مع ظهور المرشحين عبر تقنية الفيديو عن بُعد، ووجود المضيفين في مكانين مختلفين من البلاد تفصل بينهما آلاف الكيلومترات، انطلق حفل توزيع جوائز "جولدن جلوب"، مساء الأحد، ملتزماً بالتباعد الاجتماعي بسبب جائحة كورونا، وسط عاصفة انتقادات من قبل رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية.
وانقطع نقل خطاب أول الفائزين في الحفل، دانيال كالويا، بسبب مشكلات تقنية، في دلالة على الصعوبات الفنية في زمن الجائحة، وكان وقع المقاطع الفنية والكلمات ضعيفاً، أكثر من أي وقت مضى بسبب القيود التقنية والتباعد الجغرافي والتدابير الصحية المتصلة بمكافحة فيروس كورونا.
وفي ظل انعدام المنافسة، وسيطرة خدمات البث، ظهر حفل "جلوب" الثامن والسبعين بشكل لم يسبق له مثيل، وذهبت جوائز الحفل الكبرى إلى أعمال Nomadland و Borat Subsequent Moviefilm، و The Crown وSchitt’s Creek.
حفل بلا بريق
ومع إلغاء السجادة الحمراء، وإلقاء النجوم كلماتهم عن بعد، لم يكن لدى حفل توزيع جوائز غلوب، النكهة والمذاق المعتاد، إذ قضت جائحة كورونا على كل بريق هوليوود تقريباً.
وفاز فيلم "بورات سابسيكوينت موفي فيلم" من أمازون، وهو أحد الأفلام القليلة المرشحة التي تم تصويرها جزئياً أثناء الوباء، بجائزة أفضل فيلم كوميدي. وفاز نجمه الكوميدي الفدائي ساشا بارون كوهين، بجائزة أفضل ممثل في فيلم كوميدي.
وبالإشارة إلى الدور الشرفي الذي لعبه الممثل رودي جولياني (المحامي السابق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب) في الفيلم، شكر كوهين "تلك الموهبة الجديدة التي جاءت من العدم لتصبح عبقرية كوميدية".
"نتفليكس" تحصد الجوائز
وحصلت "نتفليكس" التي دخلت المسابقة بـ42 ترشيحاً، على أعلى الجوائز التلفزيونية. وفاز مسلسل "ذا كراون"، كما هو متوقع، بجائزة أفضل مسلسل درامي، إلى جانب جوائز التمثيل التي حصدها جوش أوكونر (الذي لعب دور الأمير تشارلز)، وإيمى كورين (في دور الأميرة ديانا)، وجيلين أندرسون (التي لعبت دور مارغريت تاتشر).
وفاز مسلسل "كوينز غامبت" (Queen’s Gambit) بجائزة أفضل مسلسل محدود، وحصلت أنيا تايلور جوي، على جائزة أفضل ممثلة في هذه الفئة. وفاز مسلسل "شيت كريك" بجائزة أفضل مسلسل كوميدي في موسمه الأخير، كما فازت كاثرين أوهارا بجائزة أفضل ممثلة في مسلسل كوميدي.
وفاز تشادويك بوسمان، بعد موته، بجائزة أفضل ممثل في فيلم درامي عن أدائه في فيلم "ما رينيز بلاك بوتوم" (Ma Rainey's Black Bottom) وهو أحد إصدارات "نتفليكس"، واستلمت الجائزة زوجنه تايلور ليدوارد.
آسيوية تفوز بجائزة أفضل مخرج
وأصبحت كلوي تشاو، المخرجة التي ولدت في الصين، أول امرأة من أصول آسيوية تفوز بجائزة أفضل مخرج، وأول امرأة تفوز بالجائزة منذ أن فازت بها المخرجة باربارا سترايساند عن فيلم "ينتل" (Yentl) عام 1984.
وحصل لي إيزاك تشونغ، كاتب ومخرج الدراما الاجتماعية الكورية الأميركية "ميناري" Minari (وهو الفيلم الذي انتقدته رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، واعتبرته غير مؤهل للفوز بالجائزة الأولى بسبب حواره باللغة غير الإنجليزية) على جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية.
وقال تشونغ إن "فيلم ميناري يدور حول عائلة تحاول تعلم لغة خاصة بها، وأكثر عمقاً من أي لغة أميركية أو أجنبية، إنها لغة القلب".
وأضاف: "أحاول شخصيا أن أتعلم هذه اللغة، وأن أنقلها إلى غيري".
أفضل ممثل مساعد
وفاز جون بوييغا، بجائزة أفضل ممثل مساعد عن أدائه في "سمول آكس" (Small Axe) للمخرج ستيف ماكوين، وفازت جودي فوستر، بجائزة أفضل ممثلة مساعدة، في واحدة من أكثر مفاجآت حفل توزيع جوائز "غلوب".
تكريم جين فوندا
وتحدثت جين فوندا، التي تم تكريمها عن مجمل أعمالها، بشغف عن مد مظلة التسلية للجميع، وقالت: "لم يكن الفن يوماً مجرد خطوة على طريق التاريخ، وإنما كان دائماً يقود الطريق، لذا فلنكن نحن هؤلاء القادة".
أفضل فيلم رسوم متحركة
وحصل فيلم "ذي سول" (Soul) على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، وحصلت روسوموند بايك على جائزة أفضل ممثلة في فيلم كوميدي أو موسيقي عن دورها في فيلم "آي كير ألوت" (I Care a Lot)، وحصل آرون سوركين على جائزة أفضل كاتب سيناريو عن فيلم"ذا تريال أوف ذا شيكاغو سيفن" (Trial of the Chicago 7).
وكانت شركة "بارامونت بيكتشرز" باعت الفيلم لـ"نتفليكس" في الصيف الماضي بسبب ظروف الوباء، وهو ما علق عليه سوركين قائلاً: "لقد أنقذت نتفليكس حياتنا".
ويصنف عرض "غلوب" كثالث أكثر عروض الجوائز مشاهدة وأكثرها ربحية (في عام 2018، دفعت شبكة "إن بي سي" 60 مليون دولار مقابل حقوق بثه)، بعد حفل توزيع جوائز "أوسكار" و"غرامي"، كما يمثل قوة تسويقية مهمة للأعمال المتنافسة والمترشحة لفوز بجوائز أوسكار.
وأقيم حفل توزيع جوائز "جلوب" في موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار، الذي تأجل إلى 25 إبريل المقبل.