء بلدي وبديعة الصنهاجي.
ويُشرّح المسلسل مشاكل الأسرة والعلاقات المتشابكة لأفرادها، في طرح يسلط الضوء على قضايا اجتماعية ملحة.
أما المسلسل المُنتظر أن يثير جدلاً واسعاً، فهو "أولاد الدرب" للكاتبة فاتن اليوسفي، والمخرج ياسين فنان، كونه يتعلق بحرب المعلومات والابتزاز، وهو من بطولة أمين الناجي وهدى مجد والمهدي فولان وفاتي جمالي وفاطمة الزهراء قنبوع.
وتدور أحداث المسلسل حول مجموعة شباب يمتلكون مهارات استثنائية في مجال القرصنة الإلكترونية، يسرقون معلومات مهمة، ويبتزون أصحابها من الشخصيات المؤثرة وذات المكانة في المُجتمع.
الدراما الجزائرية
ويواصل صُناع الدراما في الجزائر الاستعانة بكوميديا الموقف للتعبير عن الهواجس والمشاغل الاجتماعية، ومن بين هذه الأعمال المسلسل الكوميدي "عاشور العاشر" للمخرج جعفر القاسم، و"دقيوس ومقيوس" للثنائي نبيل العسلي ونسيم حدوش.
ومن الأعمال الجزائرية التي تدور في إطار اجتماعي، مسلسل "يما 3" للكاتب سفيان دحماني، والمخرج التونسي مديح بلعيد، ومسلسل "بنت البلاد" للكاتبة منال مسعودي، والمخرج يوسف محساس، و"بابور اللوح" للمخرج التونسي نصر الدين السهيلي، وهو من بطولة يوسف السحيري ومحمد خساني.
كما تعرض أعمالاً درامية تدور أحداثها في إطار اجتماعي تاريخي، مثل مسسل "عندما تجرحنا الأيام" للمخرج عمار سي فضيل، و"أنين الأرض" للمخرج مسعود لعايب، و"عين الجنة" للمخرج كريم موساوي.
الدراما الليبية
وتحضر الدراما الليبية في رمضان بعددٍ من المسلسلات ذات الإنتاج الضخم، أبرزها مسلسلي "السيرة العامرية" للمخرج نزار الحراري، و"السرايا" لأسامة رزق.
ويشترك هذين المسلسلين في اهتمامهما بطرح التاريخ السياسي والثقافي والاجتماعي لليبيا، بأسلوب جريء يحمل الكثير من الإسقاطات على الواقع الراهن.
ويستحضر مخرج "السيرة العامرية" الماضي الثري ثقافياً وتراثياً، اعتماداً على الكتابة السردية الشعرية وحضور الراوي والمشاهد التوثيقية.
أما مخرج "السرايا" فيغوص في خفايا التاريخ، عبر رصده لمرحلة مفصلية من تاريخ تأسيس الدولة الليبية، وهي فترة صراع أبناء علي باشا القره مانلي على حكم طرابلس بين عامي 1783 و1795.
وتضم خريطة الدراما الليببة عدداً من المسلسلات الاجتماعية، منها مسلسل "حارس الصحراء" عن حياة الطوارق على الحدود الليبية مع الجزائر والنيجر، المقتبس من قصص الأجداد والحكاية الشعبية "الشمس بين حيطتين".
كما يُعرض مسلسل "العهد مهيار" عن الأسر الليبية التقليدية والقيود الاجتماعية الموروثة، وهو من كتابة السيناريست السوري عبد العزيز قاسم وإخراج علاء بوفضيل، ومن بطولة لطفية إبراهيم، وعبد الرزاق أبوروينة، والسوري عبد الرحمن سلام، وصياد حجازي وزينب الحمدان.
كما انطلق الجزء الرابع من مسلسل "شط الحرية" في شهر رمضان، والذي يُعد الإنتاج الأعلى في تاريخ الدراما الليبية، إذ تم بيعه مقابل 650 ألف دولار.
تعاون وانفتاح
وتشهد تونس، حالة من النشاط والانفتاح داخل القطاع الفني، مقارنة بالعام الماضي، إذ يظهر ذلك واضحاً في المسلسلات التي سيعرضها موسم دراما رمضان 2022، فضلاً عن تنوع الأعمال الدرامية ما بين الكوميدي والاجتماعي والفانتازيا التاريخية، مثل مسلسل "براءة" بطولة سامي الفهري، و"حرقة الضفة الأخرى" للأسعد الوسلاتي، و"كان ياماكانش" لعبد الحميد بوشناق.
ويتعاون عدد من النجوم الجزائريين في مسلسلات تونسية هذا العام، منهم يوسف السحيري ومحمد رغيس، من خلال ظهورهم في الجزء الثاني لمسلسل "الفوندو" للمخرجة سوسن الجمني، الذي يطرح قضايا سياسية واجتماعية تهم البلدين.
ويجمع المسلسل الكوميدي "حب ملوك"، للمخرج نصر الدين السهيلي، أسماء فنية تونسية وجزائرية، من بينها الفنانة التونسية منى نور الدين وجمال المدني وفتحي المسلماني، وكذلك الفنان الجزائري مراد أوجيت، ومينة لشطر ومحمد بوشايب.
ويضم مسلسل "فندق المغرب العربي"، ممثلين من الدول المغاربية منهم الممثلة التونسية كوثر بالحاج، والليبية خدوجة صبري، وعاشور بوراس من الجزائر، والفنان المغربي حسين ميكيات، والموريتاني محمد شيخاني.
كما تستضيف تونس، عدداً من الأعمال الدرامية المغاربية للتصوير على أرضها، مثل مسلسلي "السيرة العامرية" و"السرايا"، مع الاستعانة بطاقم تقني تونسي وعدد من النجوم التونسيين، مثل أحمد الحفيان وكمال التواتي.