مصر.. برلماني يطالب بوقف عرض مسلسل "انحراف"

الملصق الدعائي لمسلسل "انحراف" بطولة الممثلة المصرية روجينا  - facebook.com/rogena.amiin
الملصق الدعائي لمسلسل "انحراف" بطولة الممثلة المصرية روجينا - facebook.com/rogena.amiin
القاهرة-خيري الكمار

طالب برلماني مصري بوقف عرض مسلسل "انحراف" للممثلة المصرية روجينا، بعد عرض الحلقة الأولى منه تحت دعوى تضمنه لمشاهد عنف وقتل، فيما خرجت بطلة العمل لتدافع عن المسلسل في بث حي على "فيسبوك".

وتظهر روجينا، التي تؤدي شخصية الطبيبة النفسية حور، في المشهد الذي اعترض عليه النائب، مع زوجها في المسلسل، رجل الأعمال "طلعت الدقاق" (الممثل محمد لطفي)، وهي تصطحبه إلى مكان ناءٍ لقتله، بسبب كرهها الشديد له.

وقامت "حور"، في نهاية الحلقة بتجهيز مادة كيمائية سامة للتخلص من زوجها، وأعطتها له باعتبارها مادة مهدئة، لكنه سرعان ما شعر بإعياء شديد، وسقط مغشياً عليه، لتتخلص منه نهائياً بعد ذلك باستخدام سلاح ناري.

ويشارك في بطولة المسلسل الذي يعرض في سباق دراما رمضان، كل من محمد لطفي وريهام سعيد وأحمد صفوت، وسميحة أيوب، وهو من إخراج رؤوف عبد العزيز.

مذكرة عاجلة 

ودفع مشهد القتل بعضو مجلس النواب المصري، محمد عبد الله زين الدين، للتقدم بمذكرة عاجلة لرئيس مجلس النواب المصري، المستشار حنفي جبالي، يطالب فيها باتخاذ إجراءات صارمة ضد صُناع مسلسل "انحراف"، ومنعه من العرض، مبرراً طلبه بأن "العمل يحتوي على مشاهد عنف، وصلت إلى حد القتل"، بحسب صحيفة "المصري اليوم".

وقال النائب البرلماني، في بيان، إنّ "المسلسل لا يلتزم بقيم وعادات الأسرة المصرية، وهذا دليل قاطع على أن الضوابط التي وضعها المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام والمتعلقة باتباع الكود الإعلامي والأخلاقي، لم يُلتزم بها".

وشدد البرلماني المصري، على "ضرورة خلو الأعمال الفنية من مشاهد العنف والكراهية التي قد تحفز المُشاهد لمُمارستها"، مطالباً باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المسلسلات التي "تشوه صورة المرأة عمداً، ولا تراعي المعايير الأخلاقية".

قضايا مجتمعية مهمة

من جانبها، أعربت روجينا، عن حزنها الشديد، للمطالبات البرلمانية بوقف المسلسل، قائلة إنّ "ذلك يُعد ظلماً كبيراً يُمارس ضدي، وضد عمل فني يتناول قضايا مجتمعية مهمة".

وقالت روجينا، في بث مباشر على موقع "فيسبوك"، إن أحداث مسلسل "انحراف"، مستوحاة من قضايا حقيقية موجودة في الواقع، متابعة: "هدفي تغيير المجتمع، خاصة أن الفن مرآة للواقع الذي نعيشه، وهو القوة الناعمة والمؤثرة، والكلمة قد تؤثر وتبني وتغير أشياء كثيرة للأفضل". 

وأشارت إلى رغبتها في مساندة المرأة المصرية، من خلال تقديم قضاياها في أعمال فنية، مشيرة إلى أن مشهد القتل محل الخلاف مبني على أحداث أخرى سوف يتم سردها في الحلقات المقبلة. 

وأبدت روجينا، دهشتها من إطلاق "أحكام غير ناضجة" بناءً على مشهد أو حلقة واحدة، مُشددة على ضرورة متابعة الحلقات المقبلة لفهم الدوافع التي أدت بالشخصية للقتل.

وقالت إن المطالبة بوقف المسلسل، قد تطيح بمجهود أكثر من 200 فرد عملوا بالمسلسل.

المحاكم المصرية

ومن جهته، استنكر مؤلف المسلسل، الكاتب مصطفى شهيب، إطلاق أحكام على عمل فني بمجرد عرض الحلقة الأولى منه، واتهامه بإفساد القيم الأخلاقية، لافتاً إلى ضرورة "إظهار الجانب الشرير في المجتمع، حتى نكشف الجانب الطيب".

وقال شهيب، لـ"الشرق"، إنّ "القصص الموجودة داخل المسلسل، كلها أحداث حقيقية من أرشيف المحاكم المصرية، أبطالها فعلوها ولا أقوم بتأليف قصص، فقط أرصد انحراف النفس عن الطبيعة البشرية، فالعمل بمثابة ضوء أحمر لما يحدث، ولا يمجد الأفعال الشريرة".

واعتبر  الناقد طارق الشناوي، أنّ "تفرغ أعضاء مجلس النواب لمحاكمة الأعمال الفنية بشكلٍ أخلاقي، وتعاطف شريحة من المجتمع معهم، أمر كارثي".

وأوضح الشناوي، لـ"الشرق"، أن "الدراما شخصيات تعالج موضوعات من المجتمع، فلا يجوز اتهامها بأن موضوعاتها هي التي تنعكس على المجتمع وتجعله عدوانياً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات