مقاضاة شاعر مصري بسبب الإساءة لأم كلثوم وأحمد رامي

صورة لأم كلثوم خلال قرعة كأس العام في قطر - 30 نوفمبر 2021 - REUTERS
صورة لأم كلثوم خلال قرعة كأس العام في قطر - 30 نوفمبر 2021 - REUTERS
القاهرة -خيري الكمار

أثار شاعر مصري الجدل مؤخراً بعدما أطلق تصريحات عن الحياة الشخصية لكوكب الشرق أم كلثوم، والشاعر المصري أحمد رامي، أحد أبرز كتاب أغانيها في ندوة باتحاد الكتاب المصري، قبل أن يعود ويعتذر، إلا أن سلسلة من الدعاوي القانونية باتت تنتظره. 

وقال الشاعر المعروف باسم ناصر دويدار، إنّ "أم كلثوم (1898 - 1975) تزوجت ورافقت 11 مرة، كما أحبها الشاعر أحمد رامي (1892 - 1981)، الذي كان يُعاني من الهطل العاطفي"، وهو ما اعتبره البعض "إساءة وتطاول على رموز فنية أثرت وجدان العالم العربي".

تصريحات دويدار، جاءت في ندوة أقيمت قبل نحو أسبوعين باتحاد الكتاب المصري، تحت عنوان "الأغنية المصرية وجدان أمة"، وشارك فيها مجموعة من الشعراء.

وأبدت بعض الجهات الفنية في مصر، رفضها التام لهذه التصريحات، واصفة الشاعر بـ"المغمور"، كما قدم البعض بلاغات ضده، بتهمة الإساءة لـ"كوكب الشرق".

بلاغ عاجل

أسرة السيدة أم كلثوم، ممثلة في جيهان الدسوقي، حفيدة شقيقة "كوكب الشرق"، أعلنت اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الشاعر ناصر دويدار، معتبرة أنه "تطاول على أحد رموز الفن المصري والعربي، وأساء لتاريخها الفني الكبير".

محامي أسرة أم كلثوم، المستشار القانوني ياسر قنطوش، قال في بيانٍ صحافي، إنه سيرفع دعوى قضائية ضد ناصر دويدار، بتهمة "خدش الأعراض والإساءة لسمعة وتاريخ كوكب الشرق"، لافتاً إلى أن العقوبة المقررة في هذا الأمر قد تصل إلى الحبس لمدة 3 سنوات.

وقررت جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصريين "الساسيرو"، تقديم بلاغ للنائب العام، ضد الشاعر، بتهمة الإساءة للشاعر أحمد رامي، والذي يُعد أحد رموز ومؤسسي الجمعية، وكذلك كوكب الشرق الراحلة أم كلثوم.

تحذير من التطاول

وحذرت نقابة المهن الموسيقية المصرية والتي يرأسها هاني شاكر، من التطاول على رموز شكلت وجدان وتاريخ المصريين والعرب، مؤكدة أن "الهجمة الشرسة على الفن والثقافة المصرية ورموزها هو أمر ممنهج لتصغير دور الفن المصري، حتى يسهل غزو ماضينا وتراثنا، لترسيخ ثقافة وفن لا يحمل السمات والأخلاق المصرية والعربية العريقة".

وأبدت النقابة، رفضها التام "لأي تطاول على شعراء مصر الذين ترسخوا في وجدان المصريين والعرب، وصاروا من علامات ثقافتها ونهضتها، مثل الشاعر أحمد رامي، وأحمد شوقي، وأحمد شفيق كامل، وعبد الوهاب محمد وغيرهم".

وشددت على أنها "ستقف لهؤلاء بالمرصاد وتدين كل محاولات النيل من تراثنا ورموزنا الفنية مثل أم كلثوم".

Picture from the 1960s shows Egypt's famous song writer Ahmad Rami (1892-1981), who accompanied the late diva Umm Kulthumfrom the beginning of her career in the 1930s till her death in 1975, writing some of her most beautiful songs. Rumor has it that she was his life's unrequited love and after her death he became a recluse until he died six years later. Among his achievements, beside writing several operas, was the translation of Verdi's opera Aida into Arabic. (Photo by AFP) - AFP
 صورة يعود تاريخها لستينات القرن الماضي للشاعر المصري أحمد رامي الذي رافق أم كلثوم منذ بداياتها وكتب بعضاً من أجمل أغانيها. - AFP

"تدمير الفن المصري"

ومن جهته، أشاد الكاتب أيمن الحكيم، برد فعل الجهات الفنية تجاه تصريحات الشاعر ناصر دويدار، قائلاً لـ"الشرق"، إنّ "ذلك يأتي تقديراً لأم كلثوم، فهي رمز وطني وجزء من تاريخ مصر".

ووجه الحكيم، اللوم إلى"اتحاد كُتاب مصر"، كونه "أعطى لشاعر مغمور شرعية الحديث عن قامات فنية، مثل أم كلثوم، والشعراء أحمد رامي، وعبد الوهاب محمد، وعبد الفتاح مصطفى وأحمد شفيق كامل، والإساءة لهم"، واعتبر أن "الأمر خرج عن إطار الفن ووصل إلى مرحلة السب والقذف والتشهير والخوض في الأعراض".

الكاتب شعبان يوسف، رأى أن حديث ناصر دويدار "عبارة عن تطاول، وليس مناقشة في ندوة، فهو بالأحرى نوع من النميمة التي لا يمكن قبولها".

وقال شعبان، لـ"الشرق"، إنّ "ما حدث استخفاف برموز مصر والعالم العربي التي نالت أعلى الأوسمة، وهذا يخدم المخططات التي تريد تدمير الفن المصري"، مستنكراً تجاهل "اتحاد كُتاب مصر" لتلك الأزمة حتى الآن.

اعتذار

وفي المقابل، أبدى ناصر دويدار، اعتذاره لأم كلثوم وكذلك الشاعر أحمد رامي، مؤكداً أنه لم يقصد الإساءة لتلك الرموز الفنية، مستنكراً رد فعل الجهات الفنية، بقوله: "من أكون للتطاول على كوكب الشرق، وأستاذ الأجيال أحمد رامي؟".

وقال في بيانٍ صحافي: "بعد موت صديقي الفنان أحمد الحجار، أصبت بجلطة ولا زلت أعاني منها حتى الآن، ولا يعرف هذا الموضوع سوى دكتور علاء عبد الهادي، رئيس اتحاد كُتاب مصر، ومسؤول العلاج بالنقابة".

وأضاف أن "أصدقائي حرصوا على دعمي في تلك الأزمة الصحية، ووجهوا لي دعوة للحديث عن الأغنية، فكنت أتحدث بشكلٍ ارتجالي"، مؤكداً أن "ما ذكرته عن أم كلثوم كلام متداول منذ سنوات وليس على لساني". 

وتابع "لا يمكن أن أتسبب في أذى أي إنسان، حتى المحتقنين والغاضبين والشتامين، وإذا كان قد أسيئ فهم كلامي خارج سياقه وأزعج المسؤولين عن الفن والغناء، فأنا أعتذر لروح سيدة مصر العظيمة أم كلثوم، وروح الشاعر أحمد رامي، وأي فنان أسأت إليه في التعبير دون قصد".

وتساءل ناصر دويدار، بقوله: "كيف أسيء إلى من علموني الأدب والسمع والوطنية.. كيف يُسيء شاعر صغير مثلي إلى من علموني الأدب والوطنية".

تصنيفات