شددت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، على ضرورة توفير فرص للمرأة في السينما، معتبرة أنّ "هناك العديد من الأشياء التي نشعر بها كنساء نحتاج إلى التعبير والتحدث عنها بعمق، وأعتقد أنّ السينما هي أفضل طريقة لترجمة ذلك".
وجاء حديث نادين خلال جلسة نقاشية مع نائب رئيس تحرير مجلة "فارايتي" للمحتوى العالمي والمحرر التنفيذي ستيفن جايدوس، ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، التي تستمر حتى 10 ديسمبر الجاري في مدينة جدة، حيث نالت جائزة فاريتي الدولية لصناعة الأفلام.
انتفاضة المرأة
وترى نادين لبكي، أنّ "المرأة في العديدٍ من الدول، تشعر بالذنب منذ سنوات طويلة لكونها امرأة فقط، لكن يبدو أنّ هناك تحولاً وتطوراً في الفترة الأخيرة، ولا أعتقد أن هناك شيئاً أجمل مما يحدث في إيران الآن، النساء يريدون فقط الصراخ والتعبير عن أنفسهن".
وقالت إنّ: "الانتفاضات الاجتماعية والسياسية الأخيرة التي شهدتها إيران، تمدني بالأمل الذي أحتاج إليه، كما تُشير إلى قُرب قدوم تغيير إلى الأفضل، وسيكون للمرأة صوتاً عالياً ومسموعاً، وأتمنى أنّ تحظى النساء في دول العالم بهذه الفرصة".
ولفتت إلى "فشل العديد من الانتفاضات أو تم قمعها، لكنها لم تُغير ما نشعر به في داخلنا، وكنا نشعر بالإحباط حتى وقتِ قريب، لعدم حدوث تغيير، لكن لم نفقد الأمل قط، وأعتقد أنّ الأمل هو ما يمنعني من التعامل بسخرية مع مجريات الأمور".
وتابعت أنّ "هناك مقولة أحبها، وهي أنه لا يمكن تحقيق العدالة إلا عندما يتعامل الأشخاص بقلق تجاه القضايا المختلفة"، متابعة "أريد أن أشعر بالقلق حتى عندما لا أتأثر، أريد أن أؤمن بإمكانياتي كإنسانة وبقوتي، نحن بحاجة إلى الإيمان بقوتنا الفردية لإحداث تغيير حقًا".
ممثلين غير محترفين
وأرجعت نادين لبكي، أسباب اهتمامها بالعمل مع ممثلين غير محترفين، إلى أنها تُحب الحياة الطبيعية والمشاعر الصادقة، قائلة: "عندما تعمل مع ممثلين غير محترفين، عليك أن تتكيف معهم ومع طريقتهم في الحياة، إنه تعاون جميل لأنك ستكون متصلاً جدًا بما مروا به".
وأوضحت أن ابتعادها عن مجال الإخراج خلال الـ3 أعوام الأخيرة مقابل التمثيل، إلى أنّ "هناك الكثير مما يمكن قوله، وأعتقد أننا محظوظون للغاية لأننا نشهد هذا الجزء من التاريخ والتحول، ومن المستحيل تلخيص ذلك، ربما لهذا السبب لم أكتب فيلمي التالي بعد".
واعتبرت أنّ المنصات الرقمية لا تُهدد مستقبل صالات العرض، إذ أنّ العلاقة بينهما تكاملية وليست تنافسية، ووجودهما أمرٌ ضروري، متابعة "يجب على الناس أن يكونوا قادرين على العيش مع كلتا التجربتين، خاصة وأنّ السينما لها طقوس مهمة جداً، ومُشاهدة الفيلم في غرفة مظلمة والشعور بمشاعر الآخرين هي تجربة جماعية وجميلة، لكن البعض يرى أنّ البقاء في المنزل ومُشاهدة الفيلم على الأريكة أرخص بكثير".