يخوض الممثل المصري شريف سلامة، تجربة فنية جديدة في دراما رمضان هذا العام، من خلال التعاون لأول مرة مع الفنانة نيللي كريم والمخرج محمد العدل، في مسلسل "فاتن أمل حربي".
ويجسد شريف سلامة، شخصية "سيف الدندراوي" طليق "فاتن" (نيللي كريم)، والذي يتعامل معها بقسوة وعنفٍ شديدين، وأثار هذا الدور جدلاً كبيراً عبر مواقع التواصل، لما يحتويه من جرعة كبيرة من العنف واضطهاد المرأة.
وتدور أحداث العمل، عن "فاتن" بعد طلاقها من "طارق" واستحالة العشرة بينهما، وعلى الرغم من محاولته إقناعها بفتح صفحة جديدة إلا أنها ترفض، وتجد نفسها في مواجهة قانون، قد يحرمها من حقوقها وأبنائها إذا تزوجت من آخر لتقرر بعد معاناة مع طليقها التصدي لتغيير هذا القانون المجحف لتحتضن أبنائها.
ويشارك في بطولة المسلسل أيضاً هالة صدقي، وخالد سرحان، ومحمد الشرنوبي، ومحمد ثروت وفادية عبد الغني، وهو من تأليف إبراهيم عيسى، وإخراج محمد العدل.
التعاون الفني الأول
وأشاد الممثل شريف سلامة، خلال حواره مع "الشرق"، بتجربته الفنية الأولى مع الفنانة نيللي كريم، واصفاً إياها بـ"الموهوبة التي تبحث دوماً عن الأدوار الدرامية الصعبة، وتركز في كل التفاصيل المتعلقة بالعمل"، متابعاً "تجمعنا كيمياء فنية كبيرة، كما تساعدني في تقديم كل مشهد بأداءٍ قوي".
ونفى سلامة، ما يشاع عن إصابة نيللي كريم خلال التصوير مشاهد الاعتداء، مؤكداً أنّ هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة "اتفقت مع نيللي علي كل التفاصيل الخاصة بالضرب، ولم يحدث لها أي إصابات أو خسائر، وكل الحركات والانفعالات كانت تحت إشراف المخرج محمد العدل".
وأوضح أنه بذل جهوداً ضخمة في التحضير لهذا المسلسل، قائلاً: "ركزت في كل التفاصيل، وكانت هناك رغبة في خروج التجربة على قدر عالٍ من الاختلاف والتميز، وسعادتي كبيرة أنني كنت عند حسن ظن فريق العمل، وأعتقد أنني كنت علي قدر الرهان الذي وضعني فيه المخرج محمد العدل".
وقال إنّ "الكاتب إبراهيم عيسى يعرف جيداً توصيل فكرته في كل مشهد، فهو يمتلك رؤية كبيرة في طرح أفكاره، وساعده في ذلك المخرج محمد العدل الذي صنع خلطة فنية متميز داخل العمل".
شخصية غير سوية
وأبدى شريف سلامة، دهشته من التفاعل السريع مع القضية التي يتناولها مسلسل "فاتن أمل حربي"، بالتزامن مع عرض الحلقات الأولى، واعتبره "دليلاً على نجاح العمل ووصول الرسالة إلى الجمهور في وقتٍ قصير".
ورأى أنّ "مهمة الفن لا تقتصر على الترفيه فحسب، إذ أن لها دوراً في تحريك القضايا المسكوت عنها ومحاولة تغييرها للأفضل"، معرباً عن آماله بأنّ يسهم هذا المسلسل في تغيير قانون الأحوال الشخصية، "فالأزمات بين الزوجين يدفع ثمنها الأبناء وتوثر سلباً على حياتهم".
وأكد الممثل المصري، أنّ شخصيته الحقيقية بعيدة تمامًا عن "سيف الدندراوي"، الذي يراه شخصاً غير سوي، وشدد على ضرورة "عدم تعميم نموذج سيف الدندراوي على الرجال، فهذه النماذج استثنائية، بينما قطاع كبير منهم يقدر المرأة ويؤمن بوجودها".
في مرمى الهجوم
وأشار شريف سلامة، إلى الهجوم الكبير الذي تلقاه عبر مواقع التواصل خلال الأيام الماضية، نظراً للسلوك السيئ الذي يظهر به داخل المسلسل، قائلاً: "اكتشفت أن النجاح يكون في بعض الأوقات بالهجوم علي الدور".
وأضاف أنّ زوجته الممثلة داليا مصطفى، فوجئت بحجم الشر والعنف الذي يمارسه داخل المسلسل، إذ وصفت الشخصية بـ"البشعة جداً"، لافتاً إلى أنها دافعت عنه عبر منصات التواصل بعدما رصدت الهجوم الكبير عليها، كونها تدرك مدى احترامه للمرأة بشكلٍ عام وعدم تعامله بعنف وقسوة في الواقع، وذلك حسب قوله.
وأكد أنه لم يشغل باله بالبطولة المطلقة، بقدر اهتمامه بقيمة ورسالة الدور، مضيفاً: "أحب دوماً الوجود بأعمالٍ مميزة، وأستغل كل الفرص المتاحة أمامي، فأنا أحب اللعبة الجيدة، من خلال تقديم شخصيات فنية تعلق في أذهان الجمهور وتعيش في وجدانهم، وأعتقد أنّ البطولة المطلقة لن يكون لها قيمة بالنسبة لي إذا كانت غير مؤثرة".
المنافسة
وعن مدى اهتمامه بالمنافسة في شهر رمضان، قال شريف سلامة: "لا أضع نفسي في المنافسة إطلاقاً، أهتم فقط بتقديم دوري بإتقانٍ شديد والحكم في النهاية للجمهور، كما أنه لا يجوز المنافسة بين أعمال مختلف تتناول قضايا مجتمعية متنوعة، فالأهم بالنسبة لي، أنّ تصل الأفكار للمشاهد ويستفيد منها".
وأضاف أنّ "العمل الجيد يفرض نفسه، والجمهور العربي متذوق للفن ويجمع على الأعمال القوية ويتابعها حتى النهاية، وذلك لم يتأثر بالحملات الإلكترونية الموجهة عبر منصات التواصل، فصارت هناك حالة من الوعي الكبير لدى المشاهد".
وأشاد بالتنوع الدرامي الحاصل في موسم رمضان، وهو ما يسهم في إثراء شاشة التلفزيون، قائلاً: "أمر جيد أن ترصد الدراما كل قضايا المجتمع وتبحث عن حلول لها".
