قالت مدير أيام قرطاج السينمائية سنية الشامخي، إن اختيار السينما السعودية، لتكون ضيف شرف الدورة الـ33، التي تنطلق في 29 أكتوبر الجاري، يأتي في ضوء التزام المهرجان باكتشاف تجارب ورؤى سينمائية جديدة.
وأضافت لـ"الشرق" أن "توصلنا بعد التشاور مع الشركاء السعوديين في القطاع السينمائي، إلى فتح المجال لهذه التجارب في المهرجان، حتى يكتشف الجمهور التونسي الرؤى الجمالية المُقبلة من المملكة".
ولفتت إلى تنوع التجارب السعودية وانفتاحها عبر أعمال تقترب في خياراتها من السينما الأميركية، وأخرى تشبه في مسارها سينما المؤلف، فيما تتأثر بعض المشاريع الشبابية بالتكنولوجيا الحديثة، وتوظفها في أعمالها.
وأبدت إعجابها بالتجارب السينمائية لمخرجات سعوديات، مشيرة إلى أن "أول مدرسة لتدريس السينما في المملكة كانت للفتيات، لذلك كان من المهم بالنسبة لي، بصفتي مخرجة، اكتشاف هذه الرؤى".
وعلى مستوى الشراكات الفنية بين تونس والسعودية، قالت: "نأمل أن يترجم وجود السعودية في المهرجان، إلى تعاون على مستوى الإنتاج وتوزيع الأفلام، خاصة ونحن في مرحلة تطوير هذا الجانب من المهرجان، من خلال فعاليات أيام قرطاج للصناعة السينمائية".
برنامج ثري ومتنوع
وقال المشرف على فعالية "ضيف الشرف"رضوان العيادي لـ"الشرق" إنّ: "المشهد السينمائي في السعودية شهد تطوراً كبيراً، لذلك تحل ضيف شرف الدورة الجديدة، إذ سيكون البرنامج ثرياً وبحضور محترفين من صُناع هذا القطاع بالمملكة".
وأوضح أن "البرنامج يقترح عروض أفلام، وحفلات موسيقية للتراث السعودي، بجانب جلسات حوارية وندوة عن دور الجمعيات غير الربحية في صناعة السينما، يشارك فيها خبراء المهنة من سعوديين وتونسيين وضيوف من الوفود المشاركة في أيام قرطاج السينمائية".
وأكد العيادي حضور أكثر من 40 مشاركاً من السعودية بين صناع أفلام مثل المخرجين عبد المحسن الضبعان وشهد أمين، وممثلين عن المؤسسات المشرفة على القطاع السينمائي بالمملكة.
تكريمات
ويُكرم المهرجان، في الدورة المرتقبة، المخرجة والكاتبة الجزائرية يمينة بشير الشويخ، والمخرج محمد عبد الرحمن التازي، والسينمائي المصري داوود عد السيد، والمخرجة التونسية كلثوم برناز، والممثل التونسي هشام رستم، والممثلة ناكي سي سافاني، من كوت ديفوار.
وأختير فيلم "فاطمة السلطانة التي لا تنسى" للمخرج محمد عبد الرحمن، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، ليكون فيلم الافتتاح.
كما تتضمن الدورة الدورة الجديدة، العديد من الفعاليات، منها قسم "سينما العالم" ويعرض 12 فيلماً عالمياً كلاسيكياً، وبرنامج خاص بسينما الطفل ضمن "أيام قرطاج السينمائية للأطفال"، وآفاق السينما التونسية، وسينما الشارع، مع منح هامش للثقافة والفنون لجمهور مغاير عبر برمجة أيام قرطاج السينمائية في المحافظات التونسية، والسجون والثكنات العسكرية.
"العالم كما يراه فيليني"
الخيارات الموازية للدورة 33 من أيام قرطاج السينمائية، وفي خانة "رؤى متوسطية" تحتفي بسينما المخرج الإيطالي فيديريكو فيليني ضمن فعالية تشمل 7 أفلام، حملت عنوانا "العالم كما يراه فيليني" وتصاحبها دروس متخصصة وندوات عن مسيرة أحد أهم صانعي السينما في العالم.
وفي "رؤى متوسطية" كذلك فعالية عن "نظرة صانعات الأفلام من الجنوب والشمال حول الهجرة" وتخصص لأعمال مخرجات من شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط عن قضية الهجرة والمنفى واللاجئين.
لجان التحكيم
وتترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل والقصير، ماري كلامونس أندري مونتابايس من مدغشقر، وبعضوية المخرجة التونسية نادية الفاني، والجزائرية سعاد لبيز، وكلار دياو من بوركينافاسو.
وتشمل قائمة الأفلام، 12 فيلماً، منهم: "حارس العوالم" للمخرجة ليلى الشايبي، وهو إنتاج تونسي جزائري، وفيلم "دتايد اكسس" للمخرج التونسي هيفل بن يوسف، والفيلم السعودي "مامي لامولا" لأنهار سالم، و"لعزيب" للمغربي جواد البابلبي، و"حكايات البيت الأرجوني" لفاضل عباس، وهو إنتاج عراقي لبناني، واللبناني "بطاطا" لنورة كافوربكان، والسوداني "لا توجد طريق بسيطة إلى البيت".
وفي مسابقة الوثائقي القصير 8 أفلام قادمة من عدة دول إفريقية وعربية، ويمثل مصر في هذه المنافسات "إدريس" لأمير الشناوي، ومن تونس "ترامودول" لأودم موسى، و"05:01" لسارة بن سود، و"سبايدرمان السودان" لرافع الرنا، و"إطار طويل" لوبودا ريجين قلاديس من الكاميرون، و"الموسيقى ملجي" لــ"سي تيارنو سايدو نورو" من السنغال.
وعلى مستوى لجنة تحكيم المسابقة المستحدثة "أسبوع النقاد"، فتضم كل من سارج نوبيانا (عن تونس وفرنسا)، كيارا سبنيولي قاباردي من إيطاليا، ثيارنو ابراهيم اديا من السنغال والناقد المصري كمال رمزي.
وتتكون لجنة تحكيم مسابقة قرطاج السينما الواعدة والمخصصة لأفلام مدارس السينما، كل من المنتج السعودي فيصل بالطيور، سليف تراوي من مالي، وربيعة التليلي من تونس.