بدأ العد التنازلي لانتهاء موسم دراما رمضان 2022 في مصر، بمشاركة 30 مسلسلاً متنوعاً، ما بين الكوميدي والاجتماعي والدراما البوليسية، مقابل 26 مسلسلاً قٌدّم العام الماضي.
ويُعد الجانب المادي والتكلفة الإنتاجية، أبرز ما يشغل بال قطاع كبير من الجمهور، إذ تخرج أرقام من آنٍ لآخر بعضها به نوع من المبالغة، في حين اختار القائمون على الإنتاج عدم الحديث صراحة عن الميزانيات النهائية للعمل، ورفضوا إعلان أي أرقام تخص أجور النجوم أو تكلفة الأعمال.
وتشير أرقام تقريبية جمعتها "الشرق" من مصادر في صناعة الدراما بمصر، إلى أنّ ميزانية إنتاج المسلسلات المُشاركة في موسم دراما رمضان الحالي، تجاوزت المليار جنيه مصري (حوالي 54 مليون دولار أميركي)، فيما استحوذت 10 أعمالٍ على 60% من إجمالي التكلفة، وذلك لضخامة الأعمال على المستوى الفني والتقني.
واستحوذت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على نصف الخريطة الدرامية تقريباً، إذ تعرض 14 مسلسلاً عبر قنواتها، كما نجحت في تسويق بعضها لقنوات خليجية بجانب منصات Watch IT وشاهد وViu، أما الباقي يُعرض عبر قنوات تليفزيونية أخرى، أبزرها Mbc مصر.
زيادة كبيرة
وبحسب مصادر "الشرق"، فإن ميزانية الأعمال المطروحة في موسم رمضان الحالي، زادت بنسبة 30% تقريباً، مقارنة بالعامين الماضيين، وتم توجيه تلك الزيادة إلى إيجار أماكن التصوير والانتقالات والسفر، فيما ظلت أجور الفنانين ثابتة كما هي منذ العام الماضي، ولم تشهد أي تغيرات نهائياً.
وتراوحت ميزانية 10 مسلسلات ما بين 60 إلى 100 مليون جنيه، بسبب أن أبطالها من أبرز النجوم الذين يحصلون على أجور مرتفعة، كما أنها تطلبت السفر والتصوير في أماكن خارجية.
وتضم هذه القائمة مسلسلات "العائدون"، و"توبة"، و"جزيرة غمام"، و"فاتن أمل حربي"، و"أحلام سعيدة"، و"سوتس بالعربي"، و"المشوار"، و"دايما عامر"، و"الكبير أوي 6" و"بطلوع الروح".
ويتصدر مسلسل "الاختيار 3"، قائمة الأعمال الأكثر تكلفة، كونه يضم 5 نجوم، وهم: أحمد السقا، وكريم عبد العزيز، وأحمد عز، وياسر جلال، وخالد الصاوي وأوضح مصدر لـ"الشرق" في الشركة المنتجة، أنه "رغم تقليل هؤلاء النجوم لأجورهم، إلا أنّ الرقم الذي تحصلوا عليه في النهاية لا يزال ضخماً كميزانية لمسلسل واحد".
سياسات داخلية
ومن جهته، قال المنتج صادق الصباح لـ"الشرق"، إنّ: "هناك لجنة متخصصة تضع ميزانية كل مسلسل حسب المطلوب، ولا نبخل على عملٍ بعينه، إذ نسعى جاهدين لتقديم أفضل محتوى درامي يليق بالجمهور"، رافضاً الإعلان عن ميزانية أي مسلسل، وقال: "هذه سياسات داخلية تخص الشركة، ولا يجب الإفصاح عنها".
أما المُنتج طارق الجنايني، يرى أنّ: "ميزانية المسلسلات شهدت ارتفاعاً منذ العام الماضي"، قائلاً لـ"الشرق" إنّ: "كل مُنتج يدرس المشروع قبل البدء في تنفيذه، ويطلع على كل التفاصيل، فليس هناك داعٍ للمخاطرة، لكن بشكلٍ عام الأعمال المعروضة يبدو أنّها تطلبت تكلفة عالية، وهذا واضح على مستوى الصورة والتقنيات المُستخدمة".
