فاز فيلم "سولا" للمخرج الجزائري صلاح إسعاد بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان مالمو للسينما العربية الذي أسدل الستار على دورته الـ12 مساء الأحد في السويد.
ونالت بطلة الفيلم سولا بحري جائزة أفضل ممثلة في المهرجان فيما حصل المصري محمد ممدوح على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "أبو صدام" للمخرجة نادين خان.
وشهد حفل الختام عرض الفيلم المصري "حامل اللقب" للممثل المصري هشام ماجد، وذلك بمشاركة عدد كبير من الفنانين وصُنّاع الأفلام.
وحصد الفيلم الوثائقي المصري "من القاهرة" للمخرجة هالة جلال، جائزة لجنة التحكيم. وحصل الفيلم الأردني "الحارة" على جائزة الجمهور، كما نال تنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم.
أما الفيلم القصير "ليل" للمخرج أحمد صالح، فحصل على تنويه خاص من المهرجان. وحصد الفيلم القصير "شيطانة" للمخرج أمل قلياتي، على جائزة لجنة التحكيم، فيما ذهبت جائزة أفضل مخرجة لمالري روز أوستا.
أما فيلم "قدحة"، فحصل على جائزة أفضل سيناريو، وذهبت جائزة لجنة التحكيم للمخرجة دارين سلام عن فيلمها "فرحة".
تحديات
ومن جهته، أكد المخرج الفلسطيني محمد قبلاوي مؤسس ومدير مهرجان مالمو للسينما العربية، أن الجوائز لم تخرج عن دائرة التوقعات قائلاً لـ"الشرق"، إن: "الجوائز كانت ممتازة، ولم تكن مفاجئة بالنسبة لي، إذ إنها ذهبت لمن يستحق".
وأكد قبلاوي، أن "لجان تحكيم المهرجان، كانت عليها أعباء وضغوط كثيرة خلال مرحلة تقييم الأفلام بسبب أن الأفلام جميعها تقريباً ذات مستوى عالٍ"، مؤكداً أن إدارة هذا المهرجان حيادية، ولا تتدخل في اختيار الجوائز"، لافتاً إلى أن "الأعمال التي لم تحصل على جوائز في الدورة الـ12، أعتقد أن مجرد عرضها في السويد هو جائزة بحد ذاته، خاصة أنها منطقة مستحدثة في السينما العربية، وصار المواطن السويدي يتعرف إلى أفلام المنطقة من خلالنا".
وبشأن التحديات التي واجهت إدارة المهرجان في دورته الـ12، أوضح أن "هذه الدورة انعقدت بعد دورتين جاء تنظيمهما افتراضياً بسبب الجائحة، إذ كان بداخلنا شعور طوال الشهور الماضية وقت تنظيم الدورة وكأنها الأولى من عمر المهرجان".
وأضاف أن "ملامح هذه الدورة اتضحت منتصف شهر فبراير الماضي، فلم نكن قد حسمنا أمرنا بعقدها افتراضياً أو واقعياً قبل هذا التاريخ، بعدما أعلنت حكومة السويد فتح البلاد، والتعامل مع كورونا باعتباره فيروساً موسمياً يُجرى التعامل معه مثل الإنفلونزا".
وأشار قبلاوي إلى أن "الإدارة واجهت صعوبات بالغة وقت التحضير بسبب ضيق الوقت مع قلة الميزانية، خاصة أنه جرى اعتماد القيمة المالية للمهرجان في ديسمبر الماضي باعتبارها دورة افتراضية، وهذا أحدث فارقاً كبيراً في الميزانيات، في ظل موجة الغلاء الكبيرة في حجز الفنادق وتذاكر الطيران".
ولفت إلى أنّ "حجم الجمهور هذا العام جيداً إلى حد ما، لكنه ليس بنفس الحجم الذي اعتدنا عليه طوال الدورات الماضية، وذلك بسبب فتح البلاد منذ فترةٍ قليلة، بعد فترة توقف وإغلاق للسينمات خلال فترة الجائحة".
السعودية ضيف شرف
وقال محمد قبلاوي، إن 65 فيلماً طويلاً شاركت في الدورة الـ12 للمهرجان، وتابع قائلاً: "كانت هناك الكثير من الأفلام الجيدة، ما دفعنا لاستحداث أقسام جديدة، لإتاحة الفرصة للمُشاهد الموجود في السويد لمتابعة هذه الباقة المتميزة من الأعمال السينمائية".
وأشار إلى أن السعودية كانت ضيف شرف الدورة الـ12، "كنا نطمح إلى وجودهم معنا كضيف شرف، لكن تأخرت هذه الخطوة بسبب الظروف التي تسببت فيها الجائحة، وفور فتح البلاد حسمنا القرار على الفور"، مُشيداً بوجودهم في السويد، وتابع قائلاً: "التعاون معهم جيد ورائع جداً، وكانت هناك جهود ضخمة، لوضع برنامج أفلام قوي رغم ضيق الوقت".
وأفاد بأنه جرى تنظيم ورش عمل لمجموعة من الشباب تحت الـ25 عاماً، للتعرف إلى أقرانهم من السويد، "ورشة العمل ليست تعليمية بل كانت تعريفية ولاكتساب الخبرات والتواصل مع الكوادر".
جوائز صندوق دعم أيام مالمو
وكان المهرجان قد كشف عن المشروعات الفائزة بجوائز صندوق دعم أيام مالمو لصناعة السينما العربية، مساء السبت، والتي يزيد مجموع قيمتها على 200 ألف دولار، تتوزع بين 4 فئات، تنافس عليها 21 مشروعاً لأفلام عربية جديدة.
وفي فئة تطوير الأفلام الروائية الطويلة، حصل فيلم "كولونيا" على جائزة مالية 150 ألف كرونة سويدية، والعمل إنتاج مشترك بين مصر والسويد. كما حصد دعماً آخر بنفس القيمة المالية لتطوير السيناريو وخدمات ما بعد الإنتاج.
وفاز فيلم "هديل" على دعم مُقدم من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بقيمة 150 ألف كرونة سويدية أيضاً، كما قدمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، لهذا العمل معدات تصوير تستخدم داخل الأردن بقيمة 10 آلاف دولار أميركي.
كما منح الموسيقار المصري هشام جبر جائزة بقيمة 15 ألف دولار أميركي، لخدمات الموسيقى التصويرية لفيلم "عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن"، والعمل إنتاج مشترك بين مصر والسويد، فيما حصل فيلم "حشيشستان" لخدمات ما قبل الإنتاج على 10 آلاف دولار أميركي.
أما في فئة تطوير الأفلام الوثائقية الطويلة، فحصل فيلم "نساء حياتي" على جائزة مالية بقيمة 75 ألف كرونة سويدية، فيما حصل "برزخ" على جائزة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي على جائزة بنفس القيمة المالية، أما فيلم "خارج المكان"، فحصل على استشارات بيئية بقيمة 10 آلاف دولار أميركي.