مخرج "Avatar" يحتفل بعيد الحب بعرض نسخة جديدة من "Titanic"

الملصق الدعائي لفيلم Titanic - facebook/20thCenturyStudiosME
الملصق الدعائي لفيلم Titanic - facebook/20thCenturyStudiosME
القاهرة-عصام زكريا*

تشهد دور العرض السينمائي في 14 فبراير الجاري، بالتزامن مع الاحتفال بعيد الحب، عرض نسخة جديدة من الفيلم الشهير "Titanic"، في إطار اليوبيل الفضي لصدور الفيلم.

وتعد هذه هي المرة الثالثة التي يُطرح الفيلم فيها في دور العرض، بعد إصداره الأول في ديسمبر 1997، وإصداره الثاني بنسخة ثلاثية الأبعاد في 2012.

ربع قرن إلا قليلاً مرّ على الفيلم الذي نقل صناعة السينما من عصور الآلاف والملايين إلى عصر المليارات، إذ أنفقت الجماهير من أجله أكثر من ملياري دولار وأهدرت في سبيله شلالات من الدموع كفيلة بإغراق السفينة المنكوبة من جديد.

مغامرة فاقت التوقعات

بدأ عرض "Titanic" أواخر التسعينات، على مشارف القرن الجديد، ونهاية حقبة اشتهرت بالأفلام العاطفية التي يطلق عليها "رومانتيك كوميدي"، وبأفلام الأكشن والخيال العلمي، والخيال العلمي الممزوج بالأكشن. ولقد برع المخرج جيمس كاميرون في النوع الأخير بالتحديد من خلال سلسلتي أفلام "Aliens" و "Terminator".

جاء "Titanic" مختلفاً عن أعمال كاميرون السابقة في نقطتين الأولى أنه يحتوي على قصة حب ميلودرامية وحزينة، تشغل نحو ساعتين من زمن الفيلم الذي يزيد عن 3 ساعات.

والنقطة الثانية هي الطفرة الإنتاجية والصناعية التي حققها الفيلم نظير تكلفة فلكية، بمقاييس ذلك الوقت، وصلت إلى 200 مليون دولار (بمتوسط مليون دولار مقابل كل دقيقة من زمن الفيلم).

 قام كاميرون بكتابة وإخراج وإنتاج ومونتاج "Titanic"، مغامراً بكل ما أنجزه في حياته المهنية، ولكن المفاجأة لم تكن نجاح الفيلم، وإنما مدى هذا النجاح الذي وصل إلى قمم غير مسبوقة، حيث تجاوزت إيراداته حاجز المليار دولار الذي لم يكن قد وصل إليه أي فيلم في تاريخ السينما، واستمر النجاح شهوراً وسنوات حتى تخطت إيراداته ملياري دولار بـ 200 مليون.

وفوق ذلك حصل على 11 جائزة أوسكار، في أعلى رقم يحققه فيلم واحد، متساوياً مع "Ben-Hur" قبله، و"The Lord of the Rings" بعده.

رسّخ الفيلم اسم صاحبه كأحد أكبر صنّاع الأفلام في التاريخ، وكان من الطبيعي أن يعلن جيمس كاميرون عندما صعد إلى المسرح ليتسلّم الأوسكار رقم 11 "أنا ملك العالم"، وبالفعل كان كاميرون وقتها يتربع على عرش السينما العالمية.

انقسام حاد

تحوّل "Titanic" إلى ظاهرة ثقافية، وقد عرف العالم كله صوت سيلين ديون بفضل أغنيتها في الفيلم، كما عرف كلاً من ليوناردو دي كابريو  وكيت وينسلت اللذين أصبحا نجمين كبيرين، وبعض مشاهد الفيلم مثل وقفة الحبيبين "جاك" و"روز "على حافة السفينة، ومشهد قيامه برسمها، ومشهد فرقة الموسيقى التي تعزف في سفينة غارقة، كلها أصبحت أيقونات بصرية، كثيرا ما يتم استخدامها بجدية أو سخرية.