وذكر محسن بغدادي، المُشرف العام على الإنتاج داخل شركة "الباتروس" المُنتجة لمسلسل "دايما عامر"، أنّ "أجور المُمثلين المُشاركين في العمل تجاوزت 44 مليون جنيه، فيما بلغت ميزانية المسلسل 100 مليون جنيه".
وأرجع أسباب ارتفاع ميزانية المسلسلات هذا العام، إلى غلاء الأسعار وإيجار مواقع التصوير، موضحاً أنّ إيجار الشقة في اليوم الواحد حالياً يصل إلى 40 ألف جنيه، واصفاً ذلك بـ: "الكارثة الكبيرة".
خلل
ويرى المنتج ممدوح شاهين، الذي يُشارك في رمضان هذا العام،بمسلسلي "وجوه" و"بابلو"، أن "ارتفاع تكلفة المسلسلات يرجع إلى زيادة إيجار أماكن التصوير، وكذلك أجور الفنيين وراء الكاميرات"، معتبراً أنّ "غياب صُنّاع الدراما أصحاب الخبرات عن الموسم الحالي، تسبب في إحداث نوعاً من الخلل وزيادة الأرقام".
وأشار إلى أنّ "المتحدة" و"mbc" يدرسان مشاريعهما قبل فترة طويلة من بدء موسم رمضان، لذلك لا يتعرضان للخسارة أبداً، قائلاً لـ"الشرق"، إنّ "هاتين المجموعتين قد تحصدان الأرباح مبكراً، نتيجة الدراسة والتركيز، وهذه السياسة أتبعها أيضاً داخل شركتي".
ورفض ممدوح شاهين، الإفصاح عن ميزانية المسلسلين الذي قدمهما هذا العام، قائلاً إنّ "من واقع خبرتي في السوق الإنتاجية، هناك معادلة بسيطة لمعرفة ميزانية أي عمل، سواء كان ضخم الإنتاج أو متوسط، وهي حساب إجمالي أجور أبطاله، مع إضافة 30 مليون جنيه كحد أقصى"، مُشيراً إلى أن الأرقام المتداولة بشأن أجور الفنانين مبالغة وليست صحيحة.
موسم متميز
أما ريمون مقار، منتج مسلسل "ملف سري"، فقال لـ"الشرق"، إنّ "ميزانية المسلسل الواحد تضاعفت خلال عام واحد، بسبب زيادة أسعار معدات التصوير، وارتفاع قيمة إيجار الأماكن"، موضحاً أنّ "تكلفة إنتاج المسلسل الواحد تتجاوز 50 مليون جنيه كحد أدنى، كما أن تحديد أجر البطل الأساسي يتوقف على ذكاء المنتج، وقدرته على التفاوض مع البطل".
وأضاف ريمون: "بشكلٍ عام ورغم ارتفاع الميزانيات، إلا أنّ الموسم الحالي متميز جداً، والإعلانات ساهمت في تغطية التكلفة".
مستوى متطور
وأشاد المُنتج محمد فوزي، بمستوى موسم دراما رمضان الحالي، وتوزيعها على القنوات، مقارنة بالأعوام الماضية، قائلاً لـ"الشرق"، "أرى أنه جرى دراسة الأمر بشكلٍ دقيق ومن مختلف الاتجاهات، كما أنّ المنصات الرقمية ساهمت في زيادة الإنفاق على المسلسلات".
ويرى أنّ "مستوى المسلسلات شهدت تطوراً كبيراً على مستوى المحتوى والصورة، إذ هناك نوع من التنوع"، مُنتقداً كثرة الفواصل الإعلانية داخل المسلسل الواحد، كونها "تؤثر سلباً على المحتوى الدرامي وتُصيب المُشاهد بالملل".
واعتبر أن الحديث عن تكلفة تجاوزت مليار جنيه لمسلسلات رمضان خلال هذا العام "رقم مبالغ فيه".