عرضت "سينما عقيل" في دبي، الفيلم السعودي "أغنية الغراب" للمخرج السعودي محمد السلمان، والذي يتناول بداية الألفية في السعودية مستعرضاً صراع الأيدولوجية الدينية والثقافية التي ترفض الحداثة، من خلال الشاب ناصر الفاشل والساذج في نظر والده، والذي يعيش أزمة البحث عن ذاته وهويته، التي يكشفها توالي الأحداث ما بين حياته اليومية ودخول فتاة غامضة إلى عالمه.
الفيلم يأتي بدعم من برنامج "ضوء" وهو إحدى مبادرات هيئة الأفلام السعودية التابعة لوزارة الثقافة، لدعم صناعة الأفلام السعودية للهواة والمحترفين، ومن بطولة الممثل السعودي عاصم العواد، الذي يخوض أولى تجاربه السينمائية من خلال دور "ناصر".
وعرض الفيلم الروائي الطويل والمصنّف ضمن نوعية الأفلام الكوميديا السوداء الساخرة، للمرة الأولى في "مهرجان البحر الأحمر"، ثم تم ترشيحه للمشاركة في جوائز "أوسكار" ممثلاً للسينما السعودية.
مزيج بين السخرية والسوداوية
وقال كاتب الفيلم ومخرجه محمد السلمان لـ"الشرق": "رغم أن جائزة أوسكار أميركية، إلا أن الأمر أسعدني وأسعد جميع أفراد طاقم العمل، أسعدتني ثقة اللجنة في الفيلم، هذه الثقة عزيزة".
وعن الرمزية والإسقاطات التي يتكئ عليها الفيلم وما إذا كانت هذه الرمزية جعلت من الفيلم نخبوياً يرفض السلمان إصدار أي حكم أو وصف: "نستطيع القول إنه نخبوي ونستطيع القول أيضاً أنه جماهيري لأن الرمزيات الموجودة في خط القصة لن تؤثر إن أخذ بها المشاهد أو تركها، كما أن الفيلم لم يعرض في دور السينما ولذلك لم يتضح الأمر".
وأضاف: "أصبح تعريف النخبوية اليوم إما تصنع فيلماً تافهاً جداً، أو تصبح نخبوياً، وهذا الأمر غير حقيقي فهناك منطقة وسطى بين النخبوية والتفاهة، النخبوية معنى فضفاض أصبح يشمل كل شيء، قد يكون لدي تصور مختلف، للنخبوية عدة أوجه للفهم، وهذا إرباك لبعض المشاهدين".
وأكد السلمان الذي وصف فيلمه بأنه مزيج بين السخرية والسوداوية أو ما يسمى (الكوميديا السوداء) أنه "لم يكن متخوفاً من أن يصبح الفيلم نخبوياً وبالتالي تقل مشاهداته فأنا أنفذ العمل كما لو أني أكتب كتاباً جميلاً أريد أن أعود له بعد عدة سنوات لأنظر إليه وأقول الحمد لله"، مشيراً إلى أنه في البداية كتب دون تصور لموضوع النخبوية أو الجماهيرية.
ليس سهل الهضم
ووصف الكاتب والناقد الفني السعودي أحمد العياد الجماهيرية والنخبوية بأنها مسألة نسبية، ومع ذلك يرى أن فيلم "أغنية الغراب" ليس فيلماً جماهيرياً لأنه ليس "سهل الهضم".
وقال لـ"الشرق": "من الوارد أن يجد الفيلم جماهيراً في صالات السينما، لكني أعتقد أنه سيكون له صدى أكبر عندما يعرض على المنصات، مثل هذا الفيلم قد يصبح مرجعية نعود لها في فترة من الفترات خاصة أنه يستعرض فترة زمنية مهمة هي فترة بداية الألفية وهي فترة صراع ثقافي واجتماعي".
ويرى العياد أن هذه الفترة تحديداً في تاريخ السينما السعودية تعتبر فترة تعبئة مشيراً إلى أنه في العام الماضي عرضت 10 أفلام سعودية في صالات السينما التجارية ولم تستمر لأكثر من أسبوع واحد، ولم تشارك في المهرجانات.
واستشهد العياد بمقولة المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان (نحن نعمل الآن بلا إرث) لذلك هذه فترة للتجريب خصوصاً في ظل الدعم الحكومي.
بدأ المخرج محمد السلمان رحلته الفنية في "جامعة الملك فهد للبترول والمعادن" في الظهران، حيث درس الهندسة والتحق في أثناء دراسته بنادي المسرح الجامعي، ثم انتقل تدريجياً من الهندسة إلى عالم الأفلام القصيرة ثم الطويلة.
اقرأ أيضاً:
