قال المخرج سعيد حامد، إنه لا يعلم شيئاً عن الجزء الثاني لفيلم "صعيدي في الجامعة الأميركية 2"، رغم تصريحات الكاتب مدحت العدل، مؤلف العمل، بطرحه العام المُقبل، تزامناً مع مرور 25 عاماً على الجزء الأول.
وأكد أنه لن يُمانع تقديم جزء ثان، لاسيما وأنه يعتبر هذا الفيلم من أبرز أعماله، وقال: "لقد فتح شهيتي على السينما المصرية، رغم ما حملته التجربة من مغامرات وتحديات، إذ أحدث انقلاباً وقتها كونه غيّر القاعدة من مرحلة النجم الأوحد إلى تصدر مجموعة من الشباب لأفيش العمل، فلم أكن أتخيل أنّ يُحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، ومُساهمته في خروج جيل جديد".
وشارك في بطولة هذا الفيلم، الذي عُرض عام 1998، كلّ من محمد هنيدي، ومنى زكي، وأحمد السقا، وطارق لطفي، وغادة عادل، وهاني رمزي وفتحي عبد الوهاب.
"خيبة أمل"
وكشف سعيد حامد، الذي كُرّم بالدورة 38 من مهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط، عن إصابته بخيبة أمل كبيرة، عام 2008، بعد فيلمه "على جنب ياسطى"، بطولة الفنان أشرف عبد الباقي، قائلاً: "لم أتلقَ دعماً من قِبل زملائي بالوسط الفني، بعد الإخفاق الذي سجله الفيلم في شباك التذاكر، ورفعه من دور العرض بعد وقتٍ قصير لصالح عملٍ سينمائي آخر".
وأضاف خلال لقاءه مع "الشرق"، "حاولت تناسي الأمر، وعرضت عليهم أفكاري، لكنها لم ترقَ لهم، فهم يريدون أفكار السوق، بعدما فقدوا روح التجديد والمغامرة".
واستنكر آراء البعض بأنه يُقدم "سينما تجارية"، قائلاً إنّ "ذلك ليس عيباً، لكن الأهم أنّ تحمل هذه الأعمال مضموناً"، لافتاً إلى تجربته في فيلم "حمادة يلعب" للفنان أحمد رزق "رغم أنّ العمل كان كوميدياً وبسيطاً، إلا أنه كشف عن حجم الأموال الباهظة التي يدفعها الجمهور مقابل الاشتراك في المسابقات التلفزيونية، بينما أصحابها يبيعون الوهم للناس"، وفق قوله.
ولفت إلى مصطلح "السينما النظيفة" الذي حقق انتشاراً واسعاً في سنواتٍ ما، قائلاً إنّ: "هذه المصطلحات دخيلة وغريبة، وحققت تداولاً بعدما منعت الأهالي، أبناءها من الذهاب إلى السينما، لذلك أراد بعض المُخرجين وأنا منهم، تقديم سينما على أهواء الأسرة، وفتحنا المجال للأجيال الجديدة من الممثلين".
رحلة سينمائية
وأرجع أسباب غيابه عن الساحة السينمائية منذ 12 عاماً تقريباً، إلى عدم وجود مشروع يحمسه للعودة مُجدداً، وقال: "لا توجد أعمال ترقى لوضع اسمي عليها، فأغلبها سيناريوهات ضعيفة خالية من المضمون، كما أنّ الأوضاع تغيرت كثيراً على مدار العقد الماضي، لذلك اضطررت لتقديم مسلسلات درامية، بجانب الإخراج التلفزيوني للعروض المسرحية".
واستطرد: "الأفلام حالياً أصبحت غريبة، يعتمد فيها البطل على العُري وخلع الملابس، ويتباهي في النهاية ما حققه من إيرادات"، مُعرباً عن آماله باصطحاب الجمهور معه في رحلة سينمائية ممتعة تجمع بين الترفيه والقيمة.
وقال إنّ "الإنتاج السينمائي مؤخراً صار ضعيفاً على مستوى المحتوى، رغم التطور الكبير في الإمكانيات من حيث الصوت والصورة، وذلك باستثناء تجارب قليلة تستحق الإشادة"، إذ يرى أنّ "هناك أزمة في السيناريو، لكن لديّ تفاؤل بعودة السينما إلى ريادتها مُجدداً، في ظل الإيرادات الضخمة التي تُحققها بعض الأفلام".
مهمة صعبة
ويرى سعيد حامد، أن "الكوميديا من أصعب الأطر الفنية، لأسبابٍ عدة، أبرزها الاعتماد على الموقف بينما الإيفيهات لا تعيش طويلاً، كما أنّ عدد المُخرجين المُتخصصين في ذلك النوع عددهم قليل جداً، وأعتقد أنّ الأصعب تقديم كوميديان لم يقدم كوميديا من قبل".
وتطرق إلى تجربته في الإخراج التلفزيوني لـ"مسرح مصر"، قائلاً إنّ: "هذا المشروع ساهم في خروج ممثلين، صاروا نجوماً حالياً يتصدرون أفيشات الأعمال الفنية".
وتابع "مسرح مصر"، حقق نجاحاً جماهيرياً بعد تعرضه للعديد من الانتقادات في بدايته، بسبب الذكاء الذي تمتع بيه أشرف عبد الباقي، في اختيار قضايا تواكب الأحداث التي شهدتها مصر بعد ثورة يناير".