ومع ذلك، فإن النجاح الذي حققه "Titanic" لم يمنع وجود أصوات ترى أنه فيلم عادي لا يستحق كل هذا، وأنه لا يخلو من عيوب تتمثل في الكتابة المدرسية المباشرة والعاطفية الزائدة، ويد المخرج الثقيلة التي تعمل على توجيه المشاهد وابتزاز مشاعره، وافتقاده للرقي الفني.

ويرى البعض أنه فيلمان داخل فيلم واحد: الأول يدور في ساعتين، يحتوي على تقديم ركاب السفينة ونمط حياة الطبقة الأرستقراطية، وقصة الحب بين "روز" الشابة المتمردة على تقاليد طبقتها الأرستقراطية و"جاك" الفنان الفقير الصعلوك. أما الجزء الثاني فينتمي إلى نوعية أفلام الكوارث ويشغل الساعة الأخيرة من زمن الفيلم، ويتسم بالإثارة والتنفيذ التقني المذهل.

هذا الانقسام الحاد في وجهات النظر حول "Titanic" يمتد إلى اليوم وتتسع حدته، وهو انقسام يمتد إلى "Avatar" الأول والثاني اللذين يعانيان من عيوب فنية ملحوظة، ولكن قدرة جيمس كاميرون المذهلة على تطوير صناعة السينما وجذب الجماهير العريضة ليست محل شك لدى كل الأطراف.

 كاميرون يتفوق على نفسه

لم يكتف ِ كاميرون بنجاح "Titanic" وسعى للحفاظ على عرشه طوال العقدين التاليين، حيث عاد بعد 12 عاماً على صناعة "Titanic" بفيلمه  "Avatar" الذي حطم كل الأرقام القياسية، قبل أن يعود العام الماضي بجزئه الثاني "Avatar: The Way Of Water"، وكلاهما كادا يخترقان حاجز الثلاثة مليار ات دولار.

والأفلام الثلاثة تحتل 3 من المراكز الأربعة الأولى كأعلى الأفلام جلباً للإيرادات، لا ينافسها سوى فيلم مارفل "Avengers: Endgame" عام 2019، الذي يأتي في المركز الثاني بعد "Avatar".

لا تترك هوليوود دجاجة تبيض ذهباً دون أن تذبحها، ولا ضرعاً ممتلئاً دون أن تحلبه حتى آخر قطرة.

واستغلالاً لنجاح تقنية الأبعاد الثلاثة في "Avatar"، وبالتزامن مع الذكرى المئوية لغرق السفينة "Titanic" في 14 أبريل 1912، قام كاميرون في 2012 بتقديم نسخة ثلاثية الأبعاد من "Titanic"، تكلفت 18 مليون دولار، ولكنها حققت بدورها مفاجأة كبيرة إذ حصدت ما يقرب من 350 مليون دولار، جاء معظمها من سوق التوزيع الوليد في الصين.

نسخة الفالانتين

أما النسخة الجديدة، التي تأتي احتفالاً بمرور ربع قرن على الفيلم، فهي معالجة وفقاً لأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا المشاهدة، بتقنية 4K HDR  التي تعمل على تحسين الصورة في كل إطار Frame من الفيلم، وكذلك تحسين الصوت بتقنية Dolby Atmos.

وفي حوار حديث مع موقع Sirius XM، قال جيمس كاميرون إن "الإصدار الجديد يتوجه إلى الأجيال الصغيرة التي لم تشاهد "Titanic" على الشاشة الكبيرة. وقد قلت لنفسي إنني غالباً لن أكون موجوداً في الاحتفال بمرور نصف قرن على الفيلم، ولذلك فكرت أن أحتفل بمرور ربع قرن".

وقال كاميرون إنه اختار يوم عيد الحب لصدور النسخة الجديدة، أولاً لأن الفيلم القديم حقق أعلى إيراد له خلال ذلك اليوم من عام 1998، رغم أنه كان يعرض منذ أكثر من شهرين، وثانياً لأنه يعتبر فيلمه احتفالاً بالحب. 

* ناقد فني

اقرأ أيضاً:

تصنيفات