شهدت الجولة الغنائية للمُطرب المصري محمد منير، في فلسطين، تأجيلاً مفاجئاً، بعدما كان مُقرراً له إحياء 4 حفلات هناك، في حيفا والقدس ورام الله وغزة، ولم يُحدد موعدها بعد.
وأثار محمد منير جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، فور الإعلان عن تلك الجولة الغنائية المُرتقبة، وسط تساؤلات عن آلية دخوله الأراضي الفلسطينية، وهل سيُختم جواز السفر بختمٍ إسرائيلي؟ وسرعان ما وُجهت له اتهامات بالتطبيع.
مندوب السلام
وقال محمد منير، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي، عبر قناة "ON" الفضائية، إنه ما زال يدرس مشروع جولته الغنائية في فلسطين، ولم يحسم قراره النهائي بعد، متابعاً: "أنا فنان.. والفن مالوش وطن".
وتأتي دراسة منير للمشروع بعدما تراجع عن تصريحاته، التي أدلى بها قبل يومين، لصحيفة "المصري اليوم"، بأنّه وقع الاختيار عليه لتمثيل مصر في فلسطين، وإحياء 4 حفلات هناك، بصحبة عدد من النجوم العالميين.
وقال منير: "سأكون مندوباً للسلام، على غرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وسأكون أول مطرب عربي مصري عالمي يُحيي هذا الحفل هناك".
"الموسيقيين" ترد
وقال الفنان خالد بيومي، أمين صندوق نقابة المهن الموسيقية، إنّ النقابة لم تُبلغ رسمياً بتفاصيل جولة محمد منير في فلسطين، حتى الآن، موضحاً أنه لا يوجد ما يُمانع من إحياء حفلات هناك، ودخولها بشكلٍ شرعي ورسمي، متابعاً أنّ: "محمد منير لن يُغامر ويدخل فلسطين بختم إسرائيلي، ووقتها سيُجازف بتاريخه وفنه وجمهوره".
وقال خالد بيومي إنّ محمد منير فنان كبير يعي جيداً قيمة نفسه وفنه ووطنه، ولن يُضحِي بهم في مقابل ختم إسرائيلي.
معضلة التطبيع
ويرى قطاع من جمهور محمد منير تلك الجولة بمثابة تطبيع مع إسرائيل، إذ انطلقت مناشدات بالتراجع عن تلك الخطوة، حيث وصفها أحدهم بـ"الجريمة"، فقال: "لكل من أحب المغني محمد منير: امنعوه من ارتكاب جريمة التطبيع، اكتبوا له، انتظروه في المطار كي تنصحوه، وإذا اقترفها.. فلن يكون محمد منير بعد ذلك".
"منير أخطأ"
من جانبه، قال الناقد طارق الشناوي، لـ"الشرق"، "عرفت أن منير تراجع عن قراره بالغناء، ولكن أوضح أنني مع غناء منير في رام الله وغزة، وعلى النقابة أن تنسق مع القنصلية، لكن من المستحيل أن نوافق على غنائه في حيفا من أجل السلام، وإسرائيل ترد السلام بالاستيلاء على الأرض ولم تقدم أي مبادرة".
وتابع "ما زالت النقابات الفنية تعمل بقرار الجمعيات العمومية عام 1980، ويجب أن يتم تعديل هذا الأمر لأن كل شيء تغير مع الحفاظ على الشعب الفلسطيني ودعمه".
وأضاف: "ما يتعلق بمقولة لو وجدت في رام الله فسوف أحصل على تأشيرة إسرائيلية هذا غير منضبط، لأن التأشيرة تكون في ورقة منفصلة وأيضاً بتصريح من الدولة، وبالتالي على الفنانيين دعم الفلسطينيين بإقامة الفعاليات الفنية في غزة ورام الله".
واختتم "محمد منير أخطأ عندما شبه نفسه بالرئيس السادات، يجب ألا ينظر للجانب السياسي والبروتوكلات بين الرؤساء لأن هذا وضع مختلف، وأقول لمنير فكر مرتين قبل أن تطلق تصريحات تدينك"
"حدوتة مصرية"
ويُعد محمد منير من أبرز الفنانين الذين قدّموا أغاني وطنية، طوال مشواره الفني، إذ كان حاضراً بصوته في غالبية المناسبات، والتي كانت تلقى تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور، أبرزها أغنية "حدوتة مصرية"، التي تقول كلماتها التي كتبها عبدالرحيم منصور: "لا يهمني اسمك.. لا يهمني عنوانك.. يهمني الإنسان ولو ملوش عنوان".
وتضم قائمة أغاني محمد منير الوطنية: "إزاي"، و"على المدينة"، و"ساح يا بداح"، و"اتكلمي"، و"يا مصر يا أم الدنيا" و"قلب الوطن مجروح".